نهاية الحكمة - السيد محمد حسين الطباطبائي - الصفحة ٣٨٢
السابق
الوجود فهو علة لما دونه وواسطة في الايجاد، وأن فيه أكثر من جهة واحدة، يصح صدور الكثير منه، لكن الجهات الكثيرة التي فيه لا تبلغ حدا يصح به صدور ما دون النشأة العقلية بما فيه من الكثرة البالغة، فمن الواجب أن يترتب صدور العقول نزولا إلى حد يحصل فيه من الجهات عدد يكافئ الكثرة التي في النشأة التي بعد العقل.
وتتصور هذه الكثرة على أحد وجهين: إما طولا وإما عرضا.
فالأول: - وهو حصول الكثرة طولا - أن يوجد عقل ثم عقل وهكذا. وكلما وجد عقل زادت جهة أو جهات، حتى ينتهي إلى عقل تتحقق به جهات من الكثرة يفي بصدور النشأة التي بعد نشأة العقل، فهناك أنواع متباينة من العقول، كل منها منحصر في فرد، وهي مترتبة نزولا، كل عال أشد وأشرف مما هو بعده وعلة فاعلة تام الفاعلية له، لما أن إمكانه الذاتي كاف في صدوره، وآخر هذه العقول علة فاعلة للنشأة التي بعد نشأة العقل. وهذا الوجه هو الذي يميل إليه المشاؤون (1) فيما صوروه من العقول العشرة ونسبوا إلى آخرها المسمى عندهم ب‍ (العقل الفعال) إيجاد عالم الطبيعة.
والثاني: - وهو حصول الكثرة عرضا - بأن تنتهي العقول الطولية إلى عقول عرضية، لا علية ولا معلولية بينها، هي بحذاء الأنواع المادية، يدبر كل منها ما بحذائه من النوع المادي، وبها توجد الأنواع التي في عالم الطبيعة وينتظم نظامه، وتسمى هذه العقول: (أرباب الأنواع) و (المثل الأفلاطونية) (2). وهذا الوجه هو

(١) راجع الفصل الرابع والفصل الخامس من المقالة التاسعة من إلهيات الشفاء، والنجاة ص ٢٧٣ - ٢٧٨، والمبدأ والمعاد للشيخ الرئيس ص 75 - 82، ورسائل ابن سينا ص 89.
(2) قال صدر المتألهين: (قد نسب إلى أفلاطون الإلهي أنه قال في كثير من أقاويله موافقا لأستاذه سقراط: إن للموجودات صورا مجردة في عالم الإله، وربما يسميها المثل الإلهية وإنها لا تدثر ولا تفسد ولكنها باقية، وإن الذي يدثر ويفسد إنما هي الموجودات التي هي كائنة) راجع الأسفار ج 2 ص 46، وراجع الملل والنحل ج 2 ص 88 - 89.
