لقد شيعني الحسين (ع) - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ٣٣٤
السابق
ثم سواك رجلا، لكنا هو الله ربي ولا أشرك بربي أحدا) (الكهف).
وإذا ما دققنا النظر وامعناه في الآية، سنجدها لا تحتوي ما يمكن حسبانه فضيلة وميزة تذكر، بقدر ما هي عرض لواقعة تاريخية، قد نفهم منها إن الذي صاحب الرسول صلى الله عليه وآله في السفر لم يكن على قدر كاف من الطمأنينة والثقة في الله.
هذا بالإضافة إلى ما حكوه حوله من أساطير، كأن قالوا إن الله استحيا من أبي بكر، وفي مورد آخر طلب منه الرضا، وإن جبريل يسجد له مهابة، وإنه خير من في السماوات والأرض. وغيرها من الأحاديث التي لا نريد أن نطيل فيها. ومن أراد ضبطها، فليراجع كتاب الغدير، ليحيط بكل ما قالته السنة في أبي بكر، والوقوف أيضا على زيف هذه الروايات سندا ومتنا، كما يطلع في ذلك على الأخطاء الفقهية التي كان يقوم بها أبو بكر، والمذكورة في مرويات السنة، فليراجع من شاء.
ولو كان ما روي عن أبي بكر صحيحا كله، إذن لكان أولى بعمر بن الخطاب أن يذكره في السقيفة، علما بأنهم لم يجدوا فضيلة أخرى غير الآية المشار إليها في الأعلى، والحال لو كان الصحابة يدركون كل هذه الفضائل لذكروها في السقيفة وما تمردوا عليه بعد ذلك.
ثم كان من أكبر الأخطاء التي تجاوز بها أبو بكر حدود الشرع، لما حرم فاطمة الزهراء (ع) إرث أبيها فدكا. وفدك هذه كانت منطقة بخيبر، ملكا للرسول صلى الله عليه وآله مما لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب، وكان الرسول صلى الله عليه وآله ينفق منها على أهل بيته (ع) فلما توفي، ردها أبو بكر إلى بيت المال. ولما تقدم إليه علي. وفاطمة، ادعى أن الرسول صلى الله عليه وآله.
قال: (الأنبياء لا يورثون ما تركوه صدقة) وفي رواية لا يورثون إلا علما. وفي تحقيق الحديث بما لا يتسع له المقام هنا، نرى أنه آحاد، انفرد به أبو بكر وحده ولم يروه غيره. وهب أننا صدقناه إن المال لا يورث من الأنبياء، فهلا اعترفوا بإرث العلم وما يترتب عليه من إمامة. كنا كما سبق أن قلنا ندرك إن أبا بكر كان يريد إضعاف آل البيت اقتصاديا حتى لا تقوى شوكتهم ضد الخلافة الغاصبة،
(٣٣٤)
التالي
الاولى ١
٤٠٨ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 5
2 الاهداء 8
3 المقدمة 9
4 لماذا الرجوع إلى التاريخ؟ 15
5 لماذا الحديث عن الشيعة والسنة 19
6 مدخل 24
7 ثم ماذا 27
8 الفصل الأول: كيف كان تصوري للتاريخ الاسلامي؟ 33
9 الخلافة الراشدة 36
10 الفصل الثاني: مرحلة التحول والانتقال 47
11 الفصل الثالث: وسقطت ورقة التوت! 59
12 كلمة البدء 60
13 الزرادشتية الإيرانية والتشيع 75
14 وأثرت السؤال 81
15 الفصل الرابع: من بؤس التاريخ إلى تاريخ البؤس! 86
16 رحلة جديدة مع التاريخ 87
17 سيرة الرسول: المنطلق والمسيرة! 88
18 السقيفة 110
19 الوفاة وملابساتها 111
20 عصر ما بعد السقيفة 132
21 عمر بن الخطاب مع الرعية 144
22 الخلافة وبعد وفاة عمر 164
23 عثمان أو الفتنة الكبرى 173
24 مقتل عثمان.. الأسباب والملابسات 195
25 بيعة الإمام علي (ع) 206
26 صفين: مأزق المآزق! 223
27 ما حدث به خلافة الحسن (ع) 246
28 الامام الحسن والواقع الصعب 252
29 قتل الحسن.. المؤامرة الكبرى 265
30 واشر أب الملك بنفسه 269
31 وملك يزيد 272
32 ملحمة كربلاء 274
33 لقد شيعني الحسين 289
34 الفصل الخامس: مفاهيم كشف عنها الغطاء 298
35 مفهوم الصحابي 299
36 نماذج وباقات 302
37 أبو بكر 304
38 عائشة بنت أبي بكر 310
39 ايديولوجيا المنطق السلفي 321
40 ليس كل الصحابة عدول 325
41 بعض الصحابة سيرتد، بالنص 327
42 مفهوم الإمامة 330
43 الفصل السادس: في عقائد الإمامية 352
44 البداء 369
45 وأخيرا 374