لقد شيعني الحسين (ع) - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ٢٤٥
السابق
برأيك (176).
حاول معاوية التقرب من قيس، واستدراجه إلى صفه. غير أن قيس اعتصم، ورفض اللعبة، وفوت الفرصة عليه. وكان قيس قد رد عليه في كتاب، لم يفصح فيه عن نيته في عملية تبادل الخطاب جرى بينما حسب ما فصل فيه ابن الأثير وأمثاله. وكان معاوية - يريد موقفا صريحا من قيس، فهو من هو في الدهاء حتى يخضع للمخادع، وهو من هو في النفوذ حتى يستسلم للخدعة، وقد قال له: وليس مثلي يصانع المخادع وينخدع للمكايد ومعه عدد الرجال وبيده أعنة الخيل (177). غير أن قيسا لم يجد مندوحة في الرد عليه، فأعرب عن مواقفه، وأبا على معاوية مكيدته.
ومعاوية لم يكن رجل دين، حتى يقاتل بلا خدعة. فهو من أخس الطلقاء، ودينه الدهاء، وكانت له حيل سياسية، فلذلك لجأ إلى زرع البلبلة في صفوف الإمام علي (ع) ويصطنع أدوارا مسرحية لتضليل الرأي العام، سواء في الشام أم في المدينة. ومن ذلك أنه على الرغم مما ظهر له من قيس، كان حريصا على كتمان ذلك، وادعى أنه يتواصل معه في الظل، وأن قيسا ممن تاب، وأنكر قتل عثمان، وأحيانا كان يفتعل كتابا وهميا، يدعي أنه إليه من قيس، يذكر فيه فيأه إليه أو يظهر رسولا مفتعلا، يزعم أنه من قيس. للرفع من معنويات أهل الشام. وكان لأمير المؤمنين (ع) كشأن كل قائد مسؤول، جواسيسه وعيونه في البلدان. ونقلوا له الخبر عما يجري هنا وهناك. فسمع أصحاب علي (ع) الخبر، فاقترحوا على الإمام (ع) أن يعزله، ويولي مكانه محمد بن أبي بكر، وكان هذا الأخير من شيعة علي (ع) ورجالاته الاستراتيجيين. فعزل قيسا وثبت مكانه محمد بن أبي بكر (178).
كانت خطة علي (ع) أن لا يهادن بني أمية وجنودهم. وهو يحتاج إلى من

(176) - ابن الأثير الكامل ص 27 / ج 3.
(177) - نفس المصدر.
(178) - مسكويه: التجارب.
(٢٤٥)
التالي
الاولى ١
٤٠٨ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 5
2 الاهداء 8
3 المقدمة 9
4 لماذا الرجوع إلى التاريخ؟ 15
5 لماذا الحديث عن الشيعة والسنة 19
6 مدخل 24
7 ثم ماذا 27
8 الفصل الأول: كيف كان تصوري للتاريخ الاسلامي؟ 33
9 الخلافة الراشدة 36
10 الفصل الثاني: مرحلة التحول والانتقال 47
11 الفصل الثالث: وسقطت ورقة التوت! 59
12 كلمة البدء 60
13 الزرادشتية الإيرانية والتشيع 75
14 وأثرت السؤال 81
15 الفصل الرابع: من بؤس التاريخ إلى تاريخ البؤس! 86
16 رحلة جديدة مع التاريخ 87
17 سيرة الرسول: المنطلق والمسيرة! 88
18 السقيفة 110
19 الوفاة وملابساتها 111
20 عصر ما بعد السقيفة 132
21 عمر بن الخطاب مع الرعية 144
22 الخلافة وبعد وفاة عمر 164
23 عثمان أو الفتنة الكبرى 173
24 مقتل عثمان.. الأسباب والملابسات 195
25 بيعة الإمام علي (ع) 206
26 صفين: مأزق المآزق! 223
27 ما حدث به خلافة الحسن (ع) 246
28 الامام الحسن والواقع الصعب 252
29 قتل الحسن.. المؤامرة الكبرى 265
30 واشر أب الملك بنفسه 269
31 وملك يزيد 272
32 ملحمة كربلاء 274
33 لقد شيعني الحسين 289
34 الفصل الخامس: مفاهيم كشف عنها الغطاء 298
35 مفهوم الصحابي 299
36 نماذج وباقات 302
37 أبو بكر 304
38 عائشة بنت أبي بكر 310
39 ايديولوجيا المنطق السلفي 321
40 ليس كل الصحابة عدول 325
41 بعض الصحابة سيرتد، بالنص 327
42 مفهوم الإمامة 330
43 الفصل السادس: في عقائد الإمامية 352
44 البداء 369
45 وأخيرا 374