الاولى ١
٤٠٨ الاخيرة
لقد شيعني الحسين (ع) - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ٦٤
السابق
الانتقال الاعتقادي، لا بد لي إذا، من محفز روحي يشجعني على هذا الانتقال.
لا بد من شمة رحمانية، تكشف لي الغطاء عن الاختيار الرشيد.
كانت ليلة غنية بطلب الرحمان، والإلحاح عليه، لكشف هذه الغمة عني.
فلقد أوصلني عقلي إلى هذه النقطة، ولم يبق لي إلا التوسل بالخالق الجليل. في تلك الليلة، رأيت رؤية، أودعت في قلبي طمأنينة رائعة. رأيت أني قصدت بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وكانت عائشة هي من فتح علي الباب، وسألتها عن الرسول صلى الله عليه وآله فأشارت إلى أنه هناك في الغرفة. دخلت عليه صلى الله عليه وآله وهو ملقى على فراشه يتأمل السماء. اقتربت منه وإذا به ينتبه إلي، فأخذ مكانه جالسا.
وسلمت عليه، وعيني من الرهب دامعة. وكان الطعام الذي وضعه إلى صلى الله عليه وآله من جنس طعام العرب، لكنه خال من اللحم. كنت منشغلا بطرح السؤال، فأخشى أن تفوتني هذه الفرصة. فسألته عن الشيعة (4) ومآسيهم وأن هذا حتما يؤلمه. فطأطأ رأسه وقال لي: نعم يا بني، نعم.
ثم دعاني إلى الطعام.. فأكلت والدموع لما تجف من عيني.
إن الأمة التي قتلت الحسين (ع) وسبت أهله الطاهرين. لا يمكنني الثقة بها مطلقا. ولا يمكنني أن أؤول هذه الأحداث لصالح الفكر الفاسد. مثلما لا أستطيع تأويل الدم الطاهر بالماء الطبيعي. إن هذه الدماء التي سالت، ليست مياه نهرية. إنما هي دماء أشرف من أوصى بهم النبي صلى الله عليه وآله في هذه الأمة، أفقدتني الأمة الثقة في نفسها. ومهما قالوا فإنهم لن يقنعوني بأن دم الحسين (ع) لم يرق بيد مسلمين حكموا الأمة الإسلامية. وكان تعامل أئمة السنة والجماعة معهم تعاملا حسنا!.
الأمة التي لم ترع أبناء الرسول صلى الله عليه وآله بعده، لا يمكن أن ترع سنة بعده. قل ما شئت. قل إن المسلمين في العهد الأول، اجتهدوا في قتل آل البيت (ع)

(4) كانت يومها الحرب العراقية - الإيرانية على أشدها، وقد بدأ العالم جميعه يلتفت إلى إيران على أساس إنها العدو الأول. وسألته يومئذ عن الإمام الخميني (قدس سره) وعندها أقرني، مطأطأ رأسه.
(٦٤)
التالي
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 5
2 الاهداء 8
3 المقدمة 9
4 لماذا الرجوع إلى التاريخ؟ 15
5 لماذا الحديث عن الشيعة والسنة 19
6 مدخل 24
7 ثم ماذا 27
8 الفصل الأول: كيف كان تصوري للتاريخ الاسلامي؟ 33
9 الخلافة الراشدة 36
10 الفصل الثاني: مرحلة التحول والانتقال 47
11 الفصل الثالث: وسقطت ورقة التوت! 59
12 كلمة البدء 60
13 الزرادشتية الإيرانية والتشيع 75
14 وأثرت السؤال 81
15 الفصل الرابع: من بؤس التاريخ إلى تاريخ البؤس! 86
16 رحلة جديدة مع التاريخ 87
17 سيرة الرسول: المنطلق والمسيرة! 88
18 السقيفة 110
19 الوفاة وملابساتها 111
20 عصر ما بعد السقيفة 132
21 عمر بن الخطاب مع الرعية 144
22 الخلافة وبعد وفاة عمر 164
23 عثمان أو الفتنة الكبرى 173
24 مقتل عثمان.. الأسباب والملابسات 195
25 بيعة الإمام علي (ع) 206
26 صفين: مأزق المآزق! 223
27 ما حدث به خلافة الحسن (ع) 246
28 الامام الحسن والواقع الصعب 252
29 قتل الحسن.. المؤامرة الكبرى 265
30 واشر أب الملك بنفسه 269
31 وملك يزيد 272
32 ملحمة كربلاء 274
33 لقد شيعني الحسين 289
34 الفصل الخامس: مفاهيم كشف عنها الغطاء 298
35 مفهوم الصحابي 299
36 نماذج وباقات 302
37 أبو بكر 304
38 عائشة بنت أبي بكر 310
39 ايديولوجيا المنطق السلفي 321
40 ليس كل الصحابة عدول 325
41 بعض الصحابة سيرتد، بالنص 327
42 مفهوم الإمامة 330
43 الفصل السادس: في عقائد الإمامية 352
44 البداء 369
45 وأخيرا 374