لقد شيعني الحسين (ع) - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ١٢١
السابق
الخلفاء إليه في الأحكام دليل على أنهم هم أيضا في حاجة إلى توجيهه وإرشاده.
وكل ما تتطلبه مسؤولية الخلافة، كان متوفرا في شخص الإمام علي (ع). فالفقه والقضاء اللذان شكلا روح الدولة الإسلامية. كانتا ميزتين للإمام علي (ع) وبعد ذلك لم يكن هناك قطاع أهم في مجتمع الإسلام من القطاع العسكري، والإمام علي (ع) لا شك، كان أكبر، وأعلى رجل عسكري في دولة الإسلام.
ولم يثبت التاريخ أن أحدا من الصحابة أو غيرهم كان أشجع منه وأقوى! ولا يمكن قياس أبي بكر أو عمر أو عثمان أو أي كان بالقدرة العسكرية للإمام علي (ع).
لقد اكتملت كل مؤهلات الخلافة لدى الإمام علي (ع) والذين يحرصون على نجاح مشروع الأمة، هم أولئك الذين اختاروا لها عليا (ع) لأنه الوحيد الذي يستطيع تطوير هذا المشروع والذهاب به بعيدا في خط التقدم. ولكن، لا بد أن نتذكر العوامل الأخرى، التي يمكنها أن تعرقل مشروع الإمامة. وهي ذاتها التي كانت عقبة في وجه مشروع النبوة. إنه العامل (القبلي) الذي بقي راسخا في نفوس الأغلبية الساحقة. فرفضت على علي (ع) (الإمامة) مثلما رفضت على محمد صلى الله عليه وآله النبوة، لا لشئ إلا لأنهما من (بني هاشم) وكل ذلك رؤية قبلية محضة لقضايا إسلامية مجردة!.
وبذلك يكون الرسول صلى الله عليه وآله قد أثبت للإمام علي (ع) الوصية. فمن كان راضيا بولاية الرسول صلى الله عليه وآله وجب عليه القبول بولاية الإمام علي (ع).
وأكمل الله دينه يوم تمت الرسالة واكتملت بالولاية. وهي آخر ما نزل من القرآن.
وظل النفاق يختمر في النفوس، ينتظر الفرصة كي تسنح، ليقلب للرسالة المجن فتولي نفوس أدبارها باتجاه الضلالة من جديد. ويفتح الملف المثقل بكل الحسابات القديمة. فاليوم يوم الحساب وآن لبني هاشم أن يدفعوا ثمن الانتصار المحمدي. ولترفع ثياب المشركين المقتولين بسيف علي (ع) في نفوس المنافقين، فيتربصوا الدوائر بعترة محمد الطاهرة (ع).
(١٢١)
التالي
الاولى ١
٤٠٨ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 5
2 الاهداء 8
3 المقدمة 9
4 لماذا الرجوع إلى التاريخ؟ 15
5 لماذا الحديث عن الشيعة والسنة 19
6 مدخل 24
7 ثم ماذا 27
8 الفصل الأول: كيف كان تصوري للتاريخ الاسلامي؟ 33
9 الخلافة الراشدة 36
10 الفصل الثاني: مرحلة التحول والانتقال 47
11 الفصل الثالث: وسقطت ورقة التوت! 59
12 كلمة البدء 60
13 الزرادشتية الإيرانية والتشيع 75
14 وأثرت السؤال 81
15 الفصل الرابع: من بؤس التاريخ إلى تاريخ البؤس! 86
16 رحلة جديدة مع التاريخ 87
17 سيرة الرسول: المنطلق والمسيرة! 88
18 السقيفة 110
19 الوفاة وملابساتها 111
20 عصر ما بعد السقيفة 132
21 عمر بن الخطاب مع الرعية 144
22 الخلافة وبعد وفاة عمر 164
23 عثمان أو الفتنة الكبرى 173
24 مقتل عثمان.. الأسباب والملابسات 195
25 بيعة الإمام علي (ع) 206
26 صفين: مأزق المآزق! 223
27 ما حدث به خلافة الحسن (ع) 246
28 الامام الحسن والواقع الصعب 252
29 قتل الحسن.. المؤامرة الكبرى 265
30 واشر أب الملك بنفسه 269
31 وملك يزيد 272
32 ملحمة كربلاء 274
33 لقد شيعني الحسين 289
34 الفصل الخامس: مفاهيم كشف عنها الغطاء 298
35 مفهوم الصحابي 299
36 نماذج وباقات 302
37 أبو بكر 304
38 عائشة بنت أبي بكر 310
39 ايديولوجيا المنطق السلفي 321
40 ليس كل الصحابة عدول 325
41 بعض الصحابة سيرتد، بالنص 327
42 مفهوم الإمامة 330
43 الفصل السادس: في عقائد الإمامية 352
44 البداء 369
45 وأخيرا 374