قضايا المجتمع والأسرة - السيد محمد حسين الطباطبائي - الصفحة ١١
السابق
واجتماع الافراد تحت جامع حكومة الاستبداد والسلطة الملوكية، فكان الاجتماع القومي ، والوطني والإقليمي يعيش تحت راية الملك والرئاسة، ويهتدي بهداية عوامل الوراثة والمكان وغيرهما من غير أن يعتني أمة من هذه الأمم عناية مستقلة بأمره، وتجعله موردا للبحث والعمل، حتى الأمم المعظمة التي كانت لها سيادة الدنيا حينما شرقت شارقة الدين وأخذت في إشراقها وإنارتها أغنى إمبراطورية الروم والفرس فإنها لم تكن إلا قيصرية و كسروية تجتمع أممها تحت لواء الملك والسلطنة ويتبعها الاجتماع في رشده ونموه ويمكث بمكثها.
نعم، يوجد فيما ورثوه أبحاث اجتماعية في مسفورات حكمائهم من أمثال سقراط وأفلاطون وأرسطو وغيرهم إلا انها كانت أوراقا وصحائف لا ترد مورد العمل، ومثلا ذهنية لا تنزل مرحلة العين والخارج، والتاريخ الموروث أعدل شاهد على صدق ما ذكرناه. فأول نداء قرع سمع النوع الإنساني، ودعى به هذا النوع إلى الاعتناء بأمر المجتمع بجعله موضوعا مستقلا خارجا عن زاوية الاهمال وحكم التبعية هو الذي نادى به صادع الاسلام عليه أفضل الصلاة والسلام، فدعى الناس بما نزل عليه من آيات ربه إلى سعادة الحياة وطيب العيش مجتمعين، وقد قال تعالى:
(وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم) (1). وقال تعالى : (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا - إلى أن قال تعالى - * ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر (يشير إلى حفظ المجتمع عن التفرق والانشعاب) وأولئك هم المفلحون * ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم

(1) سورة الأنعام، الآية: 153.
(١١)
التالي
الاولى ١
٢٣٤ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الفصل الأول أسس المجتمع الاسلامي 2
2 1 - الإنسان والمجتمع 3
3 2 - الانسان ونموه في مجتمعه 4
4 3 - الإسلام وعنايته بالمجتمع 6
5 4 - اعتبار الإسلام لرابطة الفرد والمجتمع 8
6 5 - هل تقبل سنة الإسلام الاجتماعية الاجراء والبقاء 12
7 6 - بماذا يتكون ويعيش المجتمع الإسلامي 24
8 7 - التعقل والإحساس 31
9 8 - الأجر الأخروي: غاية المجتمع 34
10 9 - الحرية والمجتمع الإسلامي 36
11 10 - التكامل في المجتمع الإسلامي 38
12 11 - هل الإسلام قادر على إسعاد البشرية 42
13 12 - من الذي يتقلد ولاية المجتمع في الإسلام وما سيرته 44
14 13 - العقيدة جنسية المجتمع الإسلامي 49
15 14 - البعد الاجتماعي للإسلام 52
16 15 - الدين الحق هو الغالب على الدنيا بالآخرة 59
17 الفصل الثاني: الطبيعة البشرية 62
18 1 - عمر النوع الإنساني 63
19 2 - أصل المجتمع البشري 65
20 3 - الإنسان نوع مستقل غير متحول من نوع آخر 69
21 4 - كيف تناسلت الطبقة الثانية من البشر 70
22 5 - المجتمع الأول 77
23 6 - الطبيعة الإنسانية والمجتمع 84
24 الفصل الثالث: المرأة 86
25 1 - حياة المرأة في الأمم غير المتمدنة 88
26 2 - حياة المرأة في الأمم المتمدنة قبل الإسلام 90
27 3 - حال المرأة عند الأمم القديمة 92
28 4 - حال المرأة عند العرب ومحيط حياتهم (محيط نزول القرآن) 95
29 5 - ماذا أبدعه الإسلام في أمرها 98
30 الوزن الاجتماعي للمرأة في الإسلام 102
31 مساواة في الأحكام 103
32 حرية المرأة في المدنية الغربية 109
33 قوانين الإسلام الاجتماعية وقوانين الغرب 110
34 قيمومة الرجال على النساء 113
35 ماذا تعني قيمومة الرجل 116
36 الفصل الرابع: الزواج 126
37 1 - النكاح من مقاصد الطبيعة 127
38 2 - استيلاء الذكور على الإناث 131
39 3 - تعدد الزوجات 132
40 تعدد أزواج النبي (ص) 149
41 قضايا الزواج 153