نظرية عدالة الصحابة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٧٨
السابق
يقول: إذا أتيته من يكلمني؟ وأنه أخبر صديقا له أنه قال له رجل منهم وقد سمعه يصلي على محمد (صلى الله عليه وآله) ما تقول في محمد؟ أربنا هو؟
وذكر ثمامة بن أشرس قال: كنت مارا في السوق ببغداد، فإذا أنا برجل عليه الناس مجتمعون، فنزلت عن بغلتي وقلت: لشئ ما هذا الاجتماع، ودخلت بين الناس فإذا برجل يصف كحلا معه أنه ينجح من كل داء يصيب العين، فنظرت فإذا عينه الواحدة برشاء والأخرى مأسوكة، فقلت له: يا هذا لو كان كحلك كما تقول نفع عينيك. فقال لي: يا جاهل أهاهنا اشتكت عيناي؟ إنما اشتكتا بمصر فقال كلهم: صدق. وذكر أنه ما انفلت من نعالهم إلا بعد كد.
وأخبرني رجل من إخواننا من أهل العلم قال: كنا نقعد نتناظر في أبي بكر وعمر وعلي ومعاوية، ونذكر ما يذكره أهل العلم، وكان قوم من العامة يأتون فيستمعون منا فقال لي ذات يوم أحدهم وكان من أعقلهم وأكبرهم لحية: كم تطنبون في علي ومعاوية وفلان وفلان؟ قلت: ما تقول أنت في ذلك؟ قال: من تريد؟
قلت: علي ما تقول فيه؟ قال: أليس هو أبو فاطمة؟ قلت: ومن كانت فاطمة؟
قال: امرأة النبي عليه السلام بنت عائشة أخت معاوية. قلت: فما كانت قصة علي؟ قال: قتل في غزاة حنين مع النبي (1).
هؤلاء الذين أطاعوا معاوية وقد بلغ من أمرهم في طاعته أنه صلى بهم عند مسيرهم إلى صفين الجمعة في يوم الأربعاء وأعاروه رؤوسهم عند القتال وحملوه بها وركنوا إلى قول عمرو بن العاص أن عليا هو الذي قتل عمار بن ياسر حين أخرجه لنصرته، ثم ارتقى بهم الأمر في طاعته إلى أن جعلوا لعن علي سنة ينشأ عليها الصغير ويهلك عليها الكبير (2).
هل هذا هو أسلوب الصحابة العدول ببيان الحقيقة؟ فالذي قتل عمار بن ياسر هو علي بن أبي طالب!! وهذا هو أسلوب العدول بتفقيه الناس بأمور دينهم وتعريفهم

(1) لقد نقلت هذه الروايات حرفيا عن مروج الذهب للمسعودي ج 3 ص 39 - 41.
(2) نقلت هذا المقطع حرفيا عن مروج الذهب للمسعودي ج 3 ص 39.
(٧٨)
التالي
الاولى ١
٣٤٢ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الأول: مفهوم الصحبة والصحابة المقدمة 3
2 الفصل الثاني: نظرية عدالة الصحابة عند أهل السنة 17
3 الفصل الثالث: نقض النظرية من حيث الشكل 30
4 الفصل الرابع: نظرية عدالة الصحابة عند الشيعة 56
5 الفصل الخامس: بذور للتفكر في نظرية عدالة الصحابة 60
6 الفصل السادس: طريق الصواب في معرفة العدول من الأصحاب 66
7 الباب الثاني: الجذور التاريخية لنظرية عدالة كل الصحابة الفصل الأول: الجذور التاريخية لنظرية عدالة كل الصحابة 78
8 الفصل الثاني: الجذور السياسية لنظرية عدالة كل الصحابة 91
9 الفصل الثالث: ما هي الغاية من ابتداع نظرية كل الصحابة عدول 101
10 الفصل الرابع: الجذور الفقهية لنظرية عدالة الصحابة 108
11 الفصل الخامس: الآمال التي علقت على نظرية عدالة الصحابة 132
12 الباب الثالث: المرجعية الفصل الأول: المرجعية 143
13 الفصل الثاني: العقيدة 149
14 الفصل الثالث: من هو المختص بتعيين المرجعية 154
15 الفصل الرابع: مواقف المسلمين من المرجعية بعد وفاة النبي (ص) 160
16 الفصل الخامس: المرجعية البديلة 172
17 الفصل السادس: من هو المرجع بعد وفاة النبي (ص) 186
18 الباب الرابع: قيادة السياسية الفصل الأول: القيادة السياسية 203
19 الفصل الثاني: القيادة السياسية 210
20 الفصل الثالث: الولي هو السيد والإمام والقائد 220
21 الفصل الرابع: تزويج الله لوليه وخليفته نبيه 228
22 الفصل الخامس: تتويج الولي خليفة للنبي 236
23 الفصل السادس: بتنصيب الإمام كمل الدين وتمت النعمة 246
24 الفصل السابع: المناخ التاريخي الذي ساعد على نجاح الانقلاب وتقويض الشرعية 258
25 الفصل الثامن: مقدمات الانقلاب 272
26 الفصل التاسع: مقاصد الفاروق وأهدافه 285
27 الفصل العاشر: تحليل موضوعي ونفي الصدفة 295
28 الفصل الحادي عشر: تجريد الهاشميين من كافة الحقوق السياسية 314