على خطى الحسين (ع) - الدكتور أحمد راسم النفيس - الصفحة ٨٧
السابق
عليه طريق الالتفات قائلا له: " يا أبا عبد الرحمن، أما علمت أن من هوان الدنيا على الله أن رأس يحيى بن زكريا أهدي إلى بغي من بغايا بني إسرائيل، أما تعلم أن بني إسرائيل كانوا يقتلون ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس سبعين نبيا ثم يجلسون في أسواقهم يبيعون ويشترون كأن لم يصنعوا شيئا، فلم يعجل الله عليهم بل أمهلهم وأخذهم بعد ذلك أخذ عزيز ذي انتقام، اتق الله يا أبا عبد الرحمن ولا تدع نصرتي " (1) كان أبو عبد الله عارفا بالرجل وبتوجهاته النفيسة التي حاول دائما أن يعطيها ثوب القداسة، وكان بنو أمية لا يقلون معرفة بالرجل وكانوا لا يخشونه، فقد بعث إليه الوليد قائلا: " بايع ليزيد. فقال: إذا بايع الناس بايعت. فقال رجل: ما يمنعك أن تبايع؟ إنما تريد أن يختلف الناس فيقتتلوا ويتفانوا فإذا جهدهم ذلك، قالوا: عليكم بعبد الله بن عمر لم يبق غيره بايعوه. قال عبد الله: ما أحب أن يقتتلوا ولا يختلفوا ولا يتفانوا، ولكن إذا بايع الناس ولم يبق غيري بايعت. قال: فتركوه وكانوا لا يتخوفونه " (2) لماذا كان بنو أمية لا يتخوفونه؟ ولماذا لم يبايع منذ اللحظة الأولى؟، كانوا لا يتخوفونه لأن الرجل كان وارثا لاسم ولم يكن وارثا لفاعلية، كانوا لا يتخوفونه لأنه كان كما وصفوه يريد أن يقتتل الناس ويتفانوا، فإذا جهدهم ذلك: قالوا عليكم بعبد الله بن عمر، تماما كما

(1) موسوعة كلمات الإمام الحسين ص 325.
(2) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، 4 / 480، دار الهدى الوطنية - بيروت.
(٨٧)
التالي
الاولى ١
١٥٠ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تقديم 5
2 تمهيد: رؤيا النبي صلى الله عليه وآله وسلم ملوك السوء يرتقون منبره 7
3 1 - التحذير من أرباب السوء 7
4 2 - الدعوة إلى نصرة سبطه الحسين 7
5 3 - محاولة اغتيال فاشلة 8
6 تعيين جماعة المنافقين 10
7 الفصل الأول: أبناء الشجرة الملعونة رواد الفتنة في الإسلام 13
8 1 - خطاب رواد الفتنة، الخارجين على القيادة الشرعية 14
9 2 - خطاب قيادة الأمة الشرعية 22
10 3 - مفهوم الفتنة، والعجز عن الوقوف مع الحق 26
11 4 - التحكيم: خديعة الذين جعلوا القرآن عضين 28
12 أسباب قبول التحكيم 31
13 هدنة في صراع يمتد قرونا 37
14 الفصل الثاني: تحقق الرؤيا وقيام ملك " أرباب السوء " 42
15 1 - مسؤولية من أرادها أموية وكرهها إسلامية 43
16 2 - خطبة الافتتاح وشريعة ملوك السوء 43
17 3 - مواجهة التزييف، وإحياء قيم الإسلام 47
18 4 - محاولة تحويل " النهج الأموي " إلى قدر أبدي 49
19 5 - امتداد المالك: يزيد ولي عهد 50
20 الفصل الثالث: الثورة الحسينية: النهوض بمهمة حفظ الدين 56
21 1 - نهج الثورة الحسينية والقول الفصل 58
22 2 - التمهيد للثورة 60
23 3 - التصميم والتخليط 67
24 4 - ضرورات المرحلة ونماذج رجالاتها 81
25 5 - اكتمال عناصر التحرك 89
26 6 - الهجرة الثانية: من مكة إلى الكوفة 91
27 7 - في الطريق إلى كربلاء 97
28 8 - محاولات إخفاء الحقيقة: ابن كثير يناقض نفسه 100
29 الفصل الرابع: كربلاء، النهوض بالأمة المنكوبة 107
30 1 - الموقف الحسيني معيار وقدوة 108
31 2 - نماذج أناس باعوا آخرتهم بدنيا غيرهم 113
32 3 - إمامة الحق في مواجهة إمامة الباطل 116
33 4 - إقامة الحجة وبيان الحقيقة 118
34 5 - محاولة استنهاض الأمة الحر الرياحي نموذج المسلم المنيب 121
35 6 - الحلقة الجوهرية في مسلسل الصراع بين الحق والباطل 129
36 7 - معاني خروج حرائر آل البيت 130
37 8 - من يقيل عثرة الأمة المنكوبة؟ 142