لقد شيعني الحسين (ع) - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ١٦٤
السابق
(أرجع يا أبا سفيان فوالله ما تريد الله بما تقول ولا زلت تكيد للإسلام وأهله ونحن مشاغيل برسول الله صلى الله عليه وآله وورد أيضا في تاريخ (الطبري) بسنده إنه لما استخلف أبو بكر قال أبو سفيان ما لنا ولأبي فيصل، إنما هي بنو عبد مناف، فقيل له إنه قد ولى ابنك قال وصلته رحم. وكذلك فعل عمر ابن الخطاب، بعد أن ولى على الشام يزيد بن أبي سفيان، ومعاوية بن أبي سفيان بعده، ثم عثمان بن عفان، إعرابا عن هذه المودة بينه وبين بني أمية.
هذا الوعي السياسي العميق، كان يملكه الإمام علي (ع) وقد تجلى في رفضه لشخص أبي سفيان الطليق في حين افتقد هذا الوعي الخليفتان. وبرز في عهد عمر لأنه الأطول عهدا بالخلافة. إنه (ع) أدرك أن لا مرونة مع تيار قوي. يبني نفسه في الخفاء، ليعيد مكانته في الجزيرة العربية. ويسعى إلى تدمير بني هاشم، والانتقام للأجداد.
ولكن عمر قد دفع ثمن سطحيته السياسية. لقد استفاد الأمويون من مودته لهم. وصبروا على لذعه وتشدده السطحي. فقووا شوكتهم. وحققوا قدرا من التراكم والنفوذ. مكنهم من السيطرة على أسباب القوة في الجزيرة العربية. وبعد ذلك وجدوا أن المرحلة قد نضجت لإزاحة عمر ابن الخطاب عن الخلافة. ذلك لأن عمر هذا طالت خلافته كثيرا. ثم لأنه بدأ يتجه في غير مجرى مصالحهم.
ولأن مصلحتهم المرحلية في طور متقدم لا يصلح لها عمر. فعمر ابن الخطاب، ليس جديرا بالخلافة بالمقياس القبلي للأمويين، وهو ليس في شرف بني عبد الدار. ثم لأنه بدا لهم إن عثمان قريبهم بدا يشيخ ولم ينلها، وهو المرشح بعد عمر، لقربه كيف لا، وعثمان هو الذي كتب الكتاب لأبي بكر خلافة عمر وهو الوحيد الذي لم يقف ضد عمر، بل تحمس لذلك حتى قال له أبو بكر:
(جزاك الله عن الإسلام خيرا).
فهم أدركوا وبترتيباتهم الخاصة، أن الأمر لعثمان لا مناص. وحيث إن الشام تحولت إلى منطقة نفوذ للأمويين. وقد كانوا يكرهون عمر ابن الخطاب نفسه، بقول ابن قتيبة:
(١٦٤)
التالي
الاولى ١
٤٠٨ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 5
2 الاهداء 8
3 المقدمة 9
4 لماذا الرجوع إلى التاريخ؟ 15
5 لماذا الحديث عن الشيعة والسنة 19
6 مدخل 24
7 ثم ماذا 27
8 الفصل الأول: كيف كان تصوري للتاريخ الاسلامي؟ 33
9 الخلافة الراشدة 36
10 الفصل الثاني: مرحلة التحول والانتقال 47
11 الفصل الثالث: وسقطت ورقة التوت! 59
12 كلمة البدء 60
13 الزرادشتية الإيرانية والتشيع 75
14 وأثرت السؤال 81
15 الفصل الرابع: من بؤس التاريخ إلى تاريخ البؤس! 86
16 رحلة جديدة مع التاريخ 87
17 سيرة الرسول: المنطلق والمسيرة! 88
18 السقيفة 110
19 الوفاة وملابساتها 111
20 عصر ما بعد السقيفة 132
21 عمر بن الخطاب مع الرعية 144
22 الخلافة وبعد وفاة عمر 164
23 عثمان أو الفتنة الكبرى 173
24 مقتل عثمان.. الأسباب والملابسات 195
25 بيعة الإمام علي (ع) 206
26 صفين: مأزق المآزق! 223
27 ما حدث به خلافة الحسن (ع) 246
28 الامام الحسن والواقع الصعب 252
29 قتل الحسن.. المؤامرة الكبرى 265
30 واشر أب الملك بنفسه 269
31 وملك يزيد 272
32 ملحمة كربلاء 274
33 لقد شيعني الحسين 289
34 الفصل الخامس: مفاهيم كشف عنها الغطاء 298
35 مفهوم الصحابي 299
36 نماذج وباقات 302
37 أبو بكر 304
38 عائشة بنت أبي بكر 310
39 ايديولوجيا المنطق السلفي 321
40 ليس كل الصحابة عدول 325
41 بعض الصحابة سيرتد، بالنص 327
42 مفهوم الإمامة 330
43 الفصل السادس: في عقائد الإمامية 352
44 البداء 369
45 وأخيرا 374