قضايا المجتمع والأسرة - السيد محمد حسين الطباطبائي - الصفحة ٢٩
السابق
يستنشق كل الهواء فإن الرئة لا تسعه وإن اشتهاه، ولا يسعه أن يأكل من المواد الغذائية لا إلى حد فإن جهاز الهاضمة لا يتحمله فهذا حاله بقياس بعض قواه وأعضائه إلى بعض، وأما بالنسبة إلى إنسان آخر مثله، فإذا كان لا شريك له في ما يستفيد منه من المادة على الفرض فلا سبب هناك يقتضي تضييق ميدان عمله، ولا تحديد فعل من أفعاله وعمل من أعماله.
وهذا بخلاف الانسان الواقع في ظرف الاجتماع وساحته فإنه لو كان مطلق العنان في إرادته وأعماله لأدى ذلك إلى التمانع والتزاحم الذي فيه فساد العيش وهلاك النوع وقد بينا ذلك في مباحث النبوة السابقة أوفى بيان. وهذا هو السبب الوحيد الذي يدعو إلى حكومة القانون الجاري في المجتمع غير أن المجتمعات الهمجية لا تتنبه لوضعها عن فكر وروية وإنما يكون الآداب والسنن فيها المشاجرات والمنازعات المتوفرة بين أفرادها فتضطر الجميع إلى رعاية أمور تحفظ مجتمعهم بعض الحفظ، ولما لم تكن مبنية على أساس مستحكم كانت في معرض النقض والإبطال تتغير سريعا وتنقرض، ولكن المجتمعات المتمدنة تبنيه على أساس قويم بحسب درجاتهم في المدنية والحضارة فيرفعون به التضاد والتمانع الواقع بين الإرادات وأعمال المجتمع بتعديلها بوضع حدود وقيود لها ثم ركز القدرة والقوة في مركز عليه ضمان إجراء ما ينطق به القانون.
ومن هنا يظهر أولا: أن القانون حقيقة هو ما تعدل به إرادات الناس وأعمالهم برفع التزاحم والتمانع من بينهما بتحديدها.
وثانيا: أن أفراد المجتمع الذي يحكم فيه القانون أحرار فيما وراءه كما هو مقتضى تجهز الانسان بالشعور والإرادة بعد التعديل، ولذا كانت القوانين الحاضرة لا تتعرض لأمر المعارف الإلهية والأخلاق، وصار هذان المهمان
(٢٩)
التالي
الاولى ١
٢٣٤ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الفصل الأول أسس المجتمع الاسلامي 2
2 1 - الإنسان والمجتمع 3
3 2 - الانسان ونموه في مجتمعه 4
4 3 - الإسلام وعنايته بالمجتمع 6
5 4 - اعتبار الإسلام لرابطة الفرد والمجتمع 8
6 5 - هل تقبل سنة الإسلام الاجتماعية الاجراء والبقاء 12
7 6 - بماذا يتكون ويعيش المجتمع الإسلامي 24
8 7 - التعقل والإحساس 31
9 8 - الأجر الأخروي: غاية المجتمع 34
10 9 - الحرية والمجتمع الإسلامي 36
11 10 - التكامل في المجتمع الإسلامي 38
12 11 - هل الإسلام قادر على إسعاد البشرية 42
13 12 - من الذي يتقلد ولاية المجتمع في الإسلام وما سيرته 44
14 13 - العقيدة جنسية المجتمع الإسلامي 49
15 14 - البعد الاجتماعي للإسلام 52
16 15 - الدين الحق هو الغالب على الدنيا بالآخرة 59
17 الفصل الثاني: الطبيعة البشرية 62
18 1 - عمر النوع الإنساني 63
19 2 - أصل المجتمع البشري 65
20 3 - الإنسان نوع مستقل غير متحول من نوع آخر 69
21 4 - كيف تناسلت الطبقة الثانية من البشر 70
22 5 - المجتمع الأول 77
23 6 - الطبيعة الإنسانية والمجتمع 84
24 الفصل الثالث: المرأة 86
25 1 - حياة المرأة في الأمم غير المتمدنة 88
26 2 - حياة المرأة في الأمم المتمدنة قبل الإسلام 90
27 3 - حال المرأة عند الأمم القديمة 92
28 4 - حال المرأة عند العرب ومحيط حياتهم (محيط نزول القرآن) 95
29 5 - ماذا أبدعه الإسلام في أمرها 98
30 الوزن الاجتماعي للمرأة في الإسلام 102
31 مساواة في الأحكام 103
32 حرية المرأة في المدنية الغربية 109
33 قوانين الإسلام الاجتماعية وقوانين الغرب 110
34 قيمومة الرجال على النساء 113
35 ماذا تعني قيمومة الرجل 116
36 الفصل الرابع: الزواج 126
37 1 - النكاح من مقاصد الطبيعة 127
38 2 - استيلاء الذكور على الإناث 131
39 3 - تعدد الزوجات 132
40 تعدد أزواج النبي (ص) 149
41 قضايا الزواج 153