الخلافة المغتصبة - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ١٢٥
السابق
إذا، فابن خلدون يثبت أن المتقولين في إمارة أسامة كانوا منافقين وسبق أن ذكرنا أن عمر وأبو بكر كانوا من المتقولين فيها. بل إن عمر بن الخطاب بقي على تقوله في ذلك إلى عهد أبي بكر. هذا علما أن التقول كان بخصوص حداثة سن أسامة وليس في موضوع البحث أصلا.
ويسترسل بن خلدون في تناقضه. لينتهي إلى حادثة مرض النبي (ص) الذي تزامن مع إصداره على بعث أسامة. ولعن المتخلفين عنه. وقد اعترف ابن خلدون بأن الرسول (ص) خرج إليهم عاصبا رأسه من الصداع. ولكن سرعان ما يورد كلاما جرى بين أبي بكر والرسول (ص).
وذكر أن رسول الله (ص) قال بعد أن قال له أبو بكر: بل نفديك بأنفسنا وأبنائنا فقال:
" على رسلك يا أبا بكر، ثم جمع أصحابه ورحب بهم وعيناه تدمعان ودعا لهم كثيرا (16) ".
قال ابن خلدون: ثم سألوه عن مغسله فقال: " الأدنون من أهلي، وسألوه عن الكفن فقال: في ثيابي هذه أو بياض مصر أو حلة يمانية. وسألوه عن الصلاة عليه فقال (17) ".
ولعل التناقض هنا واضح لا غبش فيه. فإذا كان ابن خلدون ينقل أن الرسول (ص) شدد على بعث أسامة، ولعن من تخلف عنه. وقد أقر المؤرخون والمحدثون بوجود أبي بكر وعمر. في هذا الجيش وبأنهم معنيون باللعن إن هم تقولوا في إمارة أسامة أو تخلفوا عنها. كيف إذن يستقبلهم الرسول (ص) وكيف يدعو لهم ويرحب بهم. وهو من قام معصبا رأسه، لاعنا المتخلفين من الصحابة عن جيش أسامة. ثم إن ما يرومه ابن خلدون هو أن يبين عبر التدليس - إن أبا بكر كان إلى جنب رسول الله (ص) ولم يشر إلى أن أبا بكر كان قد خرج إلى منزله بالسنح - كما تقدم - بل سكت عن ذلك وربط حديثه مع رسول الله (ص) مباشرة بفقرة جديدة

(16) نفس المصدر ص 465 ج 2 (17) نفس المصدر ص 465 ج 2.
(١٢٥)
التالي
الاولى ١
٢٤٤ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة 4
2 مدخل 13
3 حركة النفاق في المجتمع الاسلامي 13
4 التدابير النبوية في تركيز الإمامة 22
5 نتيجة المدخل 31
6 النفاق والنهاية المفتعلة 39
7 الباب الأول الخلفاء الراشدون حبكة مفتعلة! الفصل الأول: الاصطلاح والمفهوم 49
8 أهل البيت والأعلمية 64
9 الخلفاء ما داموا مارسوا الخلافة 75
10 السقيفة والمعارضة 79
11 الخلفاء ما داموا صحابة 84
12 الفصل الثاني: الخلفاء والواقع التاريخي موقف الإمام علي (ع) مثالا 90
13 الباب الثاني أزمة تاريخ أم أزمة مؤرخين؟ نموذج ابن خلدون التاريخ لماذا؟ 105
14 لماذا ابن خلدون؟ 109
15 ابن خلدون ووفاة الرسول (ص) وبدء الخلافة! 114
16 في مسألة تجهيز جيش أسامة 116
17 فتح باب أبي بكر، وذكر الخلة! 123
18 صلاة أبي بكر 127
19 خبر السقيفة 135
20 سعد الخزرجي وأساطير الجن 140
21 خلافة عمر 145
22 عثمان والفتنة 152
23 ابن خلدون ومعاوية بن أبي سفيان! 172
24 كربلاء.. نموذجا آخر 177
25 شبهات ابن خلدون والرد عليها 188
26 الباب الثالث عبقريات في الميزان أوهام مقدسة 200
27 العبقرية 202
28 الذاكرة أساس الشخصية 205
29 الخليفة الثاني عمر بن الخطاب 215
30 عثمان بن عفان 221
31 غاية الكلام في الثالثة 224
32 خاتمة 225