الخلافة المغتصبة - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ٥٨
السابق
وذكر العسكري في أوائله: " إن أبا بكر كان يكتب من خليفة رسول الله حتى كتب عمر إلى عامل العراق أن يبعث إليه رجلين يسألهما عن العراق وأهله، فبعث لبيد بن ربيعة وعدي بن حاتم، فقدما المدينة ودخلا المسجد، فوجدا عمرو بن العاص فقالا: أستأذن لنا على أمير المؤمنين، فقال: أنتما والله أصبتما اسمه فدخل على عمر، فقال.
السلام عليك يا أمير المؤمنين فقال: ما بدا لكم في هذا لتخرجن مما دخلت فيه فأخبره، وقال: أنت الأمير ونحن المؤمنون، فجرى الكتاب بذلك من يومئذ في كلام هذا معناه ".
وكان من الصعب جدا على فريق السقيفة أن يفوز بهذا اللقب من دون أن يجد حرجا كبيرا.
إذ سبق أن قر في وجدان المسلمين إن الخلافة أمر يقرره النص، لأنها ملازمة للإمارة التي سبق أن أوضحنا رأي الرسول (ص) فيها منذ البداية عندما عرض نفسه على بني عامر بن صعصعة قائلا: الأمر لله يجعله حيث يشاء. ولأن الخلافة ظلت من اختصاص الإمام علي (ع) لما استحقها بمؤازرته. فهي اصطلاحا كانت من اختصاصه منذ واقعة الانذار بيوم الدار. ولغن سرعان ما قست قلوب الذين لا يعلمون، فأصبحوا يستسيغونه. وكثيرا ما كان المتزلفون والمنافقون من أعوان المغتصبين، يساهمون في إطلاق هذه الألقاب مجانا على تيار الاغتصاب، وذلك من أجل تفويت ذلك الامتياز على أهله الحقيقيين.
هذا فيما يرتبط بكلمة خلافة لغويا واصطلاحيا من وجهة نظر التاريخ.
وجاء في أحاديث العامة ما يؤسس لادعاء جديد في أمر الخلفاء الأربعة بعد الرسول (ص) وهو ما أسماه الحديث " الخلفاء الراشدون " معتبرين لفظة " الراشدين " بمثابة ضميمة تخصص الأربعة، وتضعهم في المرتبة التشريعية. وذلك وفق ما جاء في الحديث:
" عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، تمسكوا بها وعضوا عليها
(٥٨)
التالي
الاولى ١
٢٤٤ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة 4
2 مدخل 13
3 حركة النفاق في المجتمع الاسلامي 13
4 التدابير النبوية في تركيز الإمامة 22
5 نتيجة المدخل 31
6 النفاق والنهاية المفتعلة 39
7 الباب الأول الخلفاء الراشدون حبكة مفتعلة! الفصل الأول: الاصطلاح والمفهوم 49
8 أهل البيت والأعلمية 64
9 الخلفاء ما داموا مارسوا الخلافة 75
10 السقيفة والمعارضة 79
11 الخلفاء ما داموا صحابة 84
12 الفصل الثاني: الخلفاء والواقع التاريخي موقف الإمام علي (ع) مثالا 90
13 الباب الثاني أزمة تاريخ أم أزمة مؤرخين؟ نموذج ابن خلدون التاريخ لماذا؟ 105
14 لماذا ابن خلدون؟ 109
15 ابن خلدون ووفاة الرسول (ص) وبدء الخلافة! 114
16 في مسألة تجهيز جيش أسامة 116
17 فتح باب أبي بكر، وذكر الخلة! 123
18 صلاة أبي بكر 127
19 خبر السقيفة 135
20 سعد الخزرجي وأساطير الجن 140
21 خلافة عمر 145
22 عثمان والفتنة 152
23 ابن خلدون ومعاوية بن أبي سفيان! 172
24 كربلاء.. نموذجا آخر 177
25 شبهات ابن خلدون والرد عليها 188
26 الباب الثالث عبقريات في الميزان أوهام مقدسة 200
27 العبقرية 202
28 الذاكرة أساس الشخصية 205
29 الخليفة الثاني عمر بن الخطاب 215
30 عثمان بن عفان 221
31 غاية الكلام في الثالثة 224
32 خاتمة 225