لقد شيعني الحسين (ع) - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ٣٣٣
السابق
الأساطير منها إلى الحقيقة، وهي وإن كثرت سنذكر بعضا منها، ونرى مدى صحتها وثبوتها.
لقد ذكروا أن قيمة أبي بكر، تنبع من الإشادة الإلهية بموقفه في الهجرة إذ يقول تعالى: ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا.
واعتبروا ذلك فضيلة لا يرقى إليها أحد آخر من صحابة الرسول صلى الله عليه وآله أقول: إن متن الآية، يدل على أن القرآن عرض حقيقة واقعية، لا يبدو منها إشادة فعلية، بل كل ما في الأمر، إن القرآن يتعرض للحالة التي عاشها الرسول صلى الله عليه وآله، لما كان في طريقه إلى المدينة، وكان ثاني اثنين وكان أبو بكر قد حزن لولا أن قال له النبي: لا تحزن إن الله معنا. وهذا توجيه وتربية تعكس عدم قدرة أبي بكر على الصبر والصمود، وروحه إلى اليأس والحزن أميل منها إلى رباطة الجأش وتحمل الصعاب.
هذا في الوقت الذي بقي فيه الإمام علي (ع) في فراش النبي صلى الله عليه وآله صامدا، ينتظر مقتله بإيمان لا يأس فيه ولا حزن. من دون أن يكون معه النبي صلى الله عليه وآله ليوجهه، ويعلمه أن الله معه. ثم يهاجر بعد ذلك لوحده. وهاجر المسلمون بقيادة جعفر إلى الحبشة، وما حزنوا وما كان معهم الرسول صلى الله عليه وآله، يوجههم فصبروا فهم بذلك أولى بالفضيلة ممن كان وجود الرسول صلى الله عليه وآله، إلى جانبه لا يصرفه عن الحزن وعدم الثقة في الله.
أما قوله: إذ يقول لصاحبه. فالصاحب لا تعني بالضرورة شيئا استثنائيا كما يرى البعض (4) فالصاحب تطلقها العرب على رفيق السفر حتى لو كان غريبا.
بل الصحبة لا تعني بالضرورة الانسجام الروحي والنفسي ووحدة الاتجاه. لقد جاء في القرآن:
(وقال لصاحبه وهو يحاوره، أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة

(٤) - والملفت للنظر إن الله لما تحدث في القرآن عن السكينة لم يقل وأنزل عليهما السكينة، بل تحدث بالمفرد، وأفرد رسوله بإنزال السكينة وفي ذلك لفتة تستحق التأمل!.
(٣٣٣)
التالي
الاولى ١
٤٠٨ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 5
2 الاهداء 8
3 المقدمة 9
4 لماذا الرجوع إلى التاريخ؟ 15
5 لماذا الحديث عن الشيعة والسنة 19
6 مدخل 24
7 ثم ماذا 27
8 الفصل الأول: كيف كان تصوري للتاريخ الاسلامي؟ 33
9 الخلافة الراشدة 36
10 الفصل الثاني: مرحلة التحول والانتقال 47
11 الفصل الثالث: وسقطت ورقة التوت! 59
12 كلمة البدء 60
13 الزرادشتية الإيرانية والتشيع 75
14 وأثرت السؤال 81
15 الفصل الرابع: من بؤس التاريخ إلى تاريخ البؤس! 86
16 رحلة جديدة مع التاريخ 87
17 سيرة الرسول: المنطلق والمسيرة! 88
18 السقيفة 110
19 الوفاة وملابساتها 111
20 عصر ما بعد السقيفة 132
21 عمر بن الخطاب مع الرعية 144
22 الخلافة وبعد وفاة عمر 164
23 عثمان أو الفتنة الكبرى 173
24 مقتل عثمان.. الأسباب والملابسات 195
25 بيعة الإمام علي (ع) 206
26 صفين: مأزق المآزق! 223
27 ما حدث به خلافة الحسن (ع) 246
28 الامام الحسن والواقع الصعب 252
29 قتل الحسن.. المؤامرة الكبرى 265
30 واشر أب الملك بنفسه 269
31 وملك يزيد 272
32 ملحمة كربلاء 274
33 لقد شيعني الحسين 289
34 الفصل الخامس: مفاهيم كشف عنها الغطاء 298
35 مفهوم الصحابي 299
36 نماذج وباقات 302
37 أبو بكر 304
38 عائشة بنت أبي بكر 310
39 ايديولوجيا المنطق السلفي 321
40 ليس كل الصحابة عدول 325
41 بعض الصحابة سيرتد، بالنص 327
42 مفهوم الإمامة 330
43 الفصل السادس: في عقائد الإمامية 352
44 البداء 369
45 وأخيرا 374