الخلافة المغتصبة - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ٥٠
السابق
مكاسبهم. وفي مقابل ذلك السكوت عن إثارة قضيتهم في المجتمع.
لقد غضب الرسول (ص) وهو على فراش الموت، وكان الحزن يعتصر قلبه الشريف طيلة الأيام التي سبقت وفاته (ص) فهو مرة قد يرى رؤية يكتشف منها محنة أهل البيت (ع) واغتصاب الخلافة من أهلها، لقد رأى (ص) بني الحكم يوما ينزلون على منبره فساءه ذلك فما استجمع ضاحكا حتى مات وأنزل الله في ذلك:
" وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس " (60).
لقد أدرك المسلمون منذ البداية، أهمية العداوة بين الإسلام وبني أمية، وكانوا أشد حذرا منهم. ولكن الخلفاء ما فتؤوا يسخون عليهم بالإمارات. ولعمري، إن معاوية لم يكن له من الشأن في بلاد الشام، ولا تلك الشوكة لولا ما مكن له فيه عمر بن الخطاب.
إن معاوية الذي كان مطعونا في دينه - حسب بن أبي الحديد - والذي لم يسلم إلا بعد الفتح خوفا من القتل. يؤمره عمر على الشام، ولم يزحزحه عنها منذ ذلك الوقت.
فهل كان ذلك تأليفا من عمر بن الخطاب لقلوب المنافقين. حتى نعود إلى طرح نفس السؤال السابق؟ إذن، كان أحرى وأجدر أن يؤلف بن الخطاب قلب فاطمة (حاشاها) في حق أبيها.. ويؤلف قلوب الصحابة الكبار بنفس السخاء. ولكان أولى له فأولى أن يؤلف قلب سعد بن عبادة الخزرجي (رض) بدل التآمر على قتله!.
بالإضافة إلى هذين الفصيلين. هناك فصيل غير منظم. مثلته عناصر متفرقة، تحكمها النزعة الفردية، والروح الانتهازية. هؤلاء لم يكن لهم تأثير كبير على المشروع النبوي. نظرا لكونهم غير استراتيجيين. وهم عموم الطلقاء من غير بني أمية أولئك الذين ارتبطوا بمعاوية وغيره طمعا في المناصب والأموال، كعمرو بن العاص، وأبي هريرة، وسمرة بن جندب.

(60) القرطبي للتفسير / ج 15 ص 186.
- السيوطي في تفسيره ج 4 ص 191.
(٥٠)
التالي
الاولى ١
٢٤٤ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة 4
2 مدخل 13
3 حركة النفاق في المجتمع الاسلامي 13
4 التدابير النبوية في تركيز الإمامة 22
5 نتيجة المدخل 31
6 النفاق والنهاية المفتعلة 39
7 الباب الأول الخلفاء الراشدون حبكة مفتعلة! الفصل الأول: الاصطلاح والمفهوم 49
8 أهل البيت والأعلمية 64
9 الخلفاء ما داموا مارسوا الخلافة 75
10 السقيفة والمعارضة 79
11 الخلفاء ما داموا صحابة 84
12 الفصل الثاني: الخلفاء والواقع التاريخي موقف الإمام علي (ع) مثالا 90
13 الباب الثاني أزمة تاريخ أم أزمة مؤرخين؟ نموذج ابن خلدون التاريخ لماذا؟ 105
14 لماذا ابن خلدون؟ 109
15 ابن خلدون ووفاة الرسول (ص) وبدء الخلافة! 114
16 في مسألة تجهيز جيش أسامة 116
17 فتح باب أبي بكر، وذكر الخلة! 123
18 صلاة أبي بكر 127
19 خبر السقيفة 135
20 سعد الخزرجي وأساطير الجن 140
21 خلافة عمر 145
22 عثمان والفتنة 152
23 ابن خلدون ومعاوية بن أبي سفيان! 172
24 كربلاء.. نموذجا آخر 177
25 شبهات ابن خلدون والرد عليها 188
26 الباب الثالث عبقريات في الميزان أوهام مقدسة 200
27 العبقرية 202
28 الذاكرة أساس الشخصية 205
29 الخليفة الثاني عمر بن الخطاب 215
30 عثمان بن عفان 221
31 غاية الكلام في الثالثة 224
32 خاتمة 225