على خطى الحسين (ع) - الدكتور أحمد راسم النفيس - الصفحة ١٨
السابق
القائل: " أنا أبو عبد الله، قتلته وأنا بوادي السباع "، وهو المقر بأن انضمامه لابن آكلة الأكباد إنما هو من أجل الدنيا ".
أما معاوية، صاحب القميص الذي صار مضربا للمثل على الادعاءات الكاذبة، فنورد فقرة من خطبته التي استهل بها عهده المشؤوم. ري أبو الفرج الأصفهاني في مقاتل الطالبيين: " لما انتهى الأمر لمعاوية، وسار حتى نزل النخيلة وجمع الناس بها فخطبهم قبل أن يدخل الكوفة خطبة طويلة ". وأورد بعض مقاطعها ومنها:
" ما اختلفت أمة بعد نبيها إلا ظهر أهل باطلها على أهل حقها.
فندم فقال: إلا هذه الأمة فإنها وإنها... " " ألا إن كل شئ أعطيته الحسن بن علي تحت قدمي هاتين لا أفي به ".
" إني والله ما قاتلتكم لتصلوا، ولا لتصوموا، ولا لتحجوا، ولا لتزكوا، إنكم لتفعلون ذلك. وإنما قاتلتكم لأتأمر عليكم، وقد أعطاني الله ذلك وأنتم كارهون " (1).
هل كان ابن آكلة الأكباد ووزيره الأول عمرو بن العاص يطالبان بدم عثمان أو السلطة كانت هدفا لهما؟ وهل يبقى شك، بعد قراءتنا خطاب كل منهما في طبيعة الادعاءات المرفوعة من قبل الفئة الباغية والصورة الحقيقية لحركة الردة التي ما كان لها أن تحقق هدفها لولا تخاذل بعض المسلمين ووهن بعضهم الآخر.

(١) مقاتل الطالبيين، ص 76 - 77، مؤسسة الأعلمي، بيروت، 1408 ه‍ 1987 م.
(١٨)
التالي
الاولى ١
١٥٠ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تقديم 5
2 تمهيد: رؤيا النبي صلى الله عليه وآله وسلم ملوك السوء يرتقون منبره 7
3 1 - التحذير من أرباب السوء 7
4 2 - الدعوة إلى نصرة سبطه الحسين 7
5 3 - محاولة اغتيال فاشلة 8
6 تعيين جماعة المنافقين 10
7 الفصل الأول: أبناء الشجرة الملعونة رواد الفتنة في الإسلام 13
8 1 - خطاب رواد الفتنة، الخارجين على القيادة الشرعية 14
9 2 - خطاب قيادة الأمة الشرعية 22
10 3 - مفهوم الفتنة، والعجز عن الوقوف مع الحق 26
11 4 - التحكيم: خديعة الذين جعلوا القرآن عضين 28
12 أسباب قبول التحكيم 31
13 هدنة في صراع يمتد قرونا 37
14 الفصل الثاني: تحقق الرؤيا وقيام ملك " أرباب السوء " 42
15 1 - مسؤولية من أرادها أموية وكرهها إسلامية 43
16 2 - خطبة الافتتاح وشريعة ملوك السوء 43
17 3 - مواجهة التزييف، وإحياء قيم الإسلام 47
18 4 - محاولة تحويل " النهج الأموي " إلى قدر أبدي 49
19 5 - امتداد المالك: يزيد ولي عهد 50
20 الفصل الثالث: الثورة الحسينية: النهوض بمهمة حفظ الدين 56
21 1 - نهج الثورة الحسينية والقول الفصل 58
22 2 - التمهيد للثورة 60
23 3 - التصميم والتخليط 67
24 4 - ضرورات المرحلة ونماذج رجالاتها 81
25 5 - اكتمال عناصر التحرك 89
26 6 - الهجرة الثانية: من مكة إلى الكوفة 91
27 7 - في الطريق إلى كربلاء 97
28 8 - محاولات إخفاء الحقيقة: ابن كثير يناقض نفسه 100
29 الفصل الرابع: كربلاء، النهوض بالأمة المنكوبة 107
30 1 - الموقف الحسيني معيار وقدوة 108
31 2 - نماذج أناس باعوا آخرتهم بدنيا غيرهم 113
32 3 - إمامة الحق في مواجهة إمامة الباطل 116
33 4 - إقامة الحجة وبيان الحقيقة 118
34 5 - محاولة استنهاض الأمة الحر الرياحي نموذج المسلم المنيب 121
35 6 - الحلقة الجوهرية في مسلسل الصراع بين الحق والباطل 129
36 7 - معاني خروج حرائر آل البيت 130
37 8 - من يقيل عثرة الأمة المنكوبة؟ 142