ثم اهتديت - الدكتور محمد التيجاني - الصفحة ١٨٥
السابق
الله، ففي الإسلام لا تنكح المرأة المتوفى زوجها إلا بعد العدة التي حددها الله في كتابه العزيز، ولكن خالدا اتخذ إلهه هواه فتردى وأي قيمة للعدة عنده بعد أن قتل زوجها صبرا وظلما وقتل قومه أيضا وهم مسلمون بشهادة عبد الله بن عمر وأبي قتادة الذي غضب غضبا شديدا مما فعله خالد وانصرف راجعا إلى المدينة وأقسم أن لا يكون أبدا في لواء عليه خالد بن الوليد (1).
وحسبنا في هذه القضية المشهورة أن ننقل اعتراف الأستاذ هيكل في كتابه (الصديق أبو بكر) إذ قال تحت عنوان (رأي عمر وحجته في الأمر).
(أما عمر، وكان مثال العدل الصارم، فكان يرى أن خالدا عدا على امرئ مسلم ونزا على امرأته قبل انقضاء عدتها فلا يصح بقاؤه في قيادة الجيش حتى لا يعود لمثلها فيفسد أمر المسلمين، ويسئ إلى مكانتهم بين العرب قال:
ولا يصح أن يترك بغير عقاب على ما أتم مع ليلى.
ولو صح أنه تأول فأخطأ في أمر مالك، وهذا ما لا يجيزه عمر، وحسبه ما صنع مع زوجته ليقام عليه الحد، فليس ينهض عذرا له إنه سيف الله، وإنه القائد الذي يسير النصر في ركابه فلو أن مثل هذا العذر يقل لأبيحت لخالد وأمثاله المحارم، ولكان أسوأ مثل يضرب للمسلمين في احترام كتاب الله، لذلك لم يفتأ عمر يعيد على أبي بكر، ويلح عليه، حتى استدعى خالدا وعنفه..) (2).
وهل لنا أن نسأل الأستاذ هيكل وأمثاله من علمائنا الذين يراوغون حفاظا على كرامة الصحابة، هل لنا أن نسألهم، لماذا لم يقم أبو بكر الحد على خالد؟
وإذا كان عمر كما يقول هيكل مثال العدل الصارم فلماذا اكتفى بعزله عن قيادة الجيش ولم يقم عليه الحد الشرعي حتى لا يكون ذلك أسوأ مثل يضرب للمسلمين في احترام كتاب الله كما ذكر؟ وهل احترموا كتاب الله وأقاموا حدود الله؟ كلا إنها

(١) تاريخ الطبري ج ٣ ص ٢٨٠ تاريخ اليعقوبي ج ٢ ص ١١٠.
تاريخ أبي الفداء الإصابة ج ٣ ص ٣٣٦.
(2) كتاب (الصديق أبو بكر) للأستاذ هيكل ص 151.
(١٨٥)
التالي
الاولى ١
٢١٩ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الإهداء 4
2 ديباجة 5
3 لمحة وجيزة من حياتي 7
4 الحج إلى بيت الله الحرام 10
5 الرحلة الموفقة 18
6 في مصر 19
7 لقاء في الباخرة 22
8 زيارة العراق لأول مرة 27
9 عبد القادر الجيلاني وموسى الكاظم 29
10 الشك والتساؤل 36
11 السفر إلى النجف 41
12 لقاء العلماء 44
13 لقاء مع السيد محمد باقر الصدر 51
14 الشك والحيرة 60
15 السفر إلى الحجاز 66
16 بداية البحث 67
17 بداية الدراسة المعمقة - الصحابة عند السنة والشيعة 78
18 1 - الصحابة في صلح الحديبية 82
19 2 - الصحابة ورزية يوم الخميس 84
20 3 - الصحابة في سرية أسامة 89
21 أولا - رأي القرآن في الصحابة 100
22 1 - آية محمد رسول الله 101
23 2 - آية الانقلاب 102
24 3 - آية الجهاد 104
25 4 - آية الخشوع 106
26 ثانيا - رأي الرسول في الصحابة 107
27 1 - حديث الحوض 107
28 2 - حديث اتباع اليهود والنصارى 108
29 3 - حديث البطانتين 111
30 4 - حديث التنافس على الدنيا 112
31 ثالثا - رأي الصحابة بعضهم في بعض 114
32 1 - شهادتهم على أنفسهم يتغير سنة النبي 114
33 2 - الصحابة غيروا حتى في الصلاة 117
34 3 - الصحابة يشهدون على أنفسهم 119
35 4 - شهادة الشيخين على نفسيهما 121
36 بداية التحول 133
37 محاورة مع عالم 135
38 أسباب الاستبصار 146
39 1 - النص على الخلافة 146
40 2 - خلاف فاطمة مع أبي بكر 149
41 3 - علي أولى بالاتباع 152
42 4 - الأحاديث الواردة في علي توجب اتباعه 157
43 الأحاديث الصحيحة التي توجب اتباع أهل البيت 163
44 1 - حديث الثقلين 163
45 2 - حديث السفينة 173
46 3 - حديث من سره أن يحيا حياتي 175
47 مصيبتنا في الاجتهاد مقابل النصوص 181
48 من الذي أطلق مصطلح أهل السنة والجماعة؟ 187
49 دعوة أصدقاء للبحث 189
50 هدى الحق 194