(٣٨٢)
التالي
الاولى ١
٣٩٣ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 3
2 مقدمة المحقق 5
3 كلام بمنزلة المدخل لهذه الصناعة 7
4 المرحلة الأولى في أحكام الوجود الكلية 11
5 وفيها خمسة فصول الفصل الأول: في أن الوجود مشترك معنوي 12
6 الفصل الثاني: في أصالة الوجود واعتبارية الماهية 14
7 الفصل الثالث: في أن الوجود حقيقة مشككة 23
8 الفصل الرابع: في شطر من أحكام العدم 28
9 الفصل الخامس: في أنه لا تكرر في الوجود 30
10 المرحلة الثانية في الوجود المستقل والرابط وفيها ثلاثة فصول 34
11 الفصل الأول: في انقسام الوجود إلى المستقل والرابط 35
12 الفصل الثاني: في كيفية اختلاف الوجود الرابط والمستقل 37
13 الفصل الثالث: في انقسام الوجود في نفسه إلى ما لنفسه ولغيره 38
14 المرحلة الثالثة في انقسام الوجود إلى ذهني وخارجي وفيها فصل واحد 40
15 فصل في الوجود الذهني 41
16 المرحلة الرابعة في مواد القضايا: الوجوب والإمكان والامتناع وفيها ثمانية فصول 49
17 الفصل الأول: في أن كل مفهوم مفروض إما واجب وإما ممتنع وإما ممكن 50
18 الفصل الثاني: في انقسام كل من المواد الثلاث إلى ما بالذات وما بالغير وما بالقياس إلى الغير، إلا الإمكان 58
19 الفصل الثالث: في أن واجب الوجود بالذات، ماهيته إنيته 61
20 الفصل الرابع: في أن واجب الوجود بالذات واجب الوجود من جميع الجهات 65
21 الفصل الخامس: في أن الشئ ما لم يجب يوجد وفيه بطلان القول بالأولوية 69
22 الفصل السادس: في حاجة الممكن إلى العلة، وأن علة حاجته إلى العلة هو الإمكان دون الحدوث 73
23 الفصل السابع: في أن الممكن محتاج إلى العلة بقاء كما أنه محتاج إليها حدوثا 78
24 الفصل الثامن: في بعض أحكام الممتنع بالذات 79
25 المرحلة الخامسة في الماهية وأحكامها وفيها سبعة فصول 84
26 الفصل الأول: في أن الماهية في حد ذاتها لا موجودة ولا لا موجودة 85
27 الفصل الثاني: في اعتبارات الماهية 86
28 الفصل الثالث: في الكلي والجزئي 88
29 الفصل الرابع: في الذاتي والعرضي 92
30 الفصل الخامس: في الجنس والفصل والنوع وبعض ما يلحق بذلك 93
31 الفصل السادس: في بعض ما يرجع إلى الفصل 97
32 الفصل السابع: في بعض أحكام النوع 101
33 المرحلة السادسة في المقولات العشر وفيها واحد وعشرون فصلا 103
34 الفصل الأول: في المقولات وعددها 104
35 الفصل الثاني: في تعريف الجوهر وأنه جنس لما تحته من الماهيات 107
36 الفصل الثالث: في أقسام الجوهر الأولية 110
37 الفصل الرابع: في ماهية الجسم 112
38 الفصل الخامس: في ماهية المادة وإثبات وجودها 119
39 الفصل السادس: في أن المادة لا تفارق الجسمية والجسمية لا تفارق المادة 123
40 الفصل السابع: في إثبات الصور النوعية 127
41 الفصل الثامن: في الكم وهو من المقولات العرضية 130
42 الفصل التاسع: في انقسامات الكم 132
43 الفصل العاشر: في أحكام مختلفة للكم 134
44 الفصل الحادي عشر: في الكيف وانقسامه الأولي 137
45 الفصل الثاني عشر: في الكيفيات المحسوسة 139
46 الفصل الثالث عشر: في الكيفيات المختصة بالكميات 143
47 الفصل الرابع عشر: في الكيفيات الاستعدادية 146
48 الفصل الخامس عشر: في الكيفيات النفسانية 148
49 الفصل السادس عشر: في الإضافة وفيه أبحاث 155
50 الفصل السابع عشر: في الأين وفيه أبحاث 160
