(١) ازداد الاهتمام بالسمك وفوائده الصحية في الآونة الأخيرة ازديادا كبيرا. وقد ذكره الله سبحانه وتعالى قال: (وهو الذي سخر البحر لتأكلوا منه لحما طريا وتستخرجوا منه حلية تلبسونها) (سورة النحل ١٤). وقال صلى الله عليه وسلم: (أحلت لنا ميتتان ودمان، فأما الميتتان فالحوت والجراد وأما الدمان فالكبد والطحال) أخرجه ابن ماجة والحاكم والبيهقي. وقال صلى الله عليه وسلم عن البحر (هو الطهور ماؤه الحل ميتته) وقال: (أول طعام يأكله أهل الجنة زيادة كبد الحوت).
وقد أثبتت الأبحاث الحديثة أن الذين يأكلون السمك (الحوت) صيفا وشتاء (أي باستمرار) مثل اليابانيين هم أقل الناس عرضة للإصابة بجلطات القلب وتصلب الشرايين وحدوث مختلف أنواع السرطان.
وذكرت مجلة اللانست البريطانية الشهيرة المقالة الافتتاحية في عددها بتاريخ ١٤ مايو ١٩٨٨ بعنوان زيت السمك جاء فيها: (لقد أصبحت الأمراض المزمنة في الوقت الحاضر سببا أساسيا للوفيات والأمراض في المجتمعات المتحضرة. ويبدو أن الوقاية من هذه الأمراض والتخفيف من حدتها ربما تكون أيسر بكثير من معالجتها. ولهذا اتجه كثير من الباحثين نحو الوسائل الغذائية كوسيلة من الوسائل التي يمكن بها تغيير مجرى المرض أو تخفيفه أو الوقاية منه.... وأثبتت الدراسات في مناطق مختلفة، ومنها دراسة في هولندة حيث أعطي مرضى الشرايين التاجية (المغذية للقلب) ٣٠ جراما من السمك يوميا لمدة عشرين شهرا، أن نسبة الوفاة لدى هؤلاء المرضى قد انخفضت بنسبة ٥٠ بالمئة بالمقارنة مع أولئك الذين لم يتناولوا السمك).
ويمنع زيت السمك حدوث جلطات القلب بعدة طرق منها خفض الكوليسترول الضار الخفيف الوزن في الدم وزيادة سيولة الدم (انظر لمزيد من التفصيل كتاب قبسات من الطب النبوي للدكتور حسان شمس باشا، إصدار مكتبة السوادي جدة 1411 ه‍ / 1990 م).