الشيعة هم أهل السنة - الدكتور محمد التيجاني - الصفحة ٢٠٤
السابق
تأمل في قول الراوي وهو المسور: فدعوت له عليا فناجاه ثم قام علي من عنده وهو على مطمع.
وهذا يدلنا على أن عبد الرحمان بن عوف هو الذي أطمع عليا في الخلافة حتى لا ينسحب علي من الشورى المزيفة ويتسبب لهم في انقسام الأمة مرة أخرى كما وقع عقيب بيعة أبي بكر في السقيفة، ويؤكد صحة هذا الاحتمال قول المسور: وقد كان عبد الرحمان يخشى من علي شيئا.
من أجل ذلك لعب عبد الرحمان دور المراوغ المخادع فطمأن عليا في الليل وهنأه بالخلافة، لما أصبح وحشر أمراء الأجناد وحضر رؤوس القبائل وزعماء قريش عند ذلك انقلب عبد الرحمان ليفاجئ عليا بأن الناس لا يعدلون بعثمان وأن عليه أن يقبل وإلا سيجعل على نفسه سبيلا (يعني يقتلونه إن رفض البيعة لمن اختاروه وهو عثمان بن عفان ).
وإن الباحث ليفهم ذلك بوضوح خصوصا عندما يقرأ هذه الفقرة الأخيرة من الرواية ، يقول المسور: فلما اجتمعوا تشهد عبد الرحمان ثم قال: أما بعد يا علي إني نظرت في أمر الناس فلم أرهم يعدلون بعثمان فلا تجعل على نفسك سبيلا.
فلماذا يوجه عبد الرحمان خطابه إلى علي وحده من بين الحاضرين، ولماذا لم يقل مثلا: أما بعد يا علي ويا طلحة ويا زبير؟!
من أجل ذلك فهمنا بأن الأمر دبر بليل وأن الجماعة كانوا متفقين من البداية على عثمان وإبعاد علي عنها.
ولنا أن نجزم بأنهم جميعا كانوا يخشون من علي لو وصل إلى لخلافة أن يعود بهم إلى العدالة والمساواة ويحيي لهم سنة النبي، ويميت بدعة ابن الخطاب في المفاضلة خصوصا وأن عمر بن الخطاب قد أشار قبل موته إلى ذلك وحذرهم من خطر علي عليهم، فقال : لو ولوها الأجلح لحملهم على الجادة والجادة هي السنة النبوية التي لا يحبها عمر ولا تحبها قريش عامة، ولو كانوا يحبون سنة النبي لولوا عليا ولحملهم عليها ولردهم إليها، فهو نائبها والقائم عليها.
(٢٠٤)
التالي
الاولى ١
٣٢٠ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 7
2 التعريف بالشيعة 15
3 التعريف بأهل السنة 21
4 أول حادث فرق المسلمين إلى شيعة وسنة 25
5 الحادث الثاني في مخالفتهم للسنة النبوية 27
6 الحادث الثالث الذي أبرز الشيعة في مقابل أهل السنة 29
7 السنة النبوية في الحقائق والأوهام 35
8 " أهل السنة " لا يعرفون السنة النبوية 43
9 " أهل السنة " ومحق السنة 50
10 الشيعة في نظر " أهل السنة " 61
11 " أهل السنة والجماعة " في نظر الشيعة 65
12 التعريف بأئمة الشيعة 69
13 التعريف بأئمة " أهل السنة والجماعة " 73
14 النبي (ص) هو الذي عين أئمة الشيعة 80
15 حكام الجور هم الذين نصبوا أئمة " أهل السنة " 86
16 السر في انتشار المذاهب السنية 90
17 لقاء مالك بن أنس مع أبي جعفر المنصور 96
18 تعليق لا بد منه لفائدة البحث والتحقيق 99
19 إختبار الحاكم العباسي لعلماء عصره 104
20 حديث الثقلين عند الشيعة 111
21 حديث الثقلين عند " أهل السنة " 113
22 كتاب الله وعترتي أو كتاب الله وسنتي 115
23 مصادر التشريع عند الشيعة 124
24 مصادر التشريع عند " أهل السنة والجماعة " 127
25 تعليق لا بد منه لإكمال البحث 136
26 التقليد والمرجعية عند الشيعة 141
27 التقليد والمرجعية عند " أهل السنة والجماعة " 144
28 الخلفاء الراشدون عند الشيعة 147
29 الخلفاء الراشدون عند " أهل السنة والجماعة " 150
30 النبي (ص) لا يقبل تشريع " أهل السنة والجماعة " 153
31 تنبيه لا بد منه 156
32 عداوة " أهل السنة " لأهل البيت تكشف عن هويتهم 157
33 تحريف " أهل السنة والجماعة " كيفية الصلاة على محمد وآله 162
34 أكاذيب تكشفها حقائق 166
35 أئمة " أهل السنة والجماعة " وأقطابهم 168
36 أبو بكر بن أبي قحافة الخليفة الأول " الصديق " 169
37 عمر بن الخطاب " الفاروق " 172
38 عثمان بن عفان " ذو النورين " 176
39 طلحة بن عبيد الله 181
40 الزبير بن العوام 186
41 سعد بن أبي وقاص 193
42 عبد الرحمان بن عوف 200
43 عائشة بنت أبي بكر " أم المؤمنين " 204
44 خالد بن الوليد 210
45 أبو هريرة السدوسي 218
46 عبد الله بن عمر بن الخطاب 226
47 عبد الله بن الزبير 234
48 السنة النبوية لا تخالف القرآن عند الشيعة 242
49 السنة والقرآن عند " أهل السنة " 245
50 الأحاديث النبوية عند " أهل السنة " متناقضة 254
51 كتاب محمد بن أبي بكر إلى معاوية والرد عليه 260
52 رد معاوية على محمد بن أبي بكر 262
53 الصحابة عند شيعة أهل البيت (عليهم السلام) 269
54 الصحابة عند " أهل السنة والجماعة " 273
55 فصل الخطاب في تقييم الأصحاب 278
56 مخالفة " أهل السنة والجماعة " للسنن النبوية 285
57 نظام الحكم في الإسلام 286
58 القول بعدالة الصحابة يخالف صريح السنة 290
59 النبي (ص) أمر المسلمين بالاقتداء بعترته وأهل السنة يخالفونه 293
60 " أهل السنة والجماعة " والصلاة البتراء 301
61 عصمة النبي (ص) وتأثيرها على " أهل السنة والجماعة " 304
62 مع الدكتور الموسوي و " التصحيح " 307