الخلافة المغتصبة - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ٢١
السابق
طرحوني منها.
قالوا: أفلا تأمر بهم يا رسول الله إذا جاءك الناس تضرب أعناقهم، قال:
أكره أن تتحدث الناس وتقول أن محمدا قد وضع يده في أصحابه فسماهم لهما ثم قال اكتماهم " (19).
لقد بلغت خطورة النفاق في المجتمع الإسلامي حدا بات من الضروري معه أن يعمل الرسول (ص) على تركيز المهمات الكبرى في يد وزير له، انتخبته السماء لنصرته وخلافته، وهو علي بن ابن طالب (ع).
لقد كان من الطبيعي أن ينطلق أبو بكر ببراءة ليقرأها على الناس فيما لو كان الأمر في بدايته، ولكن الأمر يتعلق بقضية كبيرة في مرحلة حرجة. بدأت الرسالة تحدد مواقفها مع الداخل بشكل يثير الاستفهام. فكان لا بد أن يؤدي براءة علي (ع) ولو اقتضى الحال أخذها من أبي بكر.
وملخص الحادثة أن النبي (ص) كان قد أنفذ أبا بكر بسورة براءة إلى مكة.
فلما بلغ ذا الحليفة بعث إليه عليا، فرده، فرجع أبو بكر إلى النبي (ص) فقال:
يا رسول الله، أنزل في شئ؟ قال: لا، ولكن جبرائيل جاءني وقال: لا يؤدي عنك إلا أنت، أو رجل منك، (10).
وفي تلك الظروف، اقتفى الاحتياط وضبط المهمات من الرسول (ص) أن يبقي يوم تبوك عليا بالمدينة على أهله، وذلك بعد أن كان الرسول (ص) يبقي فيها في مغازيه الأولى بعض الضعاف من غير ذوي الأهلية، أمثال ابن أم مكتوم الضرير، غير أن الظروف قد تغيرت بعد الفتح، وأصبحت المدينة مكتظة بالعناصر المنافقة، وكان من الضروري الابقاء على رجل ذي خبرة وبأس شديد.
لهذا السبب أبقى الرسول (ص) عليا (ع) وخلفه في المدينة، وزهد في وجوده

(9) ذكره أبو بكر البيهقي في دلائل النبوة عن عدوة.
(10) رواه الطبري في تفسير لآية براءة، والحاكم في مستدرك الصحيحين 3 / 51 وكذا رواه أحمد والترمذي في المسند والصحيح.
(٢١)
التالي
الاولى ١
٢٤٤ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة 4
2 مدخل 13
3 حركة النفاق في المجتمع الاسلامي 13
4 التدابير النبوية في تركيز الإمامة 22
5 نتيجة المدخل 31
6 النفاق والنهاية المفتعلة 39
7 الباب الأول الخلفاء الراشدون حبكة مفتعلة! الفصل الأول: الاصطلاح والمفهوم 49
8 أهل البيت والأعلمية 64
9 الخلفاء ما داموا مارسوا الخلافة 75
10 السقيفة والمعارضة 79
11 الخلفاء ما داموا صحابة 84
12 الفصل الثاني: الخلفاء والواقع التاريخي موقف الإمام علي (ع) مثالا 90
13 الباب الثاني أزمة تاريخ أم أزمة مؤرخين؟ نموذج ابن خلدون التاريخ لماذا؟ 105
14 لماذا ابن خلدون؟ 109
15 ابن خلدون ووفاة الرسول (ص) وبدء الخلافة! 114
16 في مسألة تجهيز جيش أسامة 116
17 فتح باب أبي بكر، وذكر الخلة! 123
18 صلاة أبي بكر 127
19 خبر السقيفة 135
20 سعد الخزرجي وأساطير الجن 140
21 خلافة عمر 145
22 عثمان والفتنة 152
23 ابن خلدون ومعاوية بن أبي سفيان! 172
24 كربلاء.. نموذجا آخر 177
25 شبهات ابن خلدون والرد عليها 188
26 الباب الثالث عبقريات في الميزان أوهام مقدسة 200
27 العبقرية 202
28 الذاكرة أساس الشخصية 205
29 الخليفة الثاني عمر بن الخطاب 215
30 عثمان بن عفان 221
31 غاية الكلام في الثالثة 224
32 خاتمة 225