51 الفصل الثامن عشر: في المتى 163
52 الفصل التاسع عشر: في الوضع 165
53 الفصل العشرون: في الجدة 166
54 الفصل الحادي والعشرون: في مقولتي أن يفعل وأن ينفعل 167
55 المرحلة السابعة في الواحد والكثير وفيها تسعة فصول 170
56 الفصل الأول: في أن مفهوم الوحدة والكثرة بديهي غني عن التعريف 171
57 الفصل الثاني: في أقسام الواحد 174
58 الفصل الثالث: في أن من لوازم الوحدة الهوهوية ومن لوازم الكثرة الغيرية 175
59 الفصل الرابع: في انقسام الحمل إلى هو هو و ذي هو 177
60 الفصل الخامس: في الغيرية وأقسامها 179
61 الفصل السادس: في تقابل التناقض 181
62 الفصل السابع: في تقابل العدم والملكة 184
63 الفصل الثامن: في تقابل التضايف 185
64 الفصل التاسع: في تقابل التضاد 186
65 خاتمة 189
66 المرحلة الثامنة في العلة والمعلول وفيها خمسة عشر فصلا 191
67 الفصل الأول: في إثبات العلية والمعلولية والمعلولية وأنهما في الوجود 192
68 الفصل الثاني: في انقسامات العلة 195
69 الفصل الثالث: في وجوب وجود المعلول عند وجود علته التامة ووجوب وجود العلة عند وجود معلولها 196
70 الفصل الرابع: في أن الواحد لا يصدر عنه إلا الواحد 205
71 الفصل الخامس: في استحالة الدور والتسلسل في العلل 207
72 الفصل السادس: في العلة الفاعلية 212
73 الفصل السابع: في أقسام العلة الفاعلية 213
74 الفصل الثامن: في أنه لا مؤثر في الوجود بحقيقة معنى الكلمة إلا الله سبحانه 217
75 الفصل التاسع: في أن الفاعل التام الفاعلية أقوى من فعله وأقدم 218
76 الفصل العاشر: في أن البسيط يمتنع أن يكون فاعلا وقابلا 219
77 الفصل الحادي عشر: في العلة الغائية وإثباتها 220
78 الفصل الثاني عشر: في أن الجزاف والقصد الضروري والسعادة وما يناظرها من الأفعال لا تخلو عن غاية 228
79 الفصل الثالث عشر: في نفي الاتفاق وهو انتفاء الرابطة بين الفاعل والغاية 231
80 الفصل الرابع عشر: في العلة المادية والصورية 235
81 الفصل الخامس عشر: في العلة الجسمانية 237
82 المرحلة التاسعة في القوة والفعل وفيها أربعة عشر فصلا 238
83 مقدمة 239
84 الفصل الأول: كل حادث زماني فإنه مسبوق بقوة الوجود 240
85 الفصل الثاني: في استيناف القول في معنى وجود الشئ بالقوة 241
86 الفصل الثالث: في زيادة توضيح لحد الحركة وما تتوقف عليه 244
87 الفصل الرابع: في انقسام التغير 245
88 الفصل الخامس: في مبدأ الحركة ومنتهاها 246
89 الفصل السادس: في المسافة 247
90 الفصل السابع: في المقولات التي تقع فيها الحركة 248
91 الفصل الثامن: في تنقيح القول بوقوع الحركة في مقولة الجوهر والإشارة إلى ما يتفرع عليه في أصول المسائل 251
92 الفصل التاسع: في موضوع الحركة 255
93 الفصل العاشر: في فاعل الحركة وهو المحرك 256
94 الفصل الحادي عشر: في الزمان 258
95 الفصل الثاني عشر: في معنى السرعة والبطؤ 261
96 الفصل الثالث عشر: في السكون 263
97 الفصل الرابع عشر: في انقسامات الحركة 264
98 خاتمة 265
99 المرحلة العاشرة في السبق واللحوق والقدم والحدوث وفيها ثمانية فصول 267
100 الفصل الأول: في السبق واللحوق وهما التقدم والتأخر 268
101 الفصل الثاني: في ملاك السبق واللحوق في كل واحد من الأقسام 271
102 الفصل الثالث: في المعية 274
103 الفصل الرابع: في معنى القدم والحدوث وأقسامهما 275
