لقد شيعني الحسين (ع) - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ١٠٤
السابق
وبينما استولى الفرس على الشرق (1)، كان النفوذ الروماني في الشمال من الجزيرة العربية. وضمن هذا التمزق، بين إمبراطوريتين عظيمتين. كانت هنالك تشكيلة لاهوتية تتحرك في الداخل. وتؤسس لها كيانها الخاص في مجتمع الجزيرة، وتطمح إلى بناء مستقبلها البعيد، بنفس هادئ، ومخطط بعيد المدى، وكانت تلك هي المجموعة اليهودية التي انتشرت في ربوع الجزيرة العربية، وسيطرت على جزء من الاقتصاد فيها. مما خولها القدرة على السيطرة على القرار السياسي أحيانا.
وهذه الفئة بعكس النصارى (2) لم تكن لها جهة تسندها، ولا قوة تدعمها سوى الاعتماد على قدراتها الذاتية. وبالتالي استطاعت الفئة اليهودية كسب نفوذها في قلب الجزيرة، من خلال ممارستها لسلطتين؟.
الأولى: - سلطة لاهوتية، بحيث احتكر اليهود، وخصوصا في المدينة، الخطاب الديني - المغلق -.
ثانيا: - سلطة اقتصادية، من خلال السيطرة اليهودية على الانتاج الزراعي.
هاتان السلطتان منحتا فرصة لليهود، للسيطرة على جزء من المجتمع العربي، وأحيانا توجيهه، مستغلة بذلك وضع (التجزئة) العربية، والتفكك القبلي السائد. وكان من سلوكهم المزدوج، تجاه القضايا العربية يومها، ما تعرض له القرآن: (ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم، وتخرجون فريقا منكم من ديارهم تظهرون عليهم بالإثم والعدوان، وأن يأتوكم أسارى تفادوهم، وهو محرم عليكم إخراجهم. أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض) (البقرة آية 85) وملخص الحالة إن اليهود في المدينة كانوا ثلاث فرق هم: بنو قريضة، بنو

(1) عندما جاء الإسلام كان المنذر بن ساوى العبدي، واليا على منطقة البحرين في شرق الجزيرة من أبناء المنطقة، من قبل الفرس، وفي فترة قبل ذلك حكم الفرس اليمن، غير أنهم خرجوا منها بعد مجئ الأحباش المدعومين من الرومان. ثم ما لبثت المنطقة إن استقلت بعد ثورة (سيف بن ذي يزن)!.
(2) - كان ذراع النصارى في الجزيرة العربية، هم الرومان.
(١٠٤)
التالي
الاولى ١
٤٠٨ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 5
2 الاهداء 8
3 المقدمة 9
4 لماذا الرجوع إلى التاريخ؟ 15
5 لماذا الحديث عن الشيعة والسنة 19
6 مدخل 24
7 ثم ماذا 27
8 الفصل الأول: كيف كان تصوري للتاريخ الاسلامي؟ 33
9 الخلافة الراشدة 36
10 الفصل الثاني: مرحلة التحول والانتقال 47
11 الفصل الثالث: وسقطت ورقة التوت! 59
12 كلمة البدء 60
13 الزرادشتية الإيرانية والتشيع 75
14 وأثرت السؤال 81
15 الفصل الرابع: من بؤس التاريخ إلى تاريخ البؤس! 86
16 رحلة جديدة مع التاريخ 87
17 سيرة الرسول: المنطلق والمسيرة! 88
18 السقيفة 110
19 الوفاة وملابساتها 111
20 عصر ما بعد السقيفة 132
21 عمر بن الخطاب مع الرعية 144
22 الخلافة وبعد وفاة عمر 164
23 عثمان أو الفتنة الكبرى 173
24 مقتل عثمان.. الأسباب والملابسات 195
25 بيعة الإمام علي (ع) 206
26 صفين: مأزق المآزق! 223
27 ما حدث به خلافة الحسن (ع) 246
28 الامام الحسن والواقع الصعب 252
29 قتل الحسن.. المؤامرة الكبرى 265
30 واشر أب الملك بنفسه 269
31 وملك يزيد 272
32 ملحمة كربلاء 274
33 لقد شيعني الحسين 289
34 الفصل الخامس: مفاهيم كشف عنها الغطاء 298
35 مفهوم الصحابي 299
36 نماذج وباقات 302
37 أبو بكر 304
38 عائشة بنت أبي بكر 310
39 ايديولوجيا المنطق السلفي 321
40 ليس كل الصحابة عدول 325
41 بعض الصحابة سيرتد، بالنص 327
42 مفهوم الإمامة 330
43 الفصل السادس: في عقائد الإمامية 352
44 البداء 369
45 وأخيرا 374