لقد شيعني الحسين (ع) - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ١٢٠
السابق
4 - يوم خيبر: -.
كانت هذه المعركة ضد يهود خيبر. وكانت حصونهم مانعتهم من المحاربين.
وكان الرسول صلى الله عليه وآله قد أعطى الراية لرجلين. الأول أبي بكر والثاني عمر..
فالأول انهزم وولى منكسرا إلى الرسول صلى الله عليه وآله وبلا نتيجة. والثاني: انهزم أيضا، ورجع يجبن الذين معه، ويجبنونه وساعتئذ قال صلى الله عليه وآله لأعطين الراية رجلا يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله. فاشرأبت أعناق الناس إليها. وفي الغد دعا عليا (ع) وكان به رمد. فمسح على عينيه فبرئ، وحمل الراية، وفتح حصن خيبر وسجل فيها أروع نماذج البطولة وقتل بطل الأبطال (مرحب).
أن يوصي الرسول صلى الله عليه وآله بمن يخلفه في أمته فذلك هو الأقرب إلى منطق العقل والشريعة. إذ كيف يعقل أن يترك الرسول صلى الله عليه وآله أمر الأمة للشورى في الوقت الذي لا يزال المجتمع فيه، غارقا في البداوة والجهل. فإذا لم يكن من الضروري - افتراضا أن يوصي بالخلافة في الحكم الدنيوي. فهل يعني هذا أنه ليس من من الضروري أن يوصي بمن يخلفه في مسؤولية (الدعوة والتوجيه) علما أن شعوبا أخرى - مات الرسول صلى الله عليه وآله وهي لم تفتح بعد، ولها مشاكل تختلف عن تلك التي واجهها عرب الجزيرة العربية في تعقدها وعمقها. وكانوا يحتاجون لفتوى من الشريعة. وهذا الفراغ الذي ظهر فيما بعد، كان سببه تغييب دور الأئمة عليهم السلام. ولذلك اضطرا المناوئون إلى خلق نمط من التفكير، لفهم الأحكام وتأصيلها. استلهموا روحه من الفكر الإغريقي، كما هو شأن (القياس) والمفهوم بالمخالفة، وما أشبه. وفي زمن الخلفاء، تبين هذا الفراغ وكان الإمام علي (ع) هو الوحيد بعد الرسول الله صلى الله عليه وآله الذي قال: (اسألوني قبل أن تفقدوني) والوحيد الذي لم يستفت الآخرين في القضايا التي تواجهه. ورجوع

(20) لقد كبر هذا الحديث على بعض النواصب من أمثال ابن تيمية. محاولا النيل منه لأن فيه فضيلة لعلي (ع) لا يشاركه فيها غيره. وابن تيمية يجهل المأزق الذي انوجد فيه الإسلام يوم الخندق. وكان على ابن تيمية أن يبحث في تبرير لأبي بكر وعمر. وعدم استجابتهما لدعوى المبارزة ودعوى الرسول صلى الله عليه وآله.. إنه اللهو بالحقائق وسوف يلقون غيا!.
(١٢٠)
التالي
الاولى ١
٤٠٨ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 5
2 الاهداء 8
3 المقدمة 9
4 لماذا الرجوع إلى التاريخ؟ 15
5 لماذا الحديث عن الشيعة والسنة 19
6 مدخل 24
7 ثم ماذا 27
8 الفصل الأول: كيف كان تصوري للتاريخ الاسلامي؟ 33
9 الخلافة الراشدة 36
10 الفصل الثاني: مرحلة التحول والانتقال 47
11 الفصل الثالث: وسقطت ورقة التوت! 59
12 كلمة البدء 60
13 الزرادشتية الإيرانية والتشيع 75
14 وأثرت السؤال 81
15 الفصل الرابع: من بؤس التاريخ إلى تاريخ البؤس! 86
16 رحلة جديدة مع التاريخ 87
17 سيرة الرسول: المنطلق والمسيرة! 88
18 السقيفة 110
19 الوفاة وملابساتها 111
20 عصر ما بعد السقيفة 132
21 عمر بن الخطاب مع الرعية 144
22 الخلافة وبعد وفاة عمر 164
23 عثمان أو الفتنة الكبرى 173
24 مقتل عثمان.. الأسباب والملابسات 195
25 بيعة الإمام علي (ع) 206
26 صفين: مأزق المآزق! 223
27 ما حدث به خلافة الحسن (ع) 246
28 الامام الحسن والواقع الصعب 252
29 قتل الحسن.. المؤامرة الكبرى 265
30 واشر أب الملك بنفسه 269
31 وملك يزيد 272
32 ملحمة كربلاء 274
33 لقد شيعني الحسين 289
34 الفصل الخامس: مفاهيم كشف عنها الغطاء 298
35 مفهوم الصحابي 299
36 نماذج وباقات 302
37 أبو بكر 304
38 عائشة بنت أبي بكر 310
39 ايديولوجيا المنطق السلفي 321
40 ليس كل الصحابة عدول 325
41 بعض الصحابة سيرتد، بالنص 327
42 مفهوم الإمامة 330
43 الفصل السادس: في عقائد الإمامية 352
44 البداء 369
45 وأخيرا 374