الاولى ١
٤٠٨ الاخيرة
لقد شيعني الحسين (ع) - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ١٩٤
السابق
من الأموال والضياع، وبنى الزبير داره بالبصرة، وبنى أيضا بمصر والكوفة والإسكندرية وكذلك بنى طلحة دارا بالكوفة وشيد داره بالمدينة، وبناها بالجص والآجر والساج. وبنى سعد بن أبي وقاص داره بالعقيق، ورفع سمكها وأوسع فضاءها وجعل على أعلاها شرفات، وبنى المقداد داره بالمدينة وجعلها مجصصة الظاهر والباطن. وخلف يعلى بن جنبه خمسين ألف دينار وعقارا، وغير ذلك ما قيمته ثلاثمائة ألف درهم).
وتحول بيت مال المسلمين في عهده إلى بيت مال لبني أمية. ولم يراع عثمان مشاعر المسلمين، ولا أحكام الشريعة في نهبه أموال المسلمين، وصبها مدرارة في خزائن أهل بيته. ويذكر اليعقوبي في تاريخه: حدث أبو إسحاق عن عبد الرحمن بن يسار قال (116):
رأيت عامل صدقات المسلمين على سوق المدينة إذا أمسى أتاها عثمان، فقال له: ادفعها إلى الحكم بن أبي العاص. وكان عثمان إذا أجاز أحدا من أهل بيته بجائزة جعلها فرضا من بيت المال، فجعل يدافعه ويقول له: يكون فنعطيك إن شاء الله، فألح عليه فقال: إنما أنت خازن لنا، فإذا أعطيناك فخذ، وإذا سكتنا عنك فاسكت. فقال: كذبت والله! ما أنا لك بخازن، ولا لأهل بيتك، إنما أنا خازن المسلمين. وجاء بالمفتاح يوم الجمعة وعثمان يخطب فقال: أيها الناس، زعم عثمان أني خازن له ولأهل بيته، وإنما كنت خازنا للمسلمين وهذه مفاتيح بيت مالكم. ورمى بها، فأخذها عثمان، ودفعها إلى زيد بن ثابت. كان بذلك عثمان، يرى أن الدولة الإسلامية ملكا لعشيرته، وكان مبرره في ذلك أنه تأول - حسب ما ذكر الواقدي - في مال المسلمين، صلة رحمه.
كما، ويذكر الواقدي أيضا بإسناده: قدمت إبل من إبل الصدقة على عثمان فوهبها للحارث بن الحكم بن أبي العاص، كما روي الكلبي عن أبيه، مخنف بن مروان ابتاع خمس إفريقية بمائتي درهم ومائتي ألف دينار. وكلم عثمان فوهبها له.
فأنكر الناس ذلك على عثمان).

(116) - المسعودي - مروج الذهب.
(١٩٤)
التالي
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 5
2 الاهداء 8
3 المقدمة 9
4 لماذا الرجوع إلى التاريخ؟ 15
5 لماذا الحديث عن الشيعة والسنة 19
6 مدخل 24
7 ثم ماذا 27
8 الفصل الأول: كيف كان تصوري للتاريخ الاسلامي؟ 33
9 الخلافة الراشدة 36
10 الفصل الثاني: مرحلة التحول والانتقال 47
11 الفصل الثالث: وسقطت ورقة التوت! 59
12 كلمة البدء 60
13 الزرادشتية الإيرانية والتشيع 75
14 وأثرت السؤال 81
15 الفصل الرابع: من بؤس التاريخ إلى تاريخ البؤس! 86
16 رحلة جديدة مع التاريخ 87
17 سيرة الرسول: المنطلق والمسيرة! 88
18 السقيفة 110
19 الوفاة وملابساتها 111
20 عصر ما بعد السقيفة 132
21 عمر بن الخطاب مع الرعية 144
22 الخلافة وبعد وفاة عمر 164
23 عثمان أو الفتنة الكبرى 173
24 مقتل عثمان.. الأسباب والملابسات 195
25 بيعة الإمام علي (ع) 206
26 صفين: مأزق المآزق! 223
27 ما حدث به خلافة الحسن (ع) 246
28 الامام الحسن والواقع الصعب 252
29 قتل الحسن.. المؤامرة الكبرى 265
30 واشر أب الملك بنفسه 269
31 وملك يزيد 272
32 ملحمة كربلاء 274
33 لقد شيعني الحسين 289
34 الفصل الخامس: مفاهيم كشف عنها الغطاء 298
35 مفهوم الصحابي 299
36 نماذج وباقات 302
37 أبو بكر 304
38 عائشة بنت أبي بكر 310
39 ايديولوجيا المنطق السلفي 321
40 ليس كل الصحابة عدول 325
41 بعض الصحابة سيرتد، بالنص 327
42 مفهوم الإمامة 330
43 الفصل السادس: في عقائد الإمامية 352
44 البداء 369
45 وأخيرا 374