لقد شيعني الحسين (ع) - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ١١٠
السابق
صيغة الحكم. وفي خلق الممانعة الشرعية والمطامع النفسية والقبلية التي كانت سائدة يومها وليس من السهولة التغاضي، عما وقع حول الخلافة من خلاف وتضارب! (وما استل سيف في الإسلام، مثل ما استل على الإمامة) كما يؤكد المؤرخون (7).
إن الأخذ بشرعية الإمامة، كمسألة خاضعة لأمر الشارع، ستسقطنا في مأزق اتهام الكثير ممن حسبوا على الصحابة في تاريخ الإسلام. سيكون الخارج عنها يشكل الأغلبية. ولن يبقى إلا آل البيت وكبار الصحابة غير أننا لو سمعنا بشرعية الخلافة، كمسألة اختيارية خاضعة لاختيار. أهل الحل والعقد. أولا ككل، يلزم التقيد والالتزام بهذه الصيغة، لأنها تشكل في حد ذاتها (أمرا شرعيا) أي أن الخارج عن قرار السقيفة، سيكون مخالفا لتكليف شرعي. وهنا أيضا، سنسقط في نفس المأزق، هو مأزق اتهام الأغلبية الساحقة التي رفضت الشورى، وقيدت إليها بالعنف، ولن يبقى أمامنا من الملتزمين بالشرع إلا أبو بكر، وعمر، من الصحابة. وهذا مخالف للواقع. إذ أن التاريخ أحصى لهذين الرجلين مخالفات كثيرة لأمر النبي صلى الله عليه وآله، مما لا ينطبق على سيرة علي (ع) والصحابة الذين تعسكروا في بيته كسلمان الفارسي، وعمار، وأبي ذر، والمقداد.. وإذا كان علي (ع) والذين معه، لم يسجل عليهم التاريخ تلك المخالفات المفضوحة، فكيف يخالفون الرسول صلى الله عليه وآله بعد موته. وكيف لا يخالف الرسول صلى الله عليه وآله بعد موته أولئك الذين كفروا بالإمامة، إذا كانوا ممن تعود على مخالفة النبي صلى الله عليه وآله في حياته، بل ومجادلته بسوء الأدب. إننا سواء أخذنا (بالوصية) أو (الشورى) نضطر إلى اتهام قافلة ممن سموا بالصحابة، بمخالفة الشرع. فتأمل!.
إن هذه الأهمية التي تلابس (قضية الإمامة) كما تؤكد ذلك النتائج والوقائع التي أسفر عنها غياب الرسول: تبين مدى أهميتها في عهد الرسول صلى الله عليه وآله والقرآن الذي فيه تبيان لكل شئ. والرسالة الإسلامية بشكل عام. حيث فيها كل حلول المجتمع بما فيها سفاسف الأمور. فلا بد أن يكون فيها حل لقضية الخلافة

(7) الشهرستاني في الملل والنحل.
(١١٠)
التالي
الاولى ١
٤٠٨ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 5
2 الاهداء 8
3 المقدمة 9
4 لماذا الرجوع إلى التاريخ؟ 15
5 لماذا الحديث عن الشيعة والسنة 19
6 مدخل 24
7 ثم ماذا 27
8 الفصل الأول: كيف كان تصوري للتاريخ الاسلامي؟ 33
9 الخلافة الراشدة 36
10 الفصل الثاني: مرحلة التحول والانتقال 47
11 الفصل الثالث: وسقطت ورقة التوت! 59
12 كلمة البدء 60
13 الزرادشتية الإيرانية والتشيع 75
14 وأثرت السؤال 81
15 الفصل الرابع: من بؤس التاريخ إلى تاريخ البؤس! 86
16 رحلة جديدة مع التاريخ 87
17 سيرة الرسول: المنطلق والمسيرة! 88
18 السقيفة 110
19 الوفاة وملابساتها 111
20 عصر ما بعد السقيفة 132
21 عمر بن الخطاب مع الرعية 144
22 الخلافة وبعد وفاة عمر 164
23 عثمان أو الفتنة الكبرى 173
24 مقتل عثمان.. الأسباب والملابسات 195
25 بيعة الإمام علي (ع) 206
26 صفين: مأزق المآزق! 223
27 ما حدث به خلافة الحسن (ع) 246
28 الامام الحسن والواقع الصعب 252
29 قتل الحسن.. المؤامرة الكبرى 265
30 واشر أب الملك بنفسه 269
31 وملك يزيد 272
32 ملحمة كربلاء 274
33 لقد شيعني الحسين 289
34 الفصل الخامس: مفاهيم كشف عنها الغطاء 298
35 مفهوم الصحابي 299
36 نماذج وباقات 302
37 أبو بكر 304
38 عائشة بنت أبي بكر 310
39 ايديولوجيا المنطق السلفي 321
40 ليس كل الصحابة عدول 325
41 بعض الصحابة سيرتد، بالنص 327
42 مفهوم الإمامة 330
43 الفصل السادس: في عقائد الإمامية 352
44 البداء 369
45 وأخيرا 374