لقد شيعني الحسين (ع) - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ١٥١
السابق
سوى لأنها لا تملك أن تكتب التاريخ، بينما أعداؤها يملكون كتابته.
بعض المؤرخين، يريدون تزييف الحقائق وإعادة ترميمها. فيفسدونها، ويوقعون أنفسهم في مآزق. لقد فشل الرسول صلى الله عليه وآله في أن يربي أصحابه فقط على الإيمان والإسلام. ثم إن أبا بكر ورجالاته لم يستطيعوا إقناع (سجاح) بالعودة إلى الإسلام. حتى يأتي معاوية بن أبي سفيان. فيقنعها بذلك.
عندما وقعت المعاهدة بين الحسن (ع) ومعاوية بن أبي سفيان فلم تزل سجاح في تغلب حتى نقلهم معاوية عام الجماعة وجاءت معهم وحسن إسلامهم وإسلامها. وانتقلت إلى البصرة وماتت بها وصلى عليها سمرة بن جندب، وهو على البصرة لمعاوية قبل قدوم عبيد الله بن زياد من خراسان وولاية البصرة) (62).
وكان مالك بن نويرة، قد أذعن وأقر بقبوله لتقديم الزكاة. غير أن خالد بن الوليد الذي انتهى من قتال فزارة وغطفان وأسد وطئ يريد البطاح، وبها مالك بن نويرة قد تردد عليه أمره) (63) فتمرد الأنصار عن خالد بن الوليد، وقالوا: إن هذا ليس بعد الخليفة إلينا إلا أن خالدا أصر على المسير.
ووصل خالد بن الوليد إلى البطاح وأهلها، متفرقون ليسوا عازمين على التمرد. وكان مالك بن نويرة قد أقنعهم بذلك فأجابوا. وجاء مالك بن نويرة يناظرهم (64)، غير أن خالد بن الوليد لم يأبه بالرجل ولا إسلامه. قال اليعقوبي:
فأتاه مالك بن نويرة يناظره، واتبعته امرأته فلما رآها خالد أعجبته فقال: والله لا نلت في مثابتك حتى أقتلك، فنظر مالكا، فضرب عنقه، وتزوج امرأته.
فلحق أبو قتادة بأبي بكر، فأخبره الخبر، وحلف إلا يسير تحت لواء خالد لأنه قتل مالكا مسلما، فقال عمر بن الخطاب لأبي بكر: يا خليفة رسول الله! إن خالدا قتل رجلا مسلما، وتزوج امرأته من يومها. فكتب أبو بكر إلى خالد.
فاشخصه: فقال يا خليفة رسول الله أني تأولت، وأصبت، وأخطأت).

(62) - ابن الأثير في الكامل (ص 357 - ج 2).
(63) - نفس المصدر.
(64) - اليعقوبي (ص 131 ج 2).
(١٥١)
التالي
الاولى ١
٤٠٨ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 5
2 الاهداء 8
3 المقدمة 9
4 لماذا الرجوع إلى التاريخ؟ 15
5 لماذا الحديث عن الشيعة والسنة 19
6 مدخل 24
7 ثم ماذا 27
8 الفصل الأول: كيف كان تصوري للتاريخ الاسلامي؟ 33
9 الخلافة الراشدة 36
10 الفصل الثاني: مرحلة التحول والانتقال 47
11 الفصل الثالث: وسقطت ورقة التوت! 59
12 كلمة البدء 60
13 الزرادشتية الإيرانية والتشيع 75
14 وأثرت السؤال 81
15 الفصل الرابع: من بؤس التاريخ إلى تاريخ البؤس! 86
16 رحلة جديدة مع التاريخ 87
17 سيرة الرسول: المنطلق والمسيرة! 88
18 السقيفة 110
19 الوفاة وملابساتها 111
20 عصر ما بعد السقيفة 132
21 عمر بن الخطاب مع الرعية 144
22 الخلافة وبعد وفاة عمر 164
23 عثمان أو الفتنة الكبرى 173
24 مقتل عثمان.. الأسباب والملابسات 195
25 بيعة الإمام علي (ع) 206
26 صفين: مأزق المآزق! 223
27 ما حدث به خلافة الحسن (ع) 246
28 الامام الحسن والواقع الصعب 252
29 قتل الحسن.. المؤامرة الكبرى 265
30 واشر أب الملك بنفسه 269
31 وملك يزيد 272
32 ملحمة كربلاء 274
33 لقد شيعني الحسين 289
34 الفصل الخامس: مفاهيم كشف عنها الغطاء 298
35 مفهوم الصحابي 299
36 نماذج وباقات 302
37 أبو بكر 304
38 عائشة بنت أبي بكر 310
39 ايديولوجيا المنطق السلفي 321
40 ليس كل الصحابة عدول 325
41 بعض الصحابة سيرتد، بالنص 327
42 مفهوم الإمامة 330
43 الفصل السادس: في عقائد الإمامية 352
44 البداء 369
45 وأخيرا 374