الجزية وأحكامها - علي أكبر الكلانتري - الصفحة ٧٣
السابق
والمزدقية والديصانية (1) عندي بالمجوسية أولى من الصابئين، لأنهم يذهبون في أصولهم إلى مذاهب تقارب المجوسية وتكاد تختلط بها) (2).
وصريح ابن زهرة أيضا الاجماع على ذلك، قال في الغنية: (ومن له كتاب، وهم اليهود والنصارى والمجوس، يكف عن قتالهم إذا بذلوا الجزية ودخلوا تحت شروطها، ولا يجوز أخذ الجزية من عباد الأوثان سواء كانوا عجما أو عربا، ولا من الصابئين ولا من غيرهم، بدليل الاجماع المشار إليه) (3).
وفي (فقه القرآن) للراوندي: (لا تؤخذ الجزية عندنا إلا من اليهود والنصارى والمجوس، وأما غيرهم من الكفار على اختلاف مذاهبهم من عباد الأصنام والأوثان والصابئة وغيرهم، فلا يقبل منهم غير الإسلام أو القتل والسبي) (4).
نعم خالف ابن الجنيد أصحابنا بقوله: (إن الصابئين يؤخذ منهم الجزية لأنهم من أهل الكتاب، وإنما يخالفونهم في فروع المسائل، لا في الأصول) (5).
إذا تبين لك أن المسألة اختلافية موضوعا وحكما، فعلى المفتي تحقيق حالهم بالرجوع إلى علمائهم وكتبهم وغير ذلك، فإن ثبت أن الصابئين من أهل الكتاب أو أنهم ليسوا من أهل الكتاب، فلا إشكال.

(١) المانوية: أصحاب ماني بن فاتك الذي ظهر في زمان سابور بن أردشير، وقتله بهرام ابن هرمز بن سابور، وذلك بعد عيسى ابن مريم عليه السلام أحدث دينا بين المجوسية والنصرانية، وكأن يقول بنبوة المسيح عليه السلام ولا يقول بنبوة موسى عليه السلام.
المزدقية أو المزدكية: أصحاب مزدك، ومزدك هو الذي ظهر في أيام قباذ والد أنوشروان، ودعا قباذ إلى مذهبه فأجابه، وهذه الطائفة تشارك المانوية في كثير من العقائد.
الديصانية: هم أصحاب ديصان، أثبتوا أصلين: نورا، وظلاما. فالنور يفعل الخير قصدا واختيارا والظلام يفعل الشر طبعا واضطرارا، فما كان من خير ونفع وطيب وحسن، فمن النور، وما كان من شر وضرر ونتن وقبح، فمن الظلام. (الملل والنحل للشهرستاني ج ١ ص ٢٤٤ - ٢٥٠).
(٢) المقنعة ص ٢٧٠.
(٣) سلسلة الينابيع الفقهية ج ٩ ص ١٥٣.
(٤) المصدر. ص ١٢١.
(٥) تحرير الأحكام ج ١ ص ١٤٨.
(٧٣)
التالي
الاولى ١
١٨٨ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الاهداء 5
2 شكر وثناء 6
3 تقديم بقلم الأستاذ الشيخ جعفر السبحاني 7
4 (الفصل الأول) (ما هي الجزية؟) الجزية لغة واصطلاحا 10
5 مجمل من تاريخ الجزية 14
6 الفرق بين الجزية والخراج 17
7 فلسفة تشريع الجزية 19
8 المستشرقون ونظام الجزية 32
9 تفسير آية الجزية 40
10 (الفصل الثاني) (في من تؤخذ منه الجزية) اليهود والنصارى 51
11 حكم المجوس 54
12 حكم من تهود أو تنصر أو تمجس بعد ظهور الإسلام 59
13 حكم الصابئين 63
14 حكم سائر الكفار 75
15 كفار العرب ومسألة الجزية 87
16 مسألة بني تغلب 90
17 من ادعى أنه من أهل الكتاب 93
18 (الفصل الثالث) (في من تسقط عنه الجزية) حكم النساء والصبيان والمجانين 95
19 حكم المجنون غير المطبق 100
20 حكم العبيد 102
21 حكم الأعمى والشيخ الفاني والمقعد 104
22 حكم الفقير 107
23 حكم الرهبان وأصحاب الصوامع 109
24 حكم ما إذا أسلم الذمي 111
25 حكم ما إذا مات الذمي 115
26 حكم صبيان أهل الذمة بعد بلوغهم 117
27 (الفصل الرابع) (في كمية الجزية وكيفية وضعها) كمية الجزية 122
28 كيفية وضع الجزية 132
29 (الفصل الخامس) (في مصرف الجزية) مصرف الجزية مصرف الغنيمة 137
30 (الفصل السادس) (نظام الجزية في عصرنا) نظام الجزية والأقليات الدينية 143
31 نظام الجزية والعلاقات الخارجية مع الأمم غير المسلمة 145
32 (الفصل السابع) (بحوث متفرقة حول الجزية) زمان أخذ الجزية 149
33 جواز أخذ الجزية من ثمن الخمور والخنازير وغيرهما 150
34 جواز اشتراط الضيافة على أهل الذمة 153
35 لا يؤخذ من أهل الذمة سوى الجزية وما اشترط عليهم في عقد الذمة شئ آخر 160
36 حرمة إيذاء أهل الذمة وإهانتهم واستحباب الرفق بهم عند جباية الجزية 163
37 إشارة إجمالية إلى شرائط الذمة 170
38 (فهرس المصادر) المصادر العربية 181
39 المصادر الفارسية 187
40 المصدر الإفرنجي 187