الاولى ١
٤٠٨ الاخيرة
لقد شيعني الحسين (ع) - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ٤٠٦
السابق
الذين أتوا قبل الأئمة الأربعة؟ من يتبعون وممن يأخذون الدين؟!.
ثم لماذا كانوا أربعة وليس أكثر؟ لماذا لا ينفتح باب الاجتهاد لغيرهم ليكونوا أكثر؟ هل ثمة نص محدد لذلك؟.
الأئمة من آل البيت (ع) ثبتوا بالنص، وبالعقل أيضا.
وتوضح لي أن سيف (ديموقليس) هو الذي أنزلها تنزيلا على عقول الناس.
ولما قادني بحثي إلى الإمام الصادق (ع) شعرت بأنني كنت طيلة حياتي مخدوعا بعظماء وهميين. إذ أن هذا العملاق المجهول الذي كان معلما لمئات من علماء هذه الأمة، لم يوفه تاريخ (الجماعة) حقه، بالرغم من أن الأئمة الأربعة أخذوا عنه.
وبالرغم من أن علماء السنة أنفسهم لم يكونوا يتقدمونه لعظيم مقامه. لكن التاريخ المزيف يقلب دائما تلك الصفحات، في حركة بهلوانية مريعة وخاطفة، فيبقى السؤال موجودا في ذهن الباحث، ويخفت شيئا فشيئا، فيتبدد.
لقد بقيت زمانا طويلا، أربي نفسي على شئ واحد، أن أكون شجاعا، أن أكسب نفسية قوة لا تتأثر بمسبقاتها. وإنها - لعمري - أخطر ممارسة واجهتها، لأن مجتمعا بكامله، وبكل ثقله العرفي والثقافي والبشري، كان ضد اتجاهي هذا.
غير أن الدعاء والتصميم والتفاني، جعلني أتجاوز هذا المعوقات فهل تراني إذا طالب فتنة في لجج التاريخ؟ إن هذه هي العبارة التي طوقت ألوف المخلصين، الجوعى إلى الحقيقة المقدسة، في صفائها وشفافيتها التي افتقدناها في فكرنا وتراثنا لقد كنت دوما أتسأل حول ما إذا خرجت بنتيجة من هذه الرحلة المعتقدية!
وخشيت أن أكون مفلسا في ذلك، راجعا بخفي حنين. كانت هذه الأسئلة، جزءا من منهجي في تركيز المعتقدات وتمحيصها. وفي الأخير أثلج صدري، أن أكون قد خرجت بقيم النجاة، وسبل الرشاد، لقد ألفيت نفسي في موكب البيت النبوي، أسير وفق هداه، وأسلك وفق خطاه ورأيت نفسي منفذا، حقيقة لمطالب الإسلام. ووجدت نفسي ممارسا لحديث الثقلين، إذ ما أن أذكر القرآن إلا وأذكرهم، وما أذكرهم إلا وأذكر القرآن.
(٤٠٦)
التالي
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 5
2 الاهداء 8
3 المقدمة 9
4 لماذا الرجوع إلى التاريخ؟ 15
5 لماذا الحديث عن الشيعة والسنة 19
6 مدخل 24
7 ثم ماذا 27
8 الفصل الأول: كيف كان تصوري للتاريخ الاسلامي؟ 33
9 الخلافة الراشدة 36
10 الفصل الثاني: مرحلة التحول والانتقال 47
11 الفصل الثالث: وسقطت ورقة التوت! 59
12 كلمة البدء 60
13 الزرادشتية الإيرانية والتشيع 75
14 وأثرت السؤال 81
15 الفصل الرابع: من بؤس التاريخ إلى تاريخ البؤس! 86
16 رحلة جديدة مع التاريخ 87
17 سيرة الرسول: المنطلق والمسيرة! 88
18 السقيفة 110
19 الوفاة وملابساتها 111
20 عصر ما بعد السقيفة 132
21 عمر بن الخطاب مع الرعية 144
22 الخلافة وبعد وفاة عمر 164
23 عثمان أو الفتنة الكبرى 173
24 مقتل عثمان.. الأسباب والملابسات 195
25 بيعة الإمام علي (ع) 206
26 صفين: مأزق المآزق! 223
27 ما حدث به خلافة الحسن (ع) 246
28 الامام الحسن والواقع الصعب 252
29 قتل الحسن.. المؤامرة الكبرى 265
30 واشر أب الملك بنفسه 269
31 وملك يزيد 272
32 ملحمة كربلاء 274
33 لقد شيعني الحسين 289
34 الفصل الخامس: مفاهيم كشف عنها الغطاء 298
35 مفهوم الصحابي 299
36 نماذج وباقات 302
37 أبو بكر 304
38 عائشة بنت أبي بكر 310
39 ايديولوجيا المنطق السلفي 321
40 ليس كل الصحابة عدول 325
41 بعض الصحابة سيرتد، بالنص 327
42 مفهوم الإمامة 330
43 الفصل السادس: في عقائد الإمامية 352
44 البداء 369
45 وأخيرا 374