على خطى الحسين (ع) - الدكتور أحمد راسم النفيس - الصفحة ٩٩
السابق
بعد فإنه لم يشاقق الله ورسوله من دعا إلى الله عز وجل وعمل صالحا وقال: إنني من المسلمين وقد دعوتني إلى الأمان والبر والصلة فخير الأمان أمان الله، ولن يؤمن الله، من لم يخف من الدنيا، فنسأل الله مخالفة في الدنيا توجب لنا أمانة يوم القيامة، فإن كنت نوبت بالكتاب صلتي ويري فجزيت خيرا في الدنيا والآخرة والسلام ".
عن أي أمان يتحدث هؤلاء المخادعون المنافقون، ألم يبعث يزيد القرود بالأمس إلى واليه على المدينة يخير الحسين بين البيعة والقتل، حتى اضطر عليه السلام إلى الخروج ليلا وهو يقرأ (فخرج منها خائفا يتقرب) (القصص / 21)، فأي أمان هذا؟ أهو تأجيل لتنفيذ القرار حتى تأتي الفرصة المناسبة وتتم العلمية بهدوء وسلامة؟ اغتيالا أو سما، كما أخبر به أخاه محمد بن الحنيفة " أخشى أن يقاتلني أجناد بني أمية في حرم مكة، فأكون كالذي يستباح دمه في حرم الله، يا أخي لو كنت في حجر هامة من هوام الأرض لاستخرجوني منه حتى يقتلوني ".
لقد كان خروج الحسين " من مكة " قرارا مدروسا قائما على معلومات موثوقة ومؤكدة عن النوايا الحقيقة لنبي أمية ولسوابقهم التي لم تكن قد أضحت يومها تاريخية في قتل خصومهم اغتيالا بالسم أو بغيره، ولذا كان قرار الخروج " من " مكة " إلى " أرض كربلاء لا إلى أي مكان آخر، لا إلى اليمين ولا إلى أي الأرض أخرى. ثم هو في لقائه مع الفرزدق يؤكد هذا المعنى. ولا يسعنا إلا تصديق ما جاء على لسان الحسين، فقد التقى الفرزدق الشاعر بقافلة الحسين فسلم عليه وقال
(٩٩)
التالي
الاولى ١
١٥٠ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تقديم 5
2 تمهيد: رؤيا النبي صلى الله عليه وآله وسلم ملوك السوء يرتقون منبره 7
3 1 - التحذير من أرباب السوء 7
4 2 - الدعوة إلى نصرة سبطه الحسين 7
5 3 - محاولة اغتيال فاشلة 8
6 تعيين جماعة المنافقين 10
7 الفصل الأول: أبناء الشجرة الملعونة رواد الفتنة في الإسلام 13
8 1 - خطاب رواد الفتنة، الخارجين على القيادة الشرعية 14
9 2 - خطاب قيادة الأمة الشرعية 22
10 3 - مفهوم الفتنة، والعجز عن الوقوف مع الحق 26
11 4 - التحكيم: خديعة الذين جعلوا القرآن عضين 28
12 أسباب قبول التحكيم 31
13 هدنة في صراع يمتد قرونا 37
14 الفصل الثاني: تحقق الرؤيا وقيام ملك " أرباب السوء " 42
15 1 - مسؤولية من أرادها أموية وكرهها إسلامية 43
16 2 - خطبة الافتتاح وشريعة ملوك السوء 43
17 3 - مواجهة التزييف، وإحياء قيم الإسلام 47
18 4 - محاولة تحويل " النهج الأموي " إلى قدر أبدي 49
19 5 - امتداد المالك: يزيد ولي عهد 50
20 الفصل الثالث: الثورة الحسينية: النهوض بمهمة حفظ الدين 56
21 1 - نهج الثورة الحسينية والقول الفصل 58
22 2 - التمهيد للثورة 60
23 3 - التصميم والتخليط 67
24 4 - ضرورات المرحلة ونماذج رجالاتها 81
25 5 - اكتمال عناصر التحرك 89
26 6 - الهجرة الثانية: من مكة إلى الكوفة 91
27 7 - في الطريق إلى كربلاء 97
28 8 - محاولات إخفاء الحقيقة: ابن كثير يناقض نفسه 100
29 الفصل الرابع: كربلاء، النهوض بالأمة المنكوبة 107
30 1 - الموقف الحسيني معيار وقدوة 108
31 2 - نماذج أناس باعوا آخرتهم بدنيا غيرهم 113
32 3 - إمامة الحق في مواجهة إمامة الباطل 116
33 4 - إقامة الحجة وبيان الحقيقة 118
34 5 - محاولة استنهاض الأمة الحر الرياحي نموذج المسلم المنيب 121
35 6 - الحلقة الجوهرية في مسلسل الصراع بين الحق والباطل 129
36 7 - معاني خروج حرائر آل البيت 130
37 8 - من يقيل عثرة الأمة المنكوبة؟ 142