الخلافة المغتصبة - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ٩١
السابق
والعرف، ومتقوما بتواضع المتأخرين واصطلاحهم من دون قرينة تنهض بما يخالف اللغة والعرف.
وحكموا بعد إطلاق تعريفهم على عدالتهم جميعا، واعتبروا أغلاطهم غير منافيه لعدالتهم.
وبهذا انتهى بالبعض إلى اعتبار الصحبة أقوى من الإيمان وفي ذلك خروج صريح عن منطق الإسلام الذي لا يعطي صكوكا بقدر ما يحكم على الأعمال الصالحة.
ذكر صاحب الإصابة: " اتفق أهل السنة على أن الجميع عدول، ولم يخالف ذلك إلا شذوذ من المبتدعة (77) ".
وذكر النووي في التقريب: " الصحابة كلهم عدول، من لابس الفتنة وغيرهم ".
ويبدو من خلال ما اتفقوا عليه، أن العدالة شئ ملازم للصحبة. بينما العدالة شأن اصطلاحي يختلف عن الصحبة. فالعدالة لها ضوابط محددة، وشرائط مسطرة. فلا لزوم بينها والصحبة. إلا من جهة التعسف الذي جرد عليه المزورون والمتحجرون. لأن تلك الملازمة لم يكن متعارف عليها في زمن الصحابة أنفسهم، وفيما أدركوه من القرآن وسنة رسول الله (ص).
فالصحابة عاشوا فترة طويلة من الصراع بعد وفاة الرسول (ص) عملوا فيها السيف على رقاب بعضهم البعض. وبيتوا لبعضهم البعض. وتقاتلوا فرقا فرقا.
ولو كان للصحبة مفهوم غير لغوي أو أن العدالة كانت من لوازمها. إذن لكان هذا الرهط أولى بالالتزام بهذا الأمر. وإذا كان التجريح لا يطال، الصحابة. فكان أولى بهؤلاء أن لا يجرحوا بعضهم بعضا. ترى فهل كانت الصحبة عاصمة للصحابة من النار كما أدرك ذلك الصحابي نفسه، وهل أن الصحبة ملازمة للعدالة في رأي الصحابي نفسه؟.
روى البخاري عن زيد بن ثابت: " لما خرج النبي (ص) إلى أحد رجع ناس

(77) الإصابة / 1 / 2217.
(٩١)
التالي
الاولى ١
٢٤٤ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة 4
2 مدخل 13
3 حركة النفاق في المجتمع الاسلامي 13
4 التدابير النبوية في تركيز الإمامة 22
5 نتيجة المدخل 31
6 النفاق والنهاية المفتعلة 39
7 الباب الأول الخلفاء الراشدون حبكة مفتعلة! الفصل الأول: الاصطلاح والمفهوم 49
8 أهل البيت والأعلمية 64
9 الخلفاء ما داموا مارسوا الخلافة 75
10 السقيفة والمعارضة 79
11 الخلفاء ما داموا صحابة 84
12 الفصل الثاني: الخلفاء والواقع التاريخي موقف الإمام علي (ع) مثالا 90
13 الباب الثاني أزمة تاريخ أم أزمة مؤرخين؟ نموذج ابن خلدون التاريخ لماذا؟ 105
14 لماذا ابن خلدون؟ 109
15 ابن خلدون ووفاة الرسول (ص) وبدء الخلافة! 114
16 في مسألة تجهيز جيش أسامة 116
17 فتح باب أبي بكر، وذكر الخلة! 123
18 صلاة أبي بكر 127
19 خبر السقيفة 135
20 سعد الخزرجي وأساطير الجن 140
21 خلافة عمر 145
22 عثمان والفتنة 152
23 ابن خلدون ومعاوية بن أبي سفيان! 172
24 كربلاء.. نموذجا آخر 177
25 شبهات ابن خلدون والرد عليها 188
26 الباب الثالث عبقريات في الميزان أوهام مقدسة 200
27 العبقرية 202
28 الذاكرة أساس الشخصية 205
29 الخليفة الثاني عمر بن الخطاب 215
30 عثمان بن عفان 221
31 غاية الكلام في الثالثة 224
32 خاتمة 225