ثم اهتديت - الدكتور محمد التيجاني - الصفحة ١٨٧
السابق
أموال حتى ودى لهم ميلغة الكلب وقام رسول الله صلى الله عليه وآله فاستقبل القبلة قائما شاهرا يديه إلى السماء حتى إنه ليرى ما تحت منكبيه، يقول: اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد بن الوليد ثلاث مرات (1).
فهل لنا أن نسأل أين هي عدالة الصحابة المزعومة التي يدعونها، وإذا كان خالد بن الوليد وهو عندنا من عظمائنا حتى لقبناه بسيف الله أفكان ربنا يسل سيفه ويسلطه على المسلمين والأبرياء وعلى المحارم فيهتكها، ففي ذلك تناقض لأن الله ينهى عن قتل النفس وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي ولكنه - أي خالد - في نفس الوقت يسل سيف البغي ليفتك بالمسلمين ويهدر دماءهم وأموالهم ويسبي نساءهم وذراريهم، إن هذا زور من القول وبهتان مبين، سبحانك ربنا وبحمدك تباركت وتعاليت عن ذلك علوا كبيرا، سبحانك ما خلقت السماوات والأرض وما بينهما باطلا، ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار.
كيف جاز لأبي بكر وهو خليفة المسلمين أن يسمع بتلكم الجرائم الموبقة ويسكت عنها بل ويدعو عمر بن الخطاب بأن يكف لسانه عن خالد، ويغضب على أبي قتادة لإنكاره فعل خالد، أكان مقتنعا حقا بأن خالدا تأول فأخطأ، فأي حجة بعد هذا على المجرمين والفاسقين في هتكهم الحرمات وادعائهم التأويل.
أما أنا فلا أعتقد بأن أبا بكر كان متأولا في أمر خالد الذي سماه عمر بن الخطاب ب‍ (عدو الله) وكان من رأيه أن يقتل خالد لأنه قتل امرءا مسلما ويرجمه بالحجارة لأنه زنى بزوجة مالك (ليلى) ولم يقع شئ من ذلك للقاتل الجاني بل خرج منها منتصرا على عمر بن الخطاب لأن أبا بكر وقف إلى جانبه وهو يعلم حقيقة خالد أكثر من أي أحد، فقد سجل المؤرخون أنه بعثه بعد تلك الواقعة المشينة إلى اليمامة التي خرج منها منتصرا وتزوج في أعقابها بنتا كما فعل مع ليلى ولما تجف دماء المسلمين بعد ولا دماء أتباع مسيلمة، وقد عنفه أبو بكر على فعلته هذه بأشد مما عنفه على فعلته مع ليلى (2)، ولا شك أن هذه البنت هي الأخرى ذات

(١) سيرة ابن هشام ج ٤ ص ٥٣ طبقات ابن سعد، أسد الغابة ج ٣ ص ١٠٢.
(2) الأستاذ هيكل في كتابه (الصديق أبو بكر) ص 151 وما بعدها.
(١٨٧)
التالي
الاولى ١
٢١٩ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الإهداء 4
2 ديباجة 5
3 لمحة وجيزة من حياتي 7
4 الحج إلى بيت الله الحرام 10
5 الرحلة الموفقة 18
6 في مصر 19
7 لقاء في الباخرة 22
8 زيارة العراق لأول مرة 27
9 عبد القادر الجيلاني وموسى الكاظم 29
10 الشك والتساؤل 36
11 السفر إلى النجف 41
12 لقاء العلماء 44
13 لقاء مع السيد محمد باقر الصدر 51
14 الشك والحيرة 60
15 السفر إلى الحجاز 66
16 بداية البحث 67
17 بداية الدراسة المعمقة - الصحابة عند السنة والشيعة 78
18 1 - الصحابة في صلح الحديبية 82
19 2 - الصحابة ورزية يوم الخميس 84
20 3 - الصحابة في سرية أسامة 89
21 أولا - رأي القرآن في الصحابة 100
22 1 - آية محمد رسول الله 101
23 2 - آية الانقلاب 102
24 3 - آية الجهاد 104
25 4 - آية الخشوع 106
26 ثانيا - رأي الرسول في الصحابة 107
27 1 - حديث الحوض 107
28 2 - حديث اتباع اليهود والنصارى 108
29 3 - حديث البطانتين 111
30 4 - حديث التنافس على الدنيا 112
31 ثالثا - رأي الصحابة بعضهم في بعض 114
32 1 - شهادتهم على أنفسهم يتغير سنة النبي 114
33 2 - الصحابة غيروا حتى في الصلاة 117
34 3 - الصحابة يشهدون على أنفسهم 119
35 4 - شهادة الشيخين على نفسيهما 121
36 بداية التحول 133
37 محاورة مع عالم 135
38 أسباب الاستبصار 146
39 1 - النص على الخلافة 146
40 2 - خلاف فاطمة مع أبي بكر 149
41 3 - علي أولى بالاتباع 152
42 4 - الأحاديث الواردة في علي توجب اتباعه 157
43 الأحاديث الصحيحة التي توجب اتباع أهل البيت 163
44 1 - حديث الثقلين 163
45 2 - حديث السفينة 173
46 3 - حديث من سره أن يحيا حياتي 175
47 مصيبتنا في الاجتهاد مقابل النصوص 181
48 من الذي أطلق مصطلح أهل السنة والجماعة؟ 187
49 دعوة أصدقاء للبحث 189
50 هدى الحق 194