لقد شيعني الحسين (ع) - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ٣٦١
السابق
(وأمرهم شورى بينهم).
ولم يشترط السنة العصمة في الإمام. بل وجوزوا إمامة الفاسقين. وأوجبوا الطاعة مع الفسق يقول الباقلاني في التمهيد: قال الجمهور من أهل الإثبات.
وأصحاب الحديث: لا ينخلع الإمام بفسقه وظلمه، بغصب الأموال، وضرب الأبشار، وتناول النفوس المحرمة، وتضييع الحقوق وتعطيل الحدود، ولا يجب الخروج عليه.
ولا يشترط السنة (الأفضلية) في الإمام. فقالوا بجواز تقديم المفضول على الأفضل. والواقع، هو أن المفهوم الذي (فبركه) أهل السنة عن الخلافة، إنما كان استقراء لوضع فاسد، هو (السقيفة). فمن الأمر الواقع الذي جرى فيها، استقرأوا مفهوم الشورى وعدم النص... ومن الفساد والفسق الذي أحصاه التاريخ على بعض الخلفاء، أن ارتأى الابقاء على الخليفة الفاسق! وأي عاقل، يملك وجدانا سليما، ووعيا بالدين عميقا. يمكنه هضم هذه المحددات التي وضعها السنة للخلافة.
مبعث الإمام عند الشيعة لما كانت الإمامة ضرورة لتنظيم حياة المسلمين وفق أحكام الله، حيث بها يستقيم. أمر المسلمين، دنيا وآخرة. عدها الشيعة أصلا من أصول الدين. وعليه فإنها تعتبر من الأمور التوقيفية التي يحددها البارئ جل وعلا. تماما مثلما النبوة.
أمرا توقيفي منوط باختيار الله عز وجل لأنها تشكل ضرورة لهداية الناس. وما دامت الإمامة هي الامتداد الشرعي للنبوة فإنها تبقى خارج دائرة الشؤون التي يبت فيها الناس. والإمامة ليست شأنا من شؤون الدنيا فقط. بل شأن من شؤون الآخرة أيضا وعليه، فإن الإمامة تخضع لمجموعة شروط، تنسجم مع هذا الشأن.
وحيث إن الشأن الأخروي يتطلب الصفات الفاضلة والعليا. فإن البشر عاجزون عن اكتشاف الأجدر في هذا الشأن. أو قد تحول دونهم وذلك عوامل أخرى نفسية وسياسية، كما جرى في التاريخ الإسلامي. ولو كان الأجدر في هذا
(٣٦١)
التالي
الاولى ١
٤٠٨ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 5
2 الاهداء 8
3 المقدمة 9
4 لماذا الرجوع إلى التاريخ؟ 15
5 لماذا الحديث عن الشيعة والسنة 19
6 مدخل 24
7 ثم ماذا 27
8 الفصل الأول: كيف كان تصوري للتاريخ الاسلامي؟ 33
9 الخلافة الراشدة 36
10 الفصل الثاني: مرحلة التحول والانتقال 47
11 الفصل الثالث: وسقطت ورقة التوت! 59
12 كلمة البدء 60
13 الزرادشتية الإيرانية والتشيع 75
14 وأثرت السؤال 81
15 الفصل الرابع: من بؤس التاريخ إلى تاريخ البؤس! 86
16 رحلة جديدة مع التاريخ 87
17 سيرة الرسول: المنطلق والمسيرة! 88
18 السقيفة 110
19 الوفاة وملابساتها 111
20 عصر ما بعد السقيفة 132
21 عمر بن الخطاب مع الرعية 144
22 الخلافة وبعد وفاة عمر 164
23 عثمان أو الفتنة الكبرى 173
24 مقتل عثمان.. الأسباب والملابسات 195
25 بيعة الإمام علي (ع) 206
26 صفين: مأزق المآزق! 223
27 ما حدث به خلافة الحسن (ع) 246
28 الامام الحسن والواقع الصعب 252
29 قتل الحسن.. المؤامرة الكبرى 265
30 واشر أب الملك بنفسه 269
31 وملك يزيد 272
32 ملحمة كربلاء 274
33 لقد شيعني الحسين 289
34 الفصل الخامس: مفاهيم كشف عنها الغطاء 298
35 مفهوم الصحابي 299
36 نماذج وباقات 302
37 أبو بكر 304
38 عائشة بنت أبي بكر 310
39 ايديولوجيا المنطق السلفي 321
40 ليس كل الصحابة عدول 325
41 بعض الصحابة سيرتد، بالنص 327
42 مفهوم الإمامة 330
43 الفصل السادس: في عقائد الإمامية 352
44 البداء 369
45 وأخيرا 374