الخلافة المغتصبة - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ٣٠
السابق
إليك من ربك فإن لم تفعل فما بلغت رسالته " (28).
فلتذهب نفوس حسرة، وليسلك الرافضون مذاهبهم.
فالأمر اليوم أجل من أن يسكت عنه.
لقد كان تلطف الرسول (ص) في الأمر من باب أن المجتمع أصبح غاصا بالمنافقين، وبمن لا زالت في قلوبهم موجدة عليه وعلى علي (ع) وبني هاشم في كل ما جرى لهم. إنه يعلم أن الأغلبية منافقة، ولذلك رفضت الإمامة لعلي (ع) واغتصبت حقه في ذلك انتقاما لماضيها الشركي.
2 - التدبير الثاني / إبعاد المسلمين إلى جهة الخارج:
ذكر ابن سعد في طبقاته، إنه لما كان يوم الأربعاء بدء برسول الله (ص) المرض، فحم وصدع. فلما أصبح يوم الخميس عقد لأسامة لواء بيده ثم قال:.
أغز بسم الله في سبيل الله، فقاتل من كفر بالله فخرج وعسكر بالجرق فلم يبق أحد من وجوه المهاجرين الأولين والأنصار انتدب في تلك الغزوة فيهم أبو بكر وعمر بن الخطاب وأبو عبيدة بن الجراح وسعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد وغيرهم، فتكلم قوم وقالوا يستهل هذا الغلام على المهاجرين الأولين، فغضب رسول الله (ص) غضبا شديدا فخرج وقد عصب على رأسه عصابة، فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال " أما بعد، أيها الناس، فما مقالة بلغتني عن بعضكم في إمارة أسامة، ولئن طعنتم في إمارة أسامة لقد طعنتم في إمارة أبيه من قبل، وأيم الله إنه كان للإمارة خليق وإن ابنه من بعده لخليق للإمارة ثم نزل فدخل بيته وذلك يوم السبت لعشرة خلون من ربيع الأول وثقل رسول الله (ص) فجعل يقول انفذوا بعث أسامة ".
إن المدقق في نبرة الخطاب الأخير.. والملابسات التي لفته يدرك إلى أي مدى كان الرسول (ص) يراهن على ذهاب الجيش إلى مهمته وبذلك يتم إجلاءه من المدينة. فالإمعان في تجهيز جيش أسامة زيادة على الابقاء على علي (ع) بجواره في اللحظة التي سيفارق فيها الحياة.. له دلالة قوية على أن الرسول (ص) كان يروم

(28) / المائدة.
(٣٠)
التالي
الاولى ١
٢٤٤ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة 4
2 مدخل 13
3 حركة النفاق في المجتمع الاسلامي 13
4 التدابير النبوية في تركيز الإمامة 22
5 نتيجة المدخل 31
6 النفاق والنهاية المفتعلة 39
7 الباب الأول الخلفاء الراشدون حبكة مفتعلة! الفصل الأول: الاصطلاح والمفهوم 49
8 أهل البيت والأعلمية 64
9 الخلفاء ما داموا مارسوا الخلافة 75
10 السقيفة والمعارضة 79
11 الخلفاء ما داموا صحابة 84
12 الفصل الثاني: الخلفاء والواقع التاريخي موقف الإمام علي (ع) مثالا 90
13 الباب الثاني أزمة تاريخ أم أزمة مؤرخين؟ نموذج ابن خلدون التاريخ لماذا؟ 105
14 لماذا ابن خلدون؟ 109
15 ابن خلدون ووفاة الرسول (ص) وبدء الخلافة! 114
16 في مسألة تجهيز جيش أسامة 116
17 فتح باب أبي بكر، وذكر الخلة! 123
18 صلاة أبي بكر 127
19 خبر السقيفة 135
20 سعد الخزرجي وأساطير الجن 140
21 خلافة عمر 145
22 عثمان والفتنة 152
23 ابن خلدون ومعاوية بن أبي سفيان! 172
24 كربلاء.. نموذجا آخر 177
25 شبهات ابن خلدون والرد عليها 188
26 الباب الثالث عبقريات في الميزان أوهام مقدسة 200
27 العبقرية 202
28 الذاكرة أساس الشخصية 205
29 الخليفة الثاني عمر بن الخطاب 215
30 عثمان بن عفان 221
31 غاية الكلام في الثالثة 224
32 خاتمة 225