دعوة إلى سبيل المؤمنين - طارق زين العابدين - الصفحة ١٠٠
السابق
يتحقق ولم يقع كما قال لهم النبي صلى الله عليه وآله - وهو الطواف بالبيت -! ولهذا أوقف النبي الكريم صاحب الخلق العظيم موقف المسألة والمحاسبة!!
ولما رد عليه نبي الرحمة بكلامه المقنع بقوله: " أفأخبرتك أنا نأتيه العام؟ " أجاب عمر بالنفي، ولكن لم يرض عمر، لأن ما تعلق بنفسه من ظن كان أقوى، فلم تشفع تلك الحجة القوية للنبي عند عمر! وربما كان إلهام عمر في ذلك الوقت أقوى، من الوحي، فكان يرى أشياء لم يرها النبي صلى الله عليه وآله أو يعلم ما لم يكن يعلم به النبي صلى الله عليه وآله!!.. فصوب نحو أبي بكر مؤكدا قوة ما تعلق به من ظن سئ، وإلا كان يكفيه ما قاله النبي صلى الله عليه وآله.
والحقيقة التي يعلمها كل مؤمن هي أنه ليس لعمر ولا لأي أحد من أفراد البشر وحتى من غبر من الأنبياء... ليس لهم إلا طاعة المصطفى والنبي الأكمل صلى الله عليه وآله. ولكن هذه الطاعة لا ترجى إلا ممن يأنس في نبي الإسلام الكريم عصمة لا ينفذ من خلالها الخطأ إليه..
وأما من كان بخلاف ذلك، فلا ينتظر منه طاعة. ولقد كان عمر من هذا القبيل: لم يكن يأنس في النبي صلى الله عليه وآله تلك العصمة، وإلا فلماذا المناقشة؟! ولماذا المحاسبة؟! فهل كان يناقشه ويعارضه رغم علمه بعصمته؟ ولكن هذا أسوأ، ومعرفة عصمة النبي لا تحتاج إلى كبير عناء، وقد كان يكفي عمر أن يردد قوله تعالى: (ما آتاكم الرسول فخذوه ونهاكم عنه فانتهوا) ليجد فيه العصمة بأجلى معانيها، إذ أن هذه الآية مطلقة عامة لا تختص بأمور الدين والوحي وحده، ولا هي مختصة بأمور الدنيا والمعاش فقط..
وأما صلح الحديبية فكان من صميم مسائل الدين، لو أدرك ذلك عمر.
ومن كلام ابن الخطاب العجيب أثناء محاسبته النبي صلى الله عليه وآله! قوله: " فلم نعطي الدنية في ديننا؟! ". ومفاد هذا أن الدنية في الدين - حسب فهمه - يفهمها هو دون النبي صلى الله عليه وآله، ويرفضها هو ولا يرضى بها! ولا يرفضها رسول الله ويرضى بها!! فاعجب ما شاء لك أن تعجب!
