ثم اهتديت - الدكتور محمد التيجاني - الصفحة ١٤٣
السابق
من أبغضهما)، أو قوله: (أنا حرب لمن حاربكم وسلم لمن سالمكم); وغير ذلك كثير لست في معرض الكلام عنه.. كيف لا وهما ريحانتاه من هذه الأمة.
ولا غرابة فقد سمعت في حق علي أضعاف ذلك ولكنها ورغم تحذير النبي صلى الله عليه وآله لها، أبت إلا محاربته وتأليب الناس عليه وإنكار فضله وفضائله.
ومن أجل ذلك أحبها الأمويون وأنزلوها تلك المنزلة العظيمة التي تقصر عنها المنازل ورووا في فضلها ما ملأ المطامير وسارت به الركبان حتى جعلوها المرجع الأكبر للأمة الإسلامية لأن عندها وحدها نصف الدين.
ولعل نصف الدين الثاني خصوا به أبا هريرة الذي روى لهم ما يشتهون فقربوه وولوه إمارة المدينة وبنوا له قصر العقيق بعد ما كان معدما، ولقبوه براوية الإسلام.
وبذلك سهل على بني أمية أن يكون لهم دين كامل جديد ليس فيه من كتاب الله وسنة رسوله إلا ما تهواه أنفسهم ويتقوى به ملكهم وسلطانهم وخليق بهذا الدين أن يكون لعبا وهزوا مليئا بالمتناقضات والخرافات، وبذلك طمست الحقائق وحلت محلها الظلمات، وقد حملوا الناس عليها وأغروهم بها حتى أصبح دين الله عندهم مهزلة من المهازل لا يقيمون له وزنا ولا يخافون من الله كخوفهم من معاوية.
وعندما نسأل بعض علمائنا عن حرب معاوية لعلي وقد بايعه المهاجرون والأنصار، تلك الحرب الطاحنة التي سببت انقسام المسلمين إلى سنة وشيعة وانصدع الإسلام ولم يلتئم حتى اليوم، فإنهم يجيبون كالعادة وبكل سهولة قائلين: إن عليا ومعاوية صحابيان جليلان اجتهدا فعلي اجتهد وأصاب فله أجران أما معاوية فاجتهد وأخطأ وله أجر واحد.
وليس من حقنا نحن أن نحكم لهم أو عليهم وقد قال الله تعالى: (تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون).
هكذا - وللأسف - تكون إجاباتنا وهي كما ترى سفسطة لا يقول بها عقل ولا دين ولا يقر بها شرع، اللهم إني أبرأ إليك من خطل الآراء وزلل الأهواء
(١٤٣)
التالي
الاولى ١
٢١٩ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الإهداء 4
2 ديباجة 5
3 لمحة وجيزة من حياتي 7
4 الحج إلى بيت الله الحرام 10
5 الرحلة الموفقة 18
6 في مصر 19
7 لقاء في الباخرة 22
8 زيارة العراق لأول مرة 27
9 عبد القادر الجيلاني وموسى الكاظم 29
10 الشك والتساؤل 36
11 السفر إلى النجف 41
12 لقاء العلماء 44
13 لقاء مع السيد محمد باقر الصدر 51
14 الشك والحيرة 60
15 السفر إلى الحجاز 66
16 بداية البحث 67
17 بداية الدراسة المعمقة - الصحابة عند السنة والشيعة 78
18 1 - الصحابة في صلح الحديبية 82
19 2 - الصحابة ورزية يوم الخميس 84
20 3 - الصحابة في سرية أسامة 89
21 أولا - رأي القرآن في الصحابة 100
22 1 - آية محمد رسول الله 101
23 2 - آية الانقلاب 102
24 3 - آية الجهاد 104
25 4 - آية الخشوع 106
26 ثانيا - رأي الرسول في الصحابة 107
27 1 - حديث الحوض 107
28 2 - حديث اتباع اليهود والنصارى 108
29 3 - حديث البطانتين 111
30 4 - حديث التنافس على الدنيا 112
31 ثالثا - رأي الصحابة بعضهم في بعض 114
32 1 - شهادتهم على أنفسهم يتغير سنة النبي 114
33 2 - الصحابة غيروا حتى في الصلاة 117
34 3 - الصحابة يشهدون على أنفسهم 119
35 4 - شهادة الشيخين على نفسيهما 121
36 بداية التحول 133
37 محاورة مع عالم 135
38 أسباب الاستبصار 146
39 1 - النص على الخلافة 146
40 2 - خلاف فاطمة مع أبي بكر 149
41 3 - علي أولى بالاتباع 152
42 4 - الأحاديث الواردة في علي توجب اتباعه 157
43 الأحاديث الصحيحة التي توجب اتباع أهل البيت 163
44 1 - حديث الثقلين 163
45 2 - حديث السفينة 173
46 3 - حديث من سره أن يحيا حياتي 175
47 مصيبتنا في الاجتهاد مقابل النصوص 181
48 من الذي أطلق مصطلح أهل السنة والجماعة؟ 187
49 دعوة أصدقاء للبحث 189
50 هدى الحق 194