الاولى ١
٤٠٨ الاخيرة
لقد شيعني الحسين (ع) - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ٢٥٨
السابق
فقال عمرو: صدق وبر، تقدم يا أبا موسى نتكلم.
تقدم أبو موسى وقال: أيها الناس إنا قد نظرنا في أمر هذه الأمة فلم نر أصلح لأمرها ولا ألم لشعثها من أمر قد أجمع رأيي ورأي عمرو عليه، وهو أن نخلع عليا ومعاوية، ويولي الناس أمرهم من أحبوا، وإني قد خلعت عليا ومعاوية فاستقبلوا أمركم وولوا عليكم من رأيتموه أهلا، ثم تنحى (192).
فقام عمرو فقال: لكني خلعت صاحبه عليا كما خلع، وأثبت معاوية.
يقول الطبري (193)، إنهما لم يبرحا مجلسهما حتى استبا، ثم خرجا إلى الناس، فقال أبو موسى:
(إني وجدت مثل عمرو مثل الذين قال الله عز وجل: (واتل عليهم نبأ الذي أتيناه آياتنا فانسلخ منها) (الأعراف: 174).
فقال عمرو:
أيها الناس إني وجدت مثل أبو موسى كمثل الذين قال الله عز وجل:
(مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها، كمثل الحمار يحمل أسفارا) (الجمعة: 5).
كانت القضية من بدايتها خاطئة، لأنها قائمة على مكيدة التحكيم. والإمام علي (ع) لم يكن فقط يملك ورعا وتقوى يحول دونه والمكيدة. بل أيضا كان يتوفر على قدر لا يوزن من البصيرة، أدرك من خلاله طبيعة اللعبة، فرفض التحكيم واستشرف مأزقه، غير أن الكثير ممن كان معه، كان يملك إيمانا مقلوبا، ورتوشا (أخلاقوية) زائدة على المبدأ والسلوك. لم يكن عمرو بن العاص يجهل قدر علي (ع) ولكنه سلك اختيارا - لعوامل شتى يقتضي تفويت الخلافة إلى معاوية، أما أبو موسى الأشعري، فقد كان رجلا من أولئك (الأخلاقويين)، الفاقدين

(192) - ابن الأثير في التاريخ / ج 3 - ص 231 - 232.
(193) - وكذا ورد في بن الأثير ومسكويه و.
(٢٥٨)
التالي
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 5
2 الاهداء 8
3 المقدمة 9
4 لماذا الرجوع إلى التاريخ؟ 15
5 لماذا الحديث عن الشيعة والسنة 19
6 مدخل 24
7 ثم ماذا 27
8 الفصل الأول: كيف كان تصوري للتاريخ الاسلامي؟ 33
9 الخلافة الراشدة 36
10 الفصل الثاني: مرحلة التحول والانتقال 47
11 الفصل الثالث: وسقطت ورقة التوت! 59
12 كلمة البدء 60
13 الزرادشتية الإيرانية والتشيع 75
14 وأثرت السؤال 81
15 الفصل الرابع: من بؤس التاريخ إلى تاريخ البؤس! 86
16 رحلة جديدة مع التاريخ 87
17 سيرة الرسول: المنطلق والمسيرة! 88
18 السقيفة 110
19 الوفاة وملابساتها 111
20 عصر ما بعد السقيفة 132
21 عمر بن الخطاب مع الرعية 144
22 الخلافة وبعد وفاة عمر 164
23 عثمان أو الفتنة الكبرى 173
24 مقتل عثمان.. الأسباب والملابسات 195
25 بيعة الإمام علي (ع) 206
26 صفين: مأزق المآزق! 223
27 ما حدث به خلافة الحسن (ع) 246
28 الامام الحسن والواقع الصعب 252
29 قتل الحسن.. المؤامرة الكبرى 265
30 واشر أب الملك بنفسه 269
31 وملك يزيد 272
32 ملحمة كربلاء 274
33 لقد شيعني الحسين 289
34 الفصل الخامس: مفاهيم كشف عنها الغطاء 298
35 مفهوم الصحابي 299
36 نماذج وباقات 302
37 أبو بكر 304
38 عائشة بنت أبي بكر 310
39 ايديولوجيا المنطق السلفي 321
40 ليس كل الصحابة عدول 325
41 بعض الصحابة سيرتد، بالنص 327
42 مفهوم الإمامة 330
43 الفصل السادس: في عقائد الإمامية 352
44 البداء 369
45 وأخيرا 374