لقد شيعني الحسين (ع) - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ١٦٨
السابق
الواقع إن عمر ابن الخطاب كان يطوف يوما في السوق، وإذا به يلقى أبا لؤلؤة فقال: يا أمير المؤمنين، أعدني على المغيرة بن شعبة، فإن علي خراجا كثيرا.
قال: وكم خراجك؟ قال: درهمان كل يوم. قال: وأيش صناعتك؟ قال:
نجار، نقاش حداد. قال: فما أرى خراجك كثير على ما تصنع من الأعمال، قد بلغني أنك تقول: لو أردت أن أصنع رحى تطحن بالريح لفعلت! قال:
نعم. قال، فاعمل لي رحى قال: لئن سلمت لأعملن لك رحى يتحدث بها من بالشرق والمغرب!.
ثم انصرف عنه، فقال عمر: لقد أوعدني العبد الآن) (89) هذا الوجه الأول للمشهد التآمري أما الوجه الثاني، قال ابن الأثير: (ثم انصرف عمر إلى منزله، فلما كان الغد جاءه كعب الأحبار فقال له: يا أمير المؤمنين، أعهد فإنك ميت في ثلاث ليال. قال: وما يدريك؟ قال أجده في كتاب التوراة قال عمر (الله! إنك) لتجد عمر ابن الخطاب في التوراة؟ قال: اللهم لا، ولكني أجد حليتك وصفتك وأنك قد فني أجلك. قال، وعمر لا يحس وجعا! فلما كان الغد جاءه كعب فقال: بقي يومان فلما كان الغد جاء كعب فقال: مضى يومان وبقي يوم. فلما أصبح خرج عمر إلى الصلاة وكان يوكل بالصفوف رجالا فإذا استوى كبر، ودخل أبو لؤلؤة في الناس. الخ) (90).
إن الذي ورث غباء الأولين والآخرين، لا يمكن أن تجتاز عليه هذه الحيلة.
فهل هذا يجري بالاتفاق! كيف يقول أبو لؤلؤة ذلك، فيجد كعب الأحبار ينتظر عمر ليقول له ما قال!! لماذا لم يأته قبل ذلك بأشهر أو عشرة أيام أو خمس حتى يقول له قد بقي لك كذا وكذا، إذا كانت أوصاف عمر كما رآها في التوراة ثابتة وقديمة، كما قرأها قبل البعثة وبعدها. الظاهر أن كعبا هذا كان يرقص على الحبال، لذلك أراد أن يثبت نفسه في المجتمع، بأنه من أهل الأسرار، وصاحب الكشوف.

(89) - ابن الأثير - الكامل - (ص 49 ج 2).
(90) - نفس المصدر (ص 50).
(١٦٨)
التالي
الاولى ١
٤٠٨ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 5
2 الاهداء 8
3 المقدمة 9
4 لماذا الرجوع إلى التاريخ؟ 15
5 لماذا الحديث عن الشيعة والسنة 19
6 مدخل 24
7 ثم ماذا 27
8 الفصل الأول: كيف كان تصوري للتاريخ الاسلامي؟ 33
9 الخلافة الراشدة 36
10 الفصل الثاني: مرحلة التحول والانتقال 47
11 الفصل الثالث: وسقطت ورقة التوت! 59
12 كلمة البدء 60
13 الزرادشتية الإيرانية والتشيع 75
14 وأثرت السؤال 81
15 الفصل الرابع: من بؤس التاريخ إلى تاريخ البؤس! 86
16 رحلة جديدة مع التاريخ 87
17 سيرة الرسول: المنطلق والمسيرة! 88
18 السقيفة 110
19 الوفاة وملابساتها 111
20 عصر ما بعد السقيفة 132
21 عمر بن الخطاب مع الرعية 144
22 الخلافة وبعد وفاة عمر 164
23 عثمان أو الفتنة الكبرى 173
24 مقتل عثمان.. الأسباب والملابسات 195
25 بيعة الإمام علي (ع) 206
26 صفين: مأزق المآزق! 223
27 ما حدث به خلافة الحسن (ع) 246
28 الامام الحسن والواقع الصعب 252
29 قتل الحسن.. المؤامرة الكبرى 265
30 واشر أب الملك بنفسه 269
31 وملك يزيد 272
32 ملحمة كربلاء 274
33 لقد شيعني الحسين 289
34 الفصل الخامس: مفاهيم كشف عنها الغطاء 298
35 مفهوم الصحابي 299
36 نماذج وباقات 302
37 أبو بكر 304
38 عائشة بنت أبي بكر 310
39 ايديولوجيا المنطق السلفي 321
40 ليس كل الصحابة عدول 325
41 بعض الصحابة سيرتد، بالنص 327
42 مفهوم الإمامة 330
43 الفصل السادس: في عقائد الإمامية 352
44 البداء 369
45 وأخيرا 374