الاولى ١
٤٠٨ الاخيرة
لقد شيعني الحسين (ع) - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ٢٦٠
السابق
لا أريد هنا أن أفصل في الخوارج، كنشأة، وتطور، فهذا ليس من وظيفة الكتاب، لأن الخوارج، ليسوا سوى فرقة غبية، طلبت الحق بسذاجة فلم تجده، فرجع منها المخلصون إلى الحق، وبقي الأشقياء يردون موارد الفتن، ولكنني أريد الإشارة إلى المنعطفات. ومن تلك المنعطفات، ما تلي صفين من أحداث، كان الصحابي الجليل عمار قد قتل بصفين، وبذلك قد أرسى ميزانه لتقييم الحدث. وقد فزع من جيش معاوية لما رأوه ميتا، لأنهم سمعوا إن (ابن سمية تقتله الفئة الباغية) غير أن الإعلام الأيديولوجي حرف القضية، واستصغرها في ذهن القوم، فقال عمرو لقد قتله الذين جاؤوا به! وكان كما أشار معاوية، يعتبر أي عمار يمين الإمام علي (ع) فيما الأشتر يسراه.
لم تكن مصر حتى ذلك اليوم قد خلت لمعاوية وما كان هذا الأخير غافلا عنها، فهي سلة جديدة تنضاف إلى إمارته الواسعة، وهي ثمن الانتصار الذي جلبه له عمرو بن العاص.
وحيث إن في مصر من هم على هوى علي (ع) أراد معاوية أن يستخدم دهاءه في استمالتها قبل الاجهاز عليها، كانت مصر قد فسدت على محمد بن أبي بكر، فبعث إلى مصر الأشتر.
وبلغ الخبر إلى معاوية، فخشي على مصر من الأشتر وتشدده. فعقد معاوية صفقة مع المقدم على أهل الخراج بالقلزم وقال له: إن الأشتر قد ولي مصر: فإن كفيتنيه لم آخذ منك خراجا ما بقيت وبقيت. وعندما انتهى الأشتر إلى القلزم وهو في طريقه من العراق إلى مصر، استقبله الرجل، وأتاه بطعام دس فيه سما، فسقاه إياه. فلما شربه مات (194).
وحدث أيضا إن قتل محمد بن أبي بكر، في الدفاع عن مصر من قبل جيش معاوية، بقيادة عمرو بن العاص. الحرب التي تركت وراءها أمواتا كثيرين.
وكان محمد بن أبي بكر قد دخل حربه، واشتد عليه العطش، فلحقوا به، وقتلوه

(194) - تاريخ ابن الأثير
(٢٦٠)
التالي
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 5
2 الاهداء 8
3 المقدمة 9
4 لماذا الرجوع إلى التاريخ؟ 15
5 لماذا الحديث عن الشيعة والسنة 19
6 مدخل 24
7 ثم ماذا 27
8 الفصل الأول: كيف كان تصوري للتاريخ الاسلامي؟ 33
9 الخلافة الراشدة 36
10 الفصل الثاني: مرحلة التحول والانتقال 47
11 الفصل الثالث: وسقطت ورقة التوت! 59
12 كلمة البدء 60
13 الزرادشتية الإيرانية والتشيع 75
14 وأثرت السؤال 81
15 الفصل الرابع: من بؤس التاريخ إلى تاريخ البؤس! 86
16 رحلة جديدة مع التاريخ 87
17 سيرة الرسول: المنطلق والمسيرة! 88
18 السقيفة 110
19 الوفاة وملابساتها 111
20 عصر ما بعد السقيفة 132
21 عمر بن الخطاب مع الرعية 144
22 الخلافة وبعد وفاة عمر 164
23 عثمان أو الفتنة الكبرى 173
24 مقتل عثمان.. الأسباب والملابسات 195
25 بيعة الإمام علي (ع) 206
26 صفين: مأزق المآزق! 223
27 ما حدث به خلافة الحسن (ع) 246
28 الامام الحسن والواقع الصعب 252
29 قتل الحسن.. المؤامرة الكبرى 265
30 واشر أب الملك بنفسه 269
31 وملك يزيد 272
32 ملحمة كربلاء 274
33 لقد شيعني الحسين 289
34 الفصل الخامس: مفاهيم كشف عنها الغطاء 298
35 مفهوم الصحابي 299
36 نماذج وباقات 302
37 أبو بكر 304
38 عائشة بنت أبي بكر 310
39 ايديولوجيا المنطق السلفي 321
40 ليس كل الصحابة عدول 325
41 بعض الصحابة سيرتد، بالنص 327
42 مفهوم الإمامة 330
43 الفصل السادس: في عقائد الإمامية 352
44 البداء 369
45 وأخيرا 374