على خطى الحسين (ع) - الدكتور أحمد راسم النفيس - الصفحة ٧٨
السابق
هؤلاء الجبابرة وأعوانهم الذي كان يفترض فيهم إقامة العدل، فها هم ينطلقون في خدمة شهواتهم وحقدهم على الإسلام وأهله فيصف حالهم: " في كل بلد منهم على منبره خطيب فيصقع، فالأرض لهم شاغرة وأيديهم فيها مبسوطة والناس لهم خول - أي خدم - لا يدفعون يد لامس، فمن بين جبار عنيد وذي سطوة على الضعيف شديد مطاع لا يعرف المبدي المعيد ".
هذا هو حال المسلمين، كما وصفه أبو عبد الله، ولا بد من أن يستعيد الذهن ما فعله زياد وابن زياد وسمرة بن جندب من قتلهم للمسلمين وسفكهم للدماء، هذه هي الصورة الحقيقة للدولة الأموية التي وجدت وما زالت تجد من يدافع عنها ويدعو الناس للخنوع والخضوع باسم الدين، والدين براء من هؤلاء وهؤلاء.
إن هذه الخطب الثلاث ترسم معالم التصور الإسلامي لنظام الحكم، هذا التصور الذي افتتح معسكر النفاق جهدهم بالهجوم عليه، عالمين بأن انتفاضة يسهل عليهم كل عسير، والحسين عليه السلام يعيد التأكيد على معالمه الرئيسية خاصة بعدما جرب الناس حكومة بني أمية ورأوا جرأتهم على سفك الدماء واستئثارهم بالأموال، إنها حكومة الظلمة التي أمرنا الله تبارك وتعالى بأن نجاهد حتى ننهي وجودها سواء رفعت شعارات الكفر أم ادعت الإسلام فقال عز من قائل: (وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله) (الأنفال / 39)، فكيف يكون الدين كله لله إذا كان الناس مجبرون على الخضوع للظلم وإلا قتلوا أو جاعوا؟!، كيف يكون الدين كله لله، والحاكم الجائر يمتلك إزهاق
(٧٨)
التالي
الاولى ١
١٥٠ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تقديم 5
2 تمهيد: رؤيا النبي صلى الله عليه وآله وسلم ملوك السوء يرتقون منبره 7
3 1 - التحذير من أرباب السوء 7
4 2 - الدعوة إلى نصرة سبطه الحسين 7
5 3 - محاولة اغتيال فاشلة 8
6 تعيين جماعة المنافقين 10
7 الفصل الأول: أبناء الشجرة الملعونة رواد الفتنة في الإسلام 13
8 1 - خطاب رواد الفتنة، الخارجين على القيادة الشرعية 14
9 2 - خطاب قيادة الأمة الشرعية 22
10 3 - مفهوم الفتنة، والعجز عن الوقوف مع الحق 26
11 4 - التحكيم: خديعة الذين جعلوا القرآن عضين 28
12 أسباب قبول التحكيم 31
13 هدنة في صراع يمتد قرونا 37
14 الفصل الثاني: تحقق الرؤيا وقيام ملك " أرباب السوء " 42
15 1 - مسؤولية من أرادها أموية وكرهها إسلامية 43
16 2 - خطبة الافتتاح وشريعة ملوك السوء 43
17 3 - مواجهة التزييف، وإحياء قيم الإسلام 47
18 4 - محاولة تحويل " النهج الأموي " إلى قدر أبدي 49
19 5 - امتداد المالك: يزيد ولي عهد 50
20 الفصل الثالث: الثورة الحسينية: النهوض بمهمة حفظ الدين 56
21 1 - نهج الثورة الحسينية والقول الفصل 58
22 2 - التمهيد للثورة 60
23 3 - التصميم والتخليط 67
24 4 - ضرورات المرحلة ونماذج رجالاتها 81
25 5 - اكتمال عناصر التحرك 89
26 6 - الهجرة الثانية: من مكة إلى الكوفة 91
27 7 - في الطريق إلى كربلاء 97
28 8 - محاولات إخفاء الحقيقة: ابن كثير يناقض نفسه 100
29 الفصل الرابع: كربلاء، النهوض بالأمة المنكوبة 107
30 1 - الموقف الحسيني معيار وقدوة 108
31 2 - نماذج أناس باعوا آخرتهم بدنيا غيرهم 113
32 3 - إمامة الحق في مواجهة إمامة الباطل 116
33 4 - إقامة الحجة وبيان الحقيقة 118
34 5 - محاولة استنهاض الأمة الحر الرياحي نموذج المسلم المنيب 121
35 6 - الحلقة الجوهرية في مسلسل الصراع بين الحق والباطل 129
36 7 - معاني خروج حرائر آل البيت 130
37 8 - من يقيل عثرة الأمة المنكوبة؟ 142