على خطى الحسين (ع) - الدكتور أحمد راسم النفيس - الصفحة ٩٠
السابق
قائلا " لئن أقتل خارج مكة بشير أحب إلي من أن أقتل داخلها بشير، وإن أقتل خارجها بشيرين أحب إلي من أن أقتل خارجها بشير "، ولكنه لم يتورع عن تعريض الكعبة للدمار وجعلها مسرحا لسفك الدماء وصولا إلى ما أراد من هدف وهو السلطنة، ولما تحقق له بعض ما أراد، فعل الأعاجيب، فهم يحكون عنه صلاة وصياما وقياما ويحكمون عنه أيضا أنه قطع ذكر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في خطبة الجمعة أسابيع كثيرة، فاستعظم الناس ذلك فقال: " إني لا أرغب عن ذكره، ولكن له أهيل سوء إذا ذكرته أقعلوا أعناقهم فأنا أحب أن أكبتهم " (1).
فلما عاتبه بعض خاصة في هذا قال: " والله ما تركت ذلك علانية إلا وأنا أقوله سرا وأكثر منه، لكني رأيت بني هاشم إذا سمعوا ذكره اشرأبوا واحمرت ألوانهم وطالت رقابهم، والله ما كنت لآتي لهم سرورا وأنا أقدر عليه، والله لقد هممت أن أحظر لهم حظيرة ثم أضرمها عليهم نارا فإني لا أقتل منهم إلا آثما كفارا سحارا، والله لا أنماهم الله ولا بارك عليهم بيت سوء لا أول لهم ولا آخر، والله ما ترك نبي الله فيهم خيرا، استفرغ نبي الله صدقهم فهم أكذب الناس " (2).
ولسنا هنا بصدد استقصاء سيرة ابن الزبير ولا ردود ابن عباس عليه فيكفيه أنه نفى ابن عباس إلى الطائف، فكان يجلس لحديث أهل الطائف مترحما على السابقين، ويقول واصفا ابن الزبير: " ذهبوا فلم يدعوا أمثالهم ولا أشباههم، ولا من يدانيهم. ولكن بقي أقوام (1) المصدر نفسه 4 / 489.
(2) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 4 / 489.
(٩٠)
التالي
الاولى ١
١٥٠ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تقديم 5
2 تمهيد: رؤيا النبي صلى الله عليه وآله وسلم ملوك السوء يرتقون منبره 7
3 1 - التحذير من أرباب السوء 7
4 2 - الدعوة إلى نصرة سبطه الحسين 7
5 3 - محاولة اغتيال فاشلة 8
6 تعيين جماعة المنافقين 10
7 الفصل الأول: أبناء الشجرة الملعونة رواد الفتنة في الإسلام 13
8 1 - خطاب رواد الفتنة، الخارجين على القيادة الشرعية 14
9 2 - خطاب قيادة الأمة الشرعية 22
10 3 - مفهوم الفتنة، والعجز عن الوقوف مع الحق 26
11 4 - التحكيم: خديعة الذين جعلوا القرآن عضين 28
12 أسباب قبول التحكيم 31
13 هدنة في صراع يمتد قرونا 37
14 الفصل الثاني: تحقق الرؤيا وقيام ملك " أرباب السوء " 42
15 1 - مسؤولية من أرادها أموية وكرهها إسلامية 43
16 2 - خطبة الافتتاح وشريعة ملوك السوء 43
17 3 - مواجهة التزييف، وإحياء قيم الإسلام 47
18 4 - محاولة تحويل " النهج الأموي " إلى قدر أبدي 49
19 5 - امتداد المالك: يزيد ولي عهد 50
20 الفصل الثالث: الثورة الحسينية: النهوض بمهمة حفظ الدين 56
21 1 - نهج الثورة الحسينية والقول الفصل 58
22 2 - التمهيد للثورة 60
23 3 - التصميم والتخليط 67
24 4 - ضرورات المرحلة ونماذج رجالاتها 81
25 5 - اكتمال عناصر التحرك 89
26 6 - الهجرة الثانية: من مكة إلى الكوفة 91
27 7 - في الطريق إلى كربلاء 97
28 8 - محاولات إخفاء الحقيقة: ابن كثير يناقض نفسه 100
29 الفصل الرابع: كربلاء، النهوض بالأمة المنكوبة 107
30 1 - الموقف الحسيني معيار وقدوة 108
31 2 - نماذج أناس باعوا آخرتهم بدنيا غيرهم 113
32 3 - إمامة الحق في مواجهة إمامة الباطل 116
33 4 - إقامة الحجة وبيان الحقيقة 118
34 5 - محاولة استنهاض الأمة الحر الرياحي نموذج المسلم المنيب 121
35 6 - الحلقة الجوهرية في مسلسل الصراع بين الحق والباطل 129
36 7 - معاني خروج حرائر آل البيت 130
37 8 - من يقيل عثرة الأمة المنكوبة؟ 142