لقد شيعني الحسين (ع) - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ٣٧٠
السابق
وورد حديث (الثقلين) بأكثر من سند وصيغة في صحاح الجمهور.
وطبيعي أن يحتاج هذا الحديث إلى نص آخر يحدد عمومه. فحصر الشيعة الإمامة في اثني عشر إماما من آل البيت كما تقدم ذكره والأدلة على ذلك كثيرة بيد إننا نراها على قسمين.
الأولى أدلة اعتبارية سندها الواقع والتجربة. إذ لما ثبت الإمامة لعلي (ع) بالنص فإن وصيته إلى الحسن (ع) تبقى نصا صادرا عن الإمام. وكل إمام أوصى بالآخر، فيكون هذا التسلسل الاثني عشري دليلا على النص. وهذا هو الدليل العقلي على إمامة الاثني عشر.
كما ينضاف إلى تلك الأدلة، كون هؤلاء الاثنا عشر هم رموز آل البيت الكبار، الذين أحصى لهم التاريخ تفوقهم وكرامتهم، ولا تلقى وصية.
أما ما جاء في روايات الجمهور حول الاثني عشر إماما الموصى بهم. فقد ذكر الترمذي في صحيحه بسنده إلى جابر بن سمرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
يكون بعدي اثنا عشر أميرا كلهم من قريش) وفي مستدرك الصحيحين للحاكم، عن عون ابن أبي جحيفة عن أبيه قال: كنت مع عمي عند النبي صلى الله عليه وآله فقال:
(لا يزال أمر أمتي صالحا حتى يمضي اثنا عشر خليفة) ثم قال كلمة وخفض بها صوته فقلت لعمي وكان أمامي: ما قال يا عم؟ قال يا بني: (كلهم من قريش).
وحاول بعض أهل السنة، أن يتصنعوا في تأويل هذه الأحاديث، وما شابهها: أنهم يكونون في مدة عزة الخلافة، وقوة الإسلام واستقامة أموره والاجتماع على من يقوم بالخلافة. وقد وجد هذا فيمن اجتمع عليه الناس إلى أن اضطرب أمر بني أمية، ووقعت بينهم الفتنة زمن وليد بن يزيد. وحاول بعضهم مثل ابن كثير وصاحب فتح الباري وصاحب الصواعق أن يؤولوها تأويلا إسقاطيا لا سند له من الموضوعية. فادعوا أن الأئمة الاثنا عشر هم الخلفاء الثلاثة ثم علي، وبعده معاوية فيزيد - ذلك أن الحسن لم يجتمعوا عليه - فعبد الملك وأولاده الأربعة الوليد، وسليمان، فيزيد، فهشام. والثاني عشر: الوليد بن يزيد بن
(٣٧٠)
التالي
الاولى ١
٤٠٨ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 5
2 الاهداء 8
3 المقدمة 9
4 لماذا الرجوع إلى التاريخ؟ 15
5 لماذا الحديث عن الشيعة والسنة 19
6 مدخل 24
7 ثم ماذا 27
8 الفصل الأول: كيف كان تصوري للتاريخ الاسلامي؟ 33
9 الخلافة الراشدة 36
10 الفصل الثاني: مرحلة التحول والانتقال 47
11 الفصل الثالث: وسقطت ورقة التوت! 59
12 كلمة البدء 60
13 الزرادشتية الإيرانية والتشيع 75
14 وأثرت السؤال 81
15 الفصل الرابع: من بؤس التاريخ إلى تاريخ البؤس! 86
16 رحلة جديدة مع التاريخ 87
17 سيرة الرسول: المنطلق والمسيرة! 88
18 السقيفة 110
19 الوفاة وملابساتها 111
20 عصر ما بعد السقيفة 132
21 عمر بن الخطاب مع الرعية 144
22 الخلافة وبعد وفاة عمر 164
23 عثمان أو الفتنة الكبرى 173
24 مقتل عثمان.. الأسباب والملابسات 195
25 بيعة الإمام علي (ع) 206
26 صفين: مأزق المآزق! 223
27 ما حدث به خلافة الحسن (ع) 246
28 الامام الحسن والواقع الصعب 252
29 قتل الحسن.. المؤامرة الكبرى 265
30 واشر أب الملك بنفسه 269
31 وملك يزيد 272
32 ملحمة كربلاء 274
33 لقد شيعني الحسين 289
34 الفصل الخامس: مفاهيم كشف عنها الغطاء 298
35 مفهوم الصحابي 299
36 نماذج وباقات 302
37 أبو بكر 304
38 عائشة بنت أبي بكر 310
39 ايديولوجيا المنطق السلفي 321
40 ليس كل الصحابة عدول 325
41 بعض الصحابة سيرتد، بالنص 327
42 مفهوم الإمامة 330
43 الفصل السادس: في عقائد الإمامية 352
44 البداء 369
45 وأخيرا 374