الخلافة المغتصبة - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ٩٩
السابق
لقد اعتزل الإمام علي (ع) الخلفاء، ولم يشاركهم في المعارك. بعد أن كان هو قائدها على عهد رسول الله (ص) وذلك كله إعرابا عن موقفه الرافض لشرعيتهم. وكان لا يتدخل إلا فيما أشكل على الناس من قضايا، يرمي من خلالها إلى الحفاظ على الحد الأدنى من الشريعة، كما يرمي من خلالها إلى إقامة الحجة على الناس وإظهار عدم أعلمية الخلفاء.
وكان (ع) لا يألوا جهدا إلا وصرفه في طريق الهدم لواقع الاغتصاب، وعند ما، يستشيره أحدهم في أمر لا علاقة له بالأحكام في أمور الرعية، كان يشير عليه بما يؤدي إلى الموت والهلاك. ففي معركة القادسية أشار على عمر بن الخطاب عندما استشاره هذا الأخير، بالمشاركة مع الجيش فنصحوه بعدم فعل ذلك خوفا عليه من الموت.
ذكر المسعودي لما قتل أبو عبيدة الثقفي بالجسر شق ذلك على عمر وعلى المسلمين، فخطب عمر الناس وحثهم على الجهاد، وأمرهم بالتأهب لأرض العراق، وعسكر عمر وهو يريد الشخوص. وقد استعمل على مقدمته طلحة بن عبيد الله وعلى ميمنته الزبير بن العوام وعلى ميسرته عبد الرحمن بن عوف. ودعا الناس فاستشارهم فأشاروا عليه بالمسير، ثم قال لعلي: ما ترى يا أبا الحسن:
أسير أم أبعث؟.
قال: سر بنفسك فإنه أهيب للعدو وأرهب له، فخرج من عنده فدعا العباس في جلة من مشيخة قريش وشاورهم فقالوا: أقم وابعث غيرك ليكون للمسلمين إن انهزموا فئة فدخل إليه عبد الرحمن بن عوف فاستشاره فقال: إن انهزم جيشك فليس ذلك كهزيمتك وإنك إن تهزم أو تقتل يكفر المسلمون ولا يشهدوا أن لا إله إلا الله أبدا قال: أشر علي من أبعث؟ قال قلت: سعد بن أبي وقاص، قال عمر: أعلم أن سعدا رجل شجاع ولكني أخشى أن لا يكون له معرفة بتدبير الحرب ثم خرج فدخل عثمان عليه فقال له: يا أبا عبد الله أشر علي أسير أم أقيم؟ فقال عثمان أقم يا أمير المؤمنين وابعث بالجيوش فإنه لا آمن إن أتى عليك آت أن ترجع العرب عن الإسلام، ولكن ابعث الجيوش وداركها بعضها على بعض وابعث رجلا له تجربة بالحرب.
(٩٩)
التالي
الاولى ١
٢٤٤ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة 4
2 مدخل 13
3 حركة النفاق في المجتمع الاسلامي 13
4 التدابير النبوية في تركيز الإمامة 22
5 نتيجة المدخل 31
6 النفاق والنهاية المفتعلة 39
7 الباب الأول الخلفاء الراشدون حبكة مفتعلة! الفصل الأول: الاصطلاح والمفهوم 49
8 أهل البيت والأعلمية 64
9 الخلفاء ما داموا مارسوا الخلافة 75
10 السقيفة والمعارضة 79
11 الخلفاء ما داموا صحابة 84
12 الفصل الثاني: الخلفاء والواقع التاريخي موقف الإمام علي (ع) مثالا 90
13 الباب الثاني أزمة تاريخ أم أزمة مؤرخين؟ نموذج ابن خلدون التاريخ لماذا؟ 105
14 لماذا ابن خلدون؟ 109
15 ابن خلدون ووفاة الرسول (ص) وبدء الخلافة! 114
16 في مسألة تجهيز جيش أسامة 116
17 فتح باب أبي بكر، وذكر الخلة! 123
18 صلاة أبي بكر 127
19 خبر السقيفة 135
20 سعد الخزرجي وأساطير الجن 140
21 خلافة عمر 145
22 عثمان والفتنة 152
23 ابن خلدون ومعاوية بن أبي سفيان! 172
24 كربلاء.. نموذجا آخر 177
25 شبهات ابن خلدون والرد عليها 188
26 الباب الثالث عبقريات في الميزان أوهام مقدسة 200
27 العبقرية 202
28 الذاكرة أساس الشخصية 205
29 الخليفة الثاني عمر بن الخطاب 215
30 عثمان بن عفان 221
31 غاية الكلام في الثالثة 224
32 خاتمة 225