لقد شيعني الحسين (ع) - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ٥٠
السابق
ورسمتها في ذهني بالشكل الذي تتناغم فيه مع الشخصيات التي أقدسها في ذهني جهلا.
وما فعله أبو بكر تجاه عمر بن الخطاب، هو مجرد استثناء. لأنه ما وجد البديل الكفء.
والخلافة كما تعلمتها من السنة، ليست منصبا إلهيا. وإنما هي شأن من شؤون الدنيا، تتم بالاتفاق. وأن الاتفاق الذي جرى في السقيفة صحيح وتام. وأن يفرض عمر بن الخطاب رأيه، أمر طبيعي لأن الحق نزل على لسان عمر كما في الروايات. وأن الرسول قد أخطأ وأصاب عمر أكثر من مرة. وأن محمدا صلى الله عليه وآله يقول (كلما تأخر عني الوحي، كلما ظننت أنه نزل عليك يا عمر).
فليس عيبا أن يفرض عمر بن الخطاب رأيه في السقيفة، لأنه أكثر شدة في دين الله، ومهاب الجناب. يفر منه الشيطان أما عن أئمة أهل البيت (ع) فإنهم مجاهيل. لا نعرفهم، وإذا اتفق أن سمعنا بواحد منهم، فليس له خاصية. تميزه عن الآخرين.
لا أقول إن الإمام علي (ع) وفاطمة الزهراء والحسن والحسين. كانوا صغارا في أعيننا.. كلا!، والسبب في ذلك إن هؤلاء كانوا عظماء في نفوسنا منذ البداية لقد ورثنا حبهم وتفضيلهم (14).
وما زالوا كذلك حتى ورد علينا التيار السلفي وسمومه النجدية التي لم تفلح في اقتحام مجتمع أصيل في حبه للبيت النبوي.
ولا أقول عني شخصيا أنني يوما ما كنت أفضل أحدا على آل البيت (ع) لقد أدركت منذ البداية أن العقيدة الوهابية (أخشن) من أن (تحتضن) روحي وقلبي. ولعلي تصوفت يوما ما. وما كان لي أبدا أن أنفتح على عالم الحضرة، أو أجد شمة الأنفاس الرحمانية، في عقيدة بدوية جافة، لا يتجاوز فيها القلب

(14) - أقصد الإسلام في بلاد المغرب لم يكن يتفق مع التراث الناصبي. لقد تأصل حب البيت النبوي في عقيدة المغاربة منذ تأسيس الدولة الإسلامية في المغرب.
(٥٠)
التالي
الاولى ١
٤٠٨ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 5
2 الاهداء 8
3 المقدمة 9
4 لماذا الرجوع إلى التاريخ؟ 15
5 لماذا الحديث عن الشيعة والسنة 19
6 مدخل 24
7 ثم ماذا 27
8 الفصل الأول: كيف كان تصوري للتاريخ الاسلامي؟ 33
9 الخلافة الراشدة 36
10 الفصل الثاني: مرحلة التحول والانتقال 47
11 الفصل الثالث: وسقطت ورقة التوت! 59
12 كلمة البدء 60
13 الزرادشتية الإيرانية والتشيع 75
14 وأثرت السؤال 81
15 الفصل الرابع: من بؤس التاريخ إلى تاريخ البؤس! 86
16 رحلة جديدة مع التاريخ 87
17 سيرة الرسول: المنطلق والمسيرة! 88
18 السقيفة 110
19 الوفاة وملابساتها 111
20 عصر ما بعد السقيفة 132
21 عمر بن الخطاب مع الرعية 144
22 الخلافة وبعد وفاة عمر 164
23 عثمان أو الفتنة الكبرى 173
24 مقتل عثمان.. الأسباب والملابسات 195
25 بيعة الإمام علي (ع) 206
26 صفين: مأزق المآزق! 223
27 ما حدث به خلافة الحسن (ع) 246
28 الامام الحسن والواقع الصعب 252
29 قتل الحسن.. المؤامرة الكبرى 265
30 واشر أب الملك بنفسه 269
31 وملك يزيد 272
32 ملحمة كربلاء 274
33 لقد شيعني الحسين 289
34 الفصل الخامس: مفاهيم كشف عنها الغطاء 298
35 مفهوم الصحابي 299
36 نماذج وباقات 302
37 أبو بكر 304
38 عائشة بنت أبي بكر 310
39 ايديولوجيا المنطق السلفي 321
40 ليس كل الصحابة عدول 325
41 بعض الصحابة سيرتد، بالنص 327
42 مفهوم الإمامة 330
43 الفصل السادس: في عقائد الإمامية 352
44 البداء 369
45 وأخيرا 374