دعوة إلى سبيل المؤمنين - طارق زين العابدين - الصفحة ٢٦٣
السابق
واحد لأخذ معاني ومفاهيم القرآن، ولكسب طريقة العيش على أساسه.. هو أحجى وأبلغ في تحقيق التعاضد والوحدة والتماسك، بل هو الطريق الأوحد، للهداية إلى التي هي أقوم. وما دام الاختلاف والنزاع قد منعا بين الذين آمنوا، فأسبابهما وعللهما التي تؤدي إليهما أيضا ممنوعة بلا ريب. واحد هذه الأسباب التي تؤدي إلى الاختلاف هو الأخذ من القرآن حسبما يرى كل فرد على حدة، وكيفما شاء له فهمه الشخصي المتأثر بشتى العوامل ومختلف التأثيرات.
إذا، فلا بد من شخص يتفق عليه الناس في أخذهم من القرآن عبره، وتتوحد في أمره ونهيه آراء الناس فيما يتعلق بأمور الدين، بل بأساسيات الحياة الأخرى.
وها هو الثقل الثاني، وها هم أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله.. إذا، فهم الخلفاء بعد النبي صلى الله عليه وآله لأخذ معاني ومفاهيم وأوامر ونواهي القرآن منهم، لأنه على هذا يكون اتباعهم والاقتداء بهم في الواقع اتباعا لكتاب الله واقتداء بالثقل الأول، إذ هما لا يفترقان أبدا.
إذا، فالخليفة الإجرائي والعملي واحد، وأما القرآن فهو الدستور والقانون الذي يستنطقه الخليفة في إدارة شؤون الناس على أساسه ويستنبط منه بما آتاه الله من علم اليقين.
ولهذا أعلن النبي صلى الله عليه وآله في كثير من المواطن، بل طيلة مدة حياته منذ بدء الرسالة إلى يوم وفاته، خلافتهم وخلافة القرآن فيهم، إذ هما نفس واحدة بصورة لا تقبل الانفصال، ليكونا خليفتين في الواقع الخارجي بين الناس، فالخليفة الذي تركه وخلفه الرسول صلى الله عليه وآله من بعده للناس ليعتصموا به ولا يتفرقوا هو العترة النبوية ذات الخلق القرآني، بل العترة التي هي القرآن يمشي على نسق النبي الأكرم. وإذا فصل القرآن عن ذات العترة تصورا وذهنا فهما شخص واحد في الحقيقة والواقع الخارجي، وهما شئ واحد بالذات لا غير.
لقد أعلن النبي صلى الله عليه وآله ذلك في كثير من المواطن، مؤكدا خلافتهم وخلافة القرآن في خلافتهم، فأعلن ذلك مرة بصراحة في حجة الوداع بغدير خم، ومرة في حجرته والناس حوله في لحظة مرضه الذي مات فيه (1)، فقال للناس خاتما حياته بإعلانه خلافة العترة،

1 - الصواعق المحرقة ص 89 - الباب الحادي عشر.
(٢٦٣)
التالي
الاولى ١
٢٧٥ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 6
2 الانسان بين الواجب الدنيوي والمصير الأخروي 10
3 وجوب التحقيق في أمر العقيدة 13
4 متطلبات التحقيق في أمر العقيدة 16
5 الأسباب الموجبة للتحقيق في أمر أمر العقيدة 19
6 أولا: الفتن والاختلافات الحادة 19
7 ثانيا: تعدد الفرق الاسلامية 20
8 ثالثا: بعد المسافة الزمنية بين زماننا وزمان النبي صلى الله عليه وآله 20
9 رابعا: حصار أهل البيت وتكميم أفواههم 21
10 اختلاف المسلمين حول ولي الامر بعد النبي صلى الله عليه وسلم 25
11 الفصل الأول: عدالة الصحابة مقدمة في عدالة الصحابة 29
12 تعريف الصحابي 30
13 تعريف العدالة 31
14 الباب الأول: حديث اقتداء بالصحابة 35
15 شرب الخمر 37
16 الفرار من الزحف وشماتة البعض 38
17 كتمان الشهادة! شهادة الزور 40
18 سب الإمام علي عليه السلام 41
19 اختفاء المنافقين بين الصحابة 44
20 الباب الثاني: حديث عليكم بسنتي وسنة الخلفاء 50
21 إشكالات على الحديث 51
22 اختلاف علي عليه عليه السلام وعثمان رضي الله عنه 54
23 إخبار النبي صلى الله عليه وآله لأبي بكر بالاحداث 55
24 محدثات أبي حفص 57
25 مخالفة الصحابة للخلفاء الأربعة 60
26 مخالفة سعد بن عبادة لأبي بكر وعمر 61
27 خلاف بعض الصحابة للخليفة الرابع 62
28 مخالفة عائشة لعثمان وعلي رضي الله عنهم 64
29 (الفصل الثاني: حديث اقتداء بأبي بكر وعمر) الباب الأول: الاقتداء بأبي بكر وعمر 67
30 من هي الزهراء؟ 69
31 ماذا كان بينها وبين أبي بكر وعمر؟ 74
32 الباب الثاني: مواقف عمر من أقوال وأفعال النبي صلى الله عليه وآله 89
33 عمر وصلح الحديبية 91
34 عمر وصلاة النبي على ابن أبي المنافق 103
35 ضرب عمر لمبعوث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم 107
36 عمر ورزية يوم الخميس 109
37 تزييف الاعتذار من نواح أخر 114
38 (الفصل الثالث: خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه) الباب الأول: استخلاف النبي صلى الله عليه وآله لأبي بكر في الصلاة 123
39 الحديث المروي في صلاة أبي بكر 124
40 بحث السند 125
41 حديث أبي موسى الأشعري 125
42 حديث عبد الله بن عمر 127
43 حديث عبد الله بن زمعة 129
44 حديث عبد الله بن عباس 130
45 حديث عبد الله بن مسعود 131
46 حديث بريدة الأسلمي 132
47 حديث سالم بن عبيد 132
48 حديث أنس بن مالك 134
49 حديث عائشة 135
50 حديث عائشة عن الأسود 136
51 حديث عائشة عن مسروق بن الأجدع 139
52 هل صلى أبو بكر بالناس؟! 142
53 الباب الثاني: إجماع الصحابة على أبي بكر الصديق رضي الله عنه 145
54 دلالة الحديث على صلاة أبي بكر 152
55 الباب الثالث: الشورى 171
56 السقيفة والشورى المزعومة 173
57 ترك الامر للناس والشورى 177
58 (الفصل الرابع: أولو الامر هم أهل البيت عليهم السلام) الاستخلاف واجب على النبي صلى الله عليه وآله 182
59 من هم أولو الامر 187
60 نظر الإمام الرازي 189
61 نظر ابن جرير الطبري 198
62 أولو الامر هم أهل البيت عليهم السلام 204
63 ما هي العصمة؟ 210
64 أهل بيت النبي معصومون 212
65 دلالة آية التطهير على العترة من خلال العصمة 212
66 دلالة حديث الثقلين على عصمة العترة 216
67 دلالة " حديث السفينة " على عصمة العترة 223
68 خلاصة البحث 228
69 من هم أهل البيت؟ 229
70 (الفصل الخامس: الخليفة بعد النبي صلى الله عليه وآله علي عليه السلام) خلافة علي عليه السلام في آية الولاية 238
71 علي عليه السلام ولي كل مؤمن بعد النبي صلى الله عليه وآله 243
72 خلافة علي عليه السلام في حديث الدار والانذار 248
73 خلافة علي عليه السلام في حديث الثقلين 251
74 عمر بن الخطاب يقول الحق!! 254