الاولى ١
٤٠٨ الاخيرة
لقد شيعني الحسين (ع) - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ٢٤٤
السابق
عصر الخلفاء.
انحاز إلى معسكر معاوية كل من أراد الأموال والضياع. وبقي مع علي (ع) عصبة ما زالت على دين محمد صلى الله عليه وآله وملته. واعتزل الحرب، قوم، تضببت الرؤية في أعينهم، واستعصى عليهم اتخاذ المواقف الحاسمة، وفضلوا الراحة، ومثل هذا الواقع أحدهم قائلا: الأكل مع معاوية أدسم، والصلاة مع علي أتم، والوقوف على التل أسلم).
هذه الفئة كانت متذبذبة، خاذلة للحق! ولعل معاوية كان أوعى دينا من هؤلاء. إذ لما جاء إلى سعد بن أبي وقاص، فقال له: ما منعك أن تقاتل معنا.
حاول أن يلتوي عليه، مبررا ذلك بأنه يأبى الدخول في قتال بين المؤمنين، فرد عليه معاوية بأن ليس إلا فئة مؤمنة وأخرى جائرة، وبأن الواجب الإسلامي يقتضي الوقوف مع أحداهما (175).
هذه العدمية، كانت مرادفة للنفاق والخذلان. في مجتمع عقائدي متمذهب بالإسلام.
باشر معاوية، بإرسال الكتب إلى عمال علي (ع) في الأمصار، يروم استمالتهم. فكتب إلى قيس بن سعد والي علي (ع) على مصر كتابا يقول فيه:
سلام عليك، أما بعد فإنكم نقمتم على عثمان ضربة بسوط أو شتيمة رجل أو تسيير آخر واستعمال فتى، وقد علمتم أن دمه لا يصل لكم، فقد ركبتم عظيما وجئتم أمرا إدا، فتب إلى الله يا قيس، فإنك من المجلبين على عثمان، فأما صاحبك فإنا استيقنا أنه الذي أغرى الناس وحملهم حتى قتلوه، وأنه لم يسلم من دمه عظم قومك، فإن استطعت يا قيس أن تكون ممن يطالب بدم عثمان فافعل وتابعنا على أمرنا ولك سلطان العراقين إذا ظهرت ما بقيت ولمن أحببت من أهلك سلطان الحجاز ما دام لي سلطان، وسلني ما شئت فإني أعطيك واكتب إلي

(175) - أنظر خصائص الإمام النسائي، وقول سعد، قال صلى الله عليه وآله في علي ثلاث لو كانت لي إحداهن خير لي من حمر النعم.
(٢٤٤)
التالي
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 5
2 الاهداء 8
3 المقدمة 9
4 لماذا الرجوع إلى التاريخ؟ 15
5 لماذا الحديث عن الشيعة والسنة 19
6 مدخل 24
7 ثم ماذا 27
8 الفصل الأول: كيف كان تصوري للتاريخ الاسلامي؟ 33
9 الخلافة الراشدة 36
10 الفصل الثاني: مرحلة التحول والانتقال 47
11 الفصل الثالث: وسقطت ورقة التوت! 59
12 كلمة البدء 60
13 الزرادشتية الإيرانية والتشيع 75
14 وأثرت السؤال 81
15 الفصل الرابع: من بؤس التاريخ إلى تاريخ البؤس! 86
16 رحلة جديدة مع التاريخ 87
17 سيرة الرسول: المنطلق والمسيرة! 88
18 السقيفة 110
19 الوفاة وملابساتها 111
20 عصر ما بعد السقيفة 132
21 عمر بن الخطاب مع الرعية 144
22 الخلافة وبعد وفاة عمر 164
23 عثمان أو الفتنة الكبرى 173
24 مقتل عثمان.. الأسباب والملابسات 195
25 بيعة الإمام علي (ع) 206
26 صفين: مأزق المآزق! 223
27 ما حدث به خلافة الحسن (ع) 246
28 الامام الحسن والواقع الصعب 252
29 قتل الحسن.. المؤامرة الكبرى 265
30 واشر أب الملك بنفسه 269
31 وملك يزيد 272
32 ملحمة كربلاء 274
33 لقد شيعني الحسين 289
34 الفصل الخامس: مفاهيم كشف عنها الغطاء 298
35 مفهوم الصحابي 299
36 نماذج وباقات 302
37 أبو بكر 304
38 عائشة بنت أبي بكر 310
39 ايديولوجيا المنطق السلفي 321
40 ليس كل الصحابة عدول 325
41 بعض الصحابة سيرتد، بالنص 327
42 مفهوم الإمامة 330
43 الفصل السادس: في عقائد الإمامية 352
44 البداء 369
45 وأخيرا 374