104 الفصل الخامس: في القدم والحدوث الزمانيين 276
105 الفصل السادس: في الحدوث والقدم الذاتيين 277
106 الفصل السابع: في الحدوث والقدم بالحق 278
107 الفصل الثامن: في الحدوث والقدم الدهريين 279
108 المرحلة الحادية عشرة في العقل والعاقل والمعقول وفيها خمسة عشر فصلا 280
109 الفصل الأول: في تعريف العلم وانقسامه الأولي وبعض خواصه 281
110 الفصل الثاني: في اتحاد العالم بالمعلوم وهو المعنون عنه باتحاد العاقل بالمعقول 286
111 الفصل الثالث: في انقسام العلم الحصولي إلى كلي وجزئي وما يتصل به 289
112 الفصل الرابع: في انقسام العلم الحصولي إلى كلي وجزئي بمعنى آخر 292
113 الفصل الخامس: في أنواع التعقل 293
114 الفصل السادس: في مراتب العقل 294
115 الفصل السابع: في مفيض هذه الصور العلمية 295
116 الفصل الثامن: ينقسم العلم الحصولي إلى تصور وتصديق 296
117 الفصل التاسع: ينقسم العلم الحصولي إلى بديهي ونظري 298
118 الفصل العاشر: ينقسم العلم الحصولي إلى حقيقي واعتباري 302
119 الفصل الحادي عشر: في العلم الحضوري وأنه لا يختص بعلم الشئ بنفسه 306
120 الفصل الثاني عشر: كل مجرد فإنه عقل وعاقل ومعقول 306
121 الفصل الثالث عشر: في أن العلم بذي السبب لا يحصل إلا من طريق العلم بسببه وما يتصل بذلك السبب 308
122 الفصل الرابع عشر: في أن العلوم ليست بذاتية للنفس 309
123 الفصل الخامس عشر: في انقسامات أخر للعلم 310
124 المرحلة الثانية عشرة في ما يتعلق بالواجب الوجود من المباحث وفيها أربع وعشرون فصلا 312
125 الفصل الأول: في إثبات الوجود الواجبي 313
126 الفصل الثاني: في بعض آخر مما أقيم على وجود الواجب تعالى من البراهين 316
127 الفصل الثالث: في أن الواجب لذاته لا ماهية له 319
128 الفصل الرابع: في أن الواجب تعالى بسيط غير مركب من أجزاء خارجية ولا ذهنية 321
129 الفصل الخامس: في توحيد الواجب وأنه لا شريك له في وجوب الوجود 324
130 الفصل السادس: في توحيد الواجب لذاته في ربوبيته وأنه لا رب سواه 326
131 الفصل السابع: في أن الواجب بالذات لا مشارك له في شئ من المفاهيم من حيث المصداق 330
132 الفصل الثامن: في صفات الواجب بالذات على وجه كلي وانقسامها 331
133 الفصل التاسع: في الصفات الذاتية وأنها عين الذات المتعالية 332
134 الفصل العاشر: في الصفات الفعلية وأنها زائدة على الذات 335
135 الفصل الحادي عشر: في علمه تعالى 336
136 الفصل الثاني عشر: في العناية والقضاء والقدر 342
137 الفصل الثالث عشر: في قدرته تعالى 346
138 الفصل الرابع عشر: في أن الواجب تعالى مبدأ لكل ممكن موجود 350
139 الفصل الخامس عشر: في حياته تعالى 357
140 الفصل السادس عشر: في الإرادة والكلام 357
141 الفصل السابع عشر: في العناية الإلهية بخلقه وأن النظام الكوني في غاية ما يمكن من الحسن والإتقان 359
142 الفصل الثامن عشر: في الخير والشر ودخول الشر في القضاء الإلهي 361
143 الفصل التاسع عشر: في ترتيب أفعاله تعالى وهو نظام الخلقة 364
144 الفصل العشرون: في العالم العقلي ونظامه وكيفية حصول الكثرة فيه 366
145 الفصل الحادي والعشرون: في عالم المثال 373
146 الفصل الثاني والعشرون: في العالم المادي 374
147 الفصل الثالث والعشرون: في حدوث العالم 375
148 الفصل الرابع والعشرون: في دوام الفيض 378