الخلافة المغتصبة - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ٢٠٣
السابق
وكذلك اختص الإمام بهذا اللقب، وكان نشيدا على ألسنتهم كما قدمنا.
فكيف مع كل هذا يدعي ابن خلدون إن ذلك لم يصح. ويا ليته قال ذلك وكفى.
بل زاد الطين بلة حين ادعى للهوه أنه " ولا نقله أحد من أئمة النقل ".
وقد أثبتنا بقاطع البرهان، أن المؤرخين المعتمدين عند ابن خلدون، قد ذكروا روايات عن الوصية ومنهم اليعقوبي في تاريخه، بل إن مؤرخين كالطبري والمسعودي وهما العمدة عنده، أفردوا لحديث الوصية كتابين خاصين، ابن جرير الطبري سماه " الولاية " كما ذكرنا، والمