مع الطب في القرآن الكريم - عبد الحميد دياب ، أحمد قرقوز - الصفحة ٨٦
السابق
إني خلق بشرا من طين (71) فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين) [ص: 71] وهو بعد الحياة الانسانية - وليس الخلوية - الذي يمنحه الحق تبارك وتعالى للانسان، وهو ما يزال في بطن أمه، عندما يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح. وقد بين ذلك أيضا حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: " ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح " (1) وذلك بعد (120) يوما، أي بعد أربعة أشهر، وهذا ما يطابق معطيات العلم الحديث.
وهكذا نفهم ذلك البعد الذي خص الله به الانسان، فلم يعد مجرد عناصر أولية لا تساوي في قيمتها سوى بضع ليرات في ميزان البيع والشراء، كما لم يعد مجرد مجموعة خلوية حية، بل ميزه عن باقي مخلوقاته يوم جمع بين المادة والروح في خلقه، وبذلك كان الانسان خليفة الله في أرضه، ومهبط وحيه ورسالاته، وحامل أمانته قال تعالى: (إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الانسان) [الأحزاب: 72] الظلمات الثلاث:
قال تعالى: (يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقا من بعد خلق في ظلمت ثلث ذلكم الله ربكم له الملك لا إله إلا هو فأنى تصرفون) [الرمز: 6] في الوقت الذي تتعرض فيه الخلايا المضغية للأطوار التي ذكرناها، يكون هناك ما يسمى بالخلايا المغذية التي تأخذ على عاتقها تأمين الغذاء والهواء لحصول الحمل، ثم يتشكل منها ملحقات الجنين والتي منها، هذه الأغشية الثلاثة التي تحيط ببعضها وهي من الداخل إلى الخارج:

(1) عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق " إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفة، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات: يكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد... " رواه البخاري ومسلم. والحمد لله الذي بين وبعد مئات السنين صدق قول الرسول بالحجة والربهان الساطع، علما بأن هذا الحديث الصحيح، هو الحديث الوحيد الذي يرد قبله قول: الصادق المصدوق.
(٨٦)
التالي
الاولى ١
٢٠٨ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الإهداء 4
2 كلمة شكر 5
3 مقدمة للدكتور ناظم النسيمي 6
4 كلمات لا بد منها 8
5 مخطط البحث 11
6 الباب الأول: قطوف من الإعجازات الطبية في القرآن 12
7 الفصل الأول: آيات بينات 13
8 كأنما يصعد من السماء 14
9 معجزة البصمة 16
10 أقل مدة للحمل ستة أشهر 18
11 تعيين جنس الجنين 20
12 تحريض وتسهيل الولادة 21
13 الحروق وحس الألم 23
14 الصلب والترائب 25
15 أتستبدلون الذي أدنى بالذي هو خير 28
16 مغسل ماء بارد 30
17 وفي أنفسكم أفلا تبصرون 32
18 الفصل الثاني: تساؤلات 37
19 يسألونك عن المحيض 38
20 ويعلم ما في الأرحام 40
21 الفاكهة أولا 43
22 السمع ثم البصر 44
23 إخراج الحي من الميت 46
24 الأمراض الوراثية 47
25 الفصل الثالث: همسات طبية 48
26 الباب الثاني: القرآن وتخلق الإنسان 58
27 أطوار التخلف الإنساني 68
28 قرار مكين وقدر معلوم 76
29 الباب الثالث: القرآن وبعض سنن الحياة 84
30 القرآن والرضاعة 86
31 النوم وتعاقب الليل والنهار 91
32 يقظة الفجر مع ريح الصبا 95
33 إسرار الشيخوخة وحتمية الموت 97
34 الباب الرابع: القرآن والطب الوقائي 101
35 مقدمة 102
36 الفصل الأول: القرآن والصحة العامة 104
37 القرآن والغذاء 111
38 وكلوا واشربوا ولا تسرفوا 112
39 تحريم الخبائث 117
40 الخمر أم الخبائث 124
41 الطيبات 138
42 الفصل الثاني: رعاية كبيرة 147
43 الفصل الثالث: تحريم الفواحش 150
44 الزنا 151
45 السيلان 156
46 القرح اللين 158
47 الورم الجيبي الأبري 158
48 النمو المغبني والالتهاب الجنسي 158
49 التهاب المهبل بالدويبات المشعرة 159
50 اللواط 161
51 الباب الخامس: القرآن والطب العلاجي 163
52 العسل 165
53 الاستشفاء بالعسل 173
54 الاستشفاء بالعسل في أمراض جهاز الهضم 175
55 الاستشفاء بالعسل في أمراض التنفس 177
56 الاستشفاء بالعسل في أمراض الأنف والأذن والحنجرة 179
57 الاستشفاء بالعسل من الأمراض النسائية والتوليد 180
58 الصيام 183