ثم اهتديت - الدكتور محمد التيجاني - الصفحة ١٠٢
السابق
الأسبقية في الإسلام بينما أسامة كان حدثا ولم يشارك في المعارك المصيرية لعزة الإسلام، كمعركة بدر وأحد وحنين، ولم تكن له سابقة بل كان صغير السن عندما ولاه رسول الله إمارة السرية، وطبيعة النفوس البشرية تأبى بجبلتها إذا كانت بين كهول وشيوخ أن تنقاد إلى الأحداث وتنفر بطبعها من النزول على حكم الشبان ولذلك طعنوا في تأميره وأرادوا منه صلى الله عليه وآله أن يستبدله بأحد من وجوه الصحابة وكبرائهم.
إنه اعتذار لا يستند إلى دليل عقلي ولا شرعي ولا يمكن لأي مسلم قرأ القرآن وعرف أحكامه إلا أن يرفض مثل هذا، لأن الله عز وجل يقول:
(وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) (1) (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا) (2).
فأي عذر بعد هذه النصوص الصريحة يقبله العاقلون وماذا عساني أن أقول في قوم أغضبوا رسول الله وهم يعلمون أن غضب الله في غضبه، وذلك بعد أن رموه بالهجر وقالوا بحضرته ما قالوا وأكثروا اللغط والاختلاف وهو مريض، بأبي هو وأمي، حتى أخرجهم من حجرته، أو لم يكفهم كل هذا، وبدلا من أن يثوبوا إلى رشدهم ويتوبوا إلى الله ويستغفروه مما فعلوا ويطلبوا من الرسول أن يستغفر لهم كما علمهم القرآن، عوضا عن ذلك فقد زادوا في الطين بلة كما يقول المثل الشعبي عندنا، فطعنوا في تأميره أسامة بعد يومين من رميه بالهجر والجرح لما يندمل، حتى أجبروه أن يخرج صلى الله عليه وآله بتلك الحالة التي وصفها المؤرخون، لا يقدر على المشي من شدة المرض وهو يتهادى بين رجلين، ثم يقسم بالله بأن أسامة خليق بالإمارة، ويزيدنا الرسول بأنهم هم أنفسهم الذين طعنوا في تأميره زيد بن حارثة من قبل ليعلمنا أن هؤلاء لهم معه مواقف سابقة متعددة وسوابق شاهدة على أنهم لم يكونوا من الذين لا يجدون في أنفسهم حرجا مما قضى ويسلمون تسليما،

(1) سورة الحشر: آية 7.
(2) سورة الأحزاب: آية 36.
(١٠٢)
التالي
الاولى ١
٢١٩ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الإهداء 4
2 ديباجة 5
3 لمحة وجيزة من حياتي 7
4 الحج إلى بيت الله الحرام 10
5 الرحلة الموفقة 18
6 في مصر 19
7 لقاء في الباخرة 22
8 زيارة العراق لأول مرة 27
9 عبد القادر الجيلاني وموسى الكاظم 29
10 الشك والتساؤل 36
11 السفر إلى النجف 41
12 لقاء العلماء 44
13 لقاء مع السيد محمد باقر الصدر 51
14 الشك والحيرة 60
15 السفر إلى الحجاز 66
16 بداية البحث 67
17 بداية الدراسة المعمقة - الصحابة عند السنة والشيعة 78
18 1 - الصحابة في صلح الحديبية 82
19 2 - الصحابة ورزية يوم الخميس 84
20 3 - الصحابة في سرية أسامة 89
21 أولا - رأي القرآن في الصحابة 100
22 1 - آية محمد رسول الله 101
23 2 - آية الانقلاب 102
24 3 - آية الجهاد 104
25 4 - آية الخشوع 106
26 ثانيا - رأي الرسول في الصحابة 107
27 1 - حديث الحوض 107
28 2 - حديث اتباع اليهود والنصارى 108
29 3 - حديث البطانتين 111
30 4 - حديث التنافس على الدنيا 112
31 ثالثا - رأي الصحابة بعضهم في بعض 114
32 1 - شهادتهم على أنفسهم يتغير سنة النبي 114
33 2 - الصحابة غيروا حتى في الصلاة 117
34 3 - الصحابة يشهدون على أنفسهم 119
35 4 - شهادة الشيخين على نفسيهما 121
36 بداية التحول 133
37 محاورة مع عالم 135
38 أسباب الاستبصار 146
39 1 - النص على الخلافة 146
40 2 - خلاف فاطمة مع أبي بكر 149
41 3 - علي أولى بالاتباع 152
42 4 - الأحاديث الواردة في علي توجب اتباعه 157
43 الأحاديث الصحيحة التي توجب اتباع أهل البيت 163
44 1 - حديث الثقلين 163
45 2 - حديث السفينة 173
46 3 - حديث من سره أن يحيا حياتي 175
47 مصيبتنا في الاجتهاد مقابل النصوص 181
48 من الذي أطلق مصطلح أهل السنة والجماعة؟ 187
49 دعوة أصدقاء للبحث 189
50 هدى الحق 194