لقد شيعني الحسين (ع) - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ١٥٦
السابق
والناظر في سيرة عمر بن الخطاب، وشخصيته. بعين المتفحص والمقلب والسابر. سيجد عمر بن الخطاب، رجلا لا يصلح لإمارة رعاع الأمة فضلا عن الصحابة. وهو لا يقربهم علما ولا شجاعة، ولا سابقية.
إنهما يريدان لعلي (ع) الخلافة. فلو كانت له وحده إذن لصبرا عليها. ولكن يعلمان أنها لن تصلهما إذا استقرت في البيت النبوي، ما دامت هي (نصا) لذلك أرادوها لأنفسهما. إننا نعتقد إنهما كانا يستهدفان (الخلافة) وزهدا في كل شئ دونها. واعترف أبو بكر باللآئي ود لو لم يفعلهن. ليس مجاملة. كما يحاول البعض تلفيقها. وإنما هو الواقع المر الذي خلفه وراءه، والشرخة الكبرى التي على سيرة أبي بكر. وكأن كل من أراد أن يركب سنام الخلافة، لا بد له أن يدرس مقام آل البيت (ع) وإلحاق الضربة بهم. وإن تاريخ أبي بكر، وعمر حتى لو فرض بأنه تاريخ زهد فأنهما لن يزهدا في الخلافة، وفي سبيل ذلك (شرعا) للنيل من آل البيت (ع) وقدما أول نموذج لذلك. مما شجع الباقين على اقتفاء آثارهم في السطو على تركة الرسول صلى الله عليه وآله بحجة التمسك بسنة الشيخين، التي لم تكن إلا تغييبا أيديولوجيا لسنة الرسول صلى الله عليه وآله وهكذا بايع الناس عمر بن الخطاب، خوفا ورهبة، ولو وجدوا ما يقوي شوكتهم إذا، لقاتلوه. ولكن هيهات.
فالأمر ثابت مستقر، و (سيف ديموقليس) فوق رأس كل معارض. وإنه على غرار صاحبه لم يكن متأكدا من صلاحيته. وما زال عمر ابن الخطاب يسأل (حذيفة بن اليمان) أمين سر الرسول صلى الله عليه وآله فيما لو كان (عمر) أحد الذين ورد اسمهم في صحيفة (حذيفة). وهي ما كان يعلمه من المنافقين. ولست أدري كيف يخاف عمر بن الخطاب على نفسه من (النفاق)؟ وأخرى من (كذاب الآخرة)؟ اللهم إلا لشئ فعله في حياته لا ينسجم مع حكم الشريعة. وأجزم هنا إن من تلك الأفعال، اغتصابه الخلافة الشرعية من أهلها الموكلين بها. وقد . يخاف المرء من عذاب الله يوم القيامة، ولكنه لا يشك فيما إذا كان منافقا أو ورد فيه كلام أبدا من الرسول صلى الله عليه وآله!!.
كان منهج عمر بن الخطاب في الرعية، منهجا قمعيا وسطحيا. فهو يقمع
(١٥٦)
التالي
الاولى ١
٤٠٨ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 5
2 الاهداء 8
3 المقدمة 9
4 لماذا الرجوع إلى التاريخ؟ 15
5 لماذا الحديث عن الشيعة والسنة 19
6 مدخل 24
7 ثم ماذا 27
8 الفصل الأول: كيف كان تصوري للتاريخ الاسلامي؟ 33
9 الخلافة الراشدة 36
10 الفصل الثاني: مرحلة التحول والانتقال 47
11 الفصل الثالث: وسقطت ورقة التوت! 59
12 كلمة البدء 60
13 الزرادشتية الإيرانية والتشيع 75
14 وأثرت السؤال 81
15 الفصل الرابع: من بؤس التاريخ إلى تاريخ البؤس! 86
16 رحلة جديدة مع التاريخ 87
17 سيرة الرسول: المنطلق والمسيرة! 88
18 السقيفة 110
19 الوفاة وملابساتها 111
20 عصر ما بعد السقيفة 132
21 عمر بن الخطاب مع الرعية 144
22 الخلافة وبعد وفاة عمر 164
23 عثمان أو الفتنة الكبرى 173
24 مقتل عثمان.. الأسباب والملابسات 195
25 بيعة الإمام علي (ع) 206
26 صفين: مأزق المآزق! 223
27 ما حدث به خلافة الحسن (ع) 246
28 الامام الحسن والواقع الصعب 252
29 قتل الحسن.. المؤامرة الكبرى 265
30 واشر أب الملك بنفسه 269
31 وملك يزيد 272
32 ملحمة كربلاء 274
33 لقد شيعني الحسين 289
34 الفصل الخامس: مفاهيم كشف عنها الغطاء 298
35 مفهوم الصحابي 299
36 نماذج وباقات 302
37 أبو بكر 304
38 عائشة بنت أبي بكر 310
39 ايديولوجيا المنطق السلفي 321
40 ليس كل الصحابة عدول 325
41 بعض الصحابة سيرتد، بالنص 327
42 مفهوم الإمامة 330
43 الفصل السادس: في عقائد الإمامية 352
44 البداء 369
45 وأخيرا 374