الخلافة المغتصبة - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ٦٤
السابق
لقد رفض علي (ع) بيعة أبي بكر وعمر وعثمان. ولو كان يعرف أن ذلك الحديث منصرف فهمه إلى ذلك، لما خالفه " ولما كان عمر اعتبر خلافة أبي بكر فلتة توجب القتل.
إن هذه القرائن جميعها تدل بما لا يدع مجالا للشك، بأن المروجين لهذه الادعاءات كانوا على اتصال باللعبة السياسية للخلفاء. وجاءوا بعد انتهاء العهد الراشدي بكثير.
وعليه فإن مدعى العامة في ذلك مردود لكون المغزى من ذلك مشروط بخير الأمة وعدم تصارعها وعدم تضارب سنتهم لما كان البناء العقلائي يستبعد تضارب سنة الراشدين. ولأن هذه الخلافة كما تقدم متعلقة بأهل البيت، وأنها اثنا عشر.
وبعد أن تبيين لنا الاضطراب الشديد الذي لف ما ادعوه من أن الراشدية تنطبق على الأربعة. وبأن ذلك تعسف ثقيل على مغزى الحديث ومدعى أضيق من معناه. يجدر بنا التعرف على المغزى الحقيقي له بما ينطبق مع واقع الخلافة.
في البدء، لا بد من الاتفاق على أن الخلافة أمر خاضع للجعل الشرعي.
وخارج عن نطاق الاختيار. وعلى هذا الأساس، فإن الخلافة تبقى خارج نطاق العصبية والغلبة. وإلا أصبح معيار الإمامة هو الغلبة والعصبية. كما فهمها الكثير من السلف.
وهو حال ابن عمر. فقد روى عنه " أنه كان في زمن الفتنة لا يأتي أمير إلا صلى خلفه وأدى إليه زكاة ماله " (20).
وذكر صاحب الطبقات أيضا عن سيف المازني " كان ابن عمر يقول: لا أقاتل في الفتنة وأصلي وراء من غلب " (21).
إن الخلافة كالإمامة شأن ديني، نابع من صميم الفرد وإمكانياته الذاتية، سواء أمارس الخلافة وتحققت له الغلبة أم لا. إنها شأن يقاس بالنبوة في معنى الاختصاص، من حيث أن النبوة ما دامت إنها اختيار مولوي لا شأن للبشر فيه،

(20) طبقات بن سعد 4 / 149.
(21) طبقات بن سعد 4 / 149.
(٦٤)
التالي
الاولى ١
٢٤٤ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة 4
2 مدخل 13
3 حركة النفاق في المجتمع الاسلامي 13
4 التدابير النبوية في تركيز الإمامة 22
5 نتيجة المدخل 31
6 النفاق والنهاية المفتعلة 39
7 الباب الأول الخلفاء الراشدون حبكة مفتعلة! الفصل الأول: الاصطلاح والمفهوم 49
8 أهل البيت والأعلمية 64
9 الخلفاء ما داموا مارسوا الخلافة 75
10 السقيفة والمعارضة 79
11 الخلفاء ما داموا صحابة 84
12 الفصل الثاني: الخلفاء والواقع التاريخي موقف الإمام علي (ع) مثالا 90
13 الباب الثاني أزمة تاريخ أم أزمة مؤرخين؟ نموذج ابن خلدون التاريخ لماذا؟ 105
14 لماذا ابن خلدون؟ 109
15 ابن خلدون ووفاة الرسول (ص) وبدء الخلافة! 114
16 في مسألة تجهيز جيش أسامة 116
17 فتح باب أبي بكر، وذكر الخلة! 123
18 صلاة أبي بكر 127
19 خبر السقيفة 135
20 سعد الخزرجي وأساطير الجن 140
21 خلافة عمر 145
22 عثمان والفتنة 152
23 ابن خلدون ومعاوية بن أبي سفيان! 172
24 كربلاء.. نموذجا آخر 177
25 شبهات ابن خلدون والرد عليها 188
26 الباب الثالث عبقريات في الميزان أوهام مقدسة 200
27 العبقرية 202
28 الذاكرة أساس الشخصية 205
29 الخليفة الثاني عمر بن الخطاب 215
30 عثمان بن عفان 221
31 غاية الكلام في الثالثة 224
32 خاتمة 225