لقد شيعني الحسين (ع) - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ١٢٩
السابق
يوم الاثنين (12 من ربيع الأول، (32) ودفن من الغد نصف النهار، (33) وذكر اليعقوبي (إن وفاته صلى الله عليه وآله كان طالع سنتها الجدي ثماني عشر درجة) (24).
وفي أثناء مرضه واحتضاره صلى الله عليه وآله كما بعد وفاته، جرت أحداث خلفت وراءها محنا سياسية واجتماعية رهيبة. ولكي نفهم مشكلة الخلافة وملابساتها، لا بد من استحضار هذه المشاهد. واستنطاق الفواصل الحساسة فيها، من أجل الخروج بمخطط فكري وسياسي، يمكننا فهم الحالة الإسلامية بعد الرسول (ص).
لقد ابتدأ على الرسول صلى الله عليه وآله المرض، وهو قد جهز جيش أسامة بن زيد، وكان من المنطقي - حسب النظرة التي نحملها نحن الآن عن الصحابة الكبار وميزاتهم كأبي بكر وعمر وعثمان. أن يعقد الرسول صلى الله عليه وآله لأحد كبار الصحابة.
لكنه عقد لأسامة، وهو يومها فتى صغيرا. وكثر الطعن في ذلك، وتكلم بعض الصحابة في إمارة أسامة، وقالوا كلاما يمجه منطق الصحبة والإيمان.
ذكر ابن سعد في الطبقات، إن سرية أسامة بن زيد بن حارثة إلى أهل (ابني) وهي أرض السرات ناحية البلقاء. وقال (فلما كان يوم الأربعاء بدء برسول الله صلى الله عليه وآله المرض، فحم وصدع فلما أصبح يوم الخميس عقد لأسامة لواء بيده ثم قال: اغز بسم الله في سبيل الله فقاتل من كفر بالله فخرج وعسكر بالجرف فلم يبق أحد من وجوه المهاجرين الأولين والأنصار انتدب في تلك الغزوة فيهم أبو بكر وعمر بن الخطاب وأبو عبيدة بن الجراح وسعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد وغيرهم، فتكلم قوم وقالوا يستعمل هذا الغلام على المهاجرين الأولين، فغضب رسول الله صلى الله عليه وآله غضبا شديدا فخرج وقد عصب على رأسه عصابة فصعد على المنبر فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال (أما بعد، أيها الناس، فما مقالة بلغني عن بعضكم في إمارة أسامة. ولئن طعنتم في إمارة أسامة لقد طعنتم

(32) - ابن الأثير: (323) وحسب التقويم الإسلامي الشيعي، إن الرسول صلى الله عليه وآله توفي في 28 من صفر.
(33) - ابن الأثير: (323) وحسب التقويم الإسلامي الشيعي، إن الرسول صلى الله عليه وآله توفي في 28 من صفر.
(34) - اليعقوبي - التاريخ - (ج 3 ص 113).
(١٢٩)
التالي
الاولى ١
٤٠٨ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 5
2 الاهداء 8
3 المقدمة 9
4 لماذا الرجوع إلى التاريخ؟ 15
5 لماذا الحديث عن الشيعة والسنة 19
6 مدخل 24
7 ثم ماذا 27
8 الفصل الأول: كيف كان تصوري للتاريخ الاسلامي؟ 33
9 الخلافة الراشدة 36
10 الفصل الثاني: مرحلة التحول والانتقال 47
11 الفصل الثالث: وسقطت ورقة التوت! 59
12 كلمة البدء 60
13 الزرادشتية الإيرانية والتشيع 75
14 وأثرت السؤال 81
15 الفصل الرابع: من بؤس التاريخ إلى تاريخ البؤس! 86
16 رحلة جديدة مع التاريخ 87
17 سيرة الرسول: المنطلق والمسيرة! 88
18 السقيفة 110
19 الوفاة وملابساتها 111
20 عصر ما بعد السقيفة 132
21 عمر بن الخطاب مع الرعية 144
22 الخلافة وبعد وفاة عمر 164
23 عثمان أو الفتنة الكبرى 173
24 مقتل عثمان.. الأسباب والملابسات 195
25 بيعة الإمام علي (ع) 206
26 صفين: مأزق المآزق! 223
27 ما حدث به خلافة الحسن (ع) 246
28 الامام الحسن والواقع الصعب 252
29 قتل الحسن.. المؤامرة الكبرى 265
30 واشر أب الملك بنفسه 269
31 وملك يزيد 272
32 ملحمة كربلاء 274
33 لقد شيعني الحسين 289
34 الفصل الخامس: مفاهيم كشف عنها الغطاء 298
35 مفهوم الصحابي 299
36 نماذج وباقات 302
37 أبو بكر 304
38 عائشة بنت أبي بكر 310
39 ايديولوجيا المنطق السلفي 321
40 ليس كل الصحابة عدول 325
41 بعض الصحابة سيرتد، بالنص 327
42 مفهوم الإمامة 330
43 الفصل السادس: في عقائد الإمامية 352
44 البداء 369
45 وأخيرا 374