على أن قول النبي صلى الله عليه وآله " إني رسول الله، ولست أعصيه، وهو ناصري " كان - والله - كافيا لأن يثوب عمر إلى حظيرة اليقين والطمأنينة إلى عصمة النبي صلى الله عليه وآله، ولما فعله النبي
(١٠٠)
التالي
الاولى ١
٢٧٥ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 6
2 الانسان بين الواجب الدنيوي والمصير الأخروي 10
3 وجوب التحقيق في أمر العقيدة 13
4 متطلبات التحقيق في أمر العقيدة 16
5 الأسباب الموجبة للتحقيق في أمر أمر العقيدة 19
6 أولا: الفتن والاختلافات الحادة 19
7 ثانيا: تعدد الفرق الاسلامية 20
8 ثالثا: بعد المسافة الزمنية بين زماننا وزمان النبي صلى الله عليه وآله 20
9 رابعا: حصار أهل البيت وتكميم أفواههم 21
10 اختلاف المسلمين حول ولي الامر بعد النبي صلى الله عليه وسلم 25
11 الفصل الأول: عدالة الصحابة مقدمة في عدالة الصحابة 29
12 تعريف الصحابي 30
13 تعريف العدالة 31
14 الباب الأول: حديث اقتداء بالصحابة 35
15 شرب الخمر 37
16 الفرار من الزحف وشماتة البعض 38
17 كتمان الشهادة! شهادة الزور 40
18 سب الإمام علي عليه السلام 41
19 اختفاء المنافقين بين الصحابة 44
20 الباب الثاني: حديث عليكم بسنتي وسنة الخلفاء 50
21 إشكالات على الحديث 51
22 اختلاف علي عليه عليه السلام وعثمان رضي الله عنه 54
23 إخبار النبي صلى الله عليه وآله لأبي بكر بالاحداث 55
24 محدثات أبي حفص 57
25 مخالفة الصحابة للخلفاء الأربعة 60
26 مخالفة سعد بن عبادة لأبي بكر وعمر 61
27 خلاف بعض الصحابة للخليفة الرابع 62
28 مخالفة عائشة لعثمان وعلي رضي الله عنهم 64
29 (الفصل الثاني: حديث اقتداء بأبي بكر وعمر) الباب الأول: الاقتداء بأبي بكر وعمر 67
30 من هي الزهراء؟ 69
31 ماذا كان بينها وبين أبي بكر وعمر؟ 74
32 الباب الثاني: مواقف عمر من أقوال وأفعال النبي صلى الله عليه وآله 89
33 عمر وصلح الحديبية 91
34 عمر وصلاة النبي على ابن أبي المنافق 103
35 ضرب عمر لمبعوث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم 107
36 عمر ورزية يوم الخميس 109
37 تزييف الاعتذار من نواح أخر 114
38 (الفصل الثالث: خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه) الباب الأول: استخلاف النبي صلى الله عليه وآله لأبي بكر في الصلاة 123
39 الحديث المروي في صلاة أبي بكر 124
40 بحث السند 125
41 حديث أبي موسى الأشعري 125
42 حديث عبد الله بن عمر 127
43 حديث عبد الله بن زمعة 129
44 حديث عبد الله بن عباس 130
45 حديث عبد الله بن مسعود 131
46 حديث بريدة الأسلمي 132
47 حديث سالم بن عبيد 132
48 حديث أنس بن مالك 134
49 حديث عائشة 135
50 حديث عائشة عن الأسود 136
51 حديث عائشة عن مسروق بن الأجدع 139
52 هل صلى أبو بكر بالناس؟! 142
53 الباب الثاني: إجماع الصحابة على أبي بكر الصديق رضي الله عنه 145
54 دلالة الحديث على صلاة أبي بكر 152
55 الباب الثالث: الشورى 171
56 السقيفة والشورى المزعومة 173
57 ترك الامر للناس والشورى 177
58 (الفصل الرابع: أولو الامر هم أهل البيت عليهم السلام) الاستخلاف واجب على النبي صلى الله عليه وآله 182
59 من هم أولو الامر 187
60 نظر الإمام الرازي 189
61 نظر ابن جرير الطبري 198
62 أولو الامر هم أهل البيت عليهم السلام 204
63 ما هي العصمة؟ 210
64 أهل بيت النبي معصومون 212
65 دلالة آية التطهير على العترة من خلال العصمة 212
66 دلالة حديث الثقلين على عصمة العترة 216
67 دلالة " حديث السفينة " على عصمة العترة 223
68 خلاصة البحث 228
69 من هم أهل البيت؟ 229
70 (الفصل الخامس: الخليفة بعد النبي صلى الله عليه وآله علي عليه السلام) خلافة علي عليه السلام في آية الولاية 238
71 علي عليه السلام ولي كل مؤمن بعد النبي صلى الله عليه وآله 243
72 خلافة علي عليه السلام في حديث الدار والانذار 248
73 خلافة علي عليه السلام في حديث الثقلين 251
74 عمر بن الخطاب يقول الحق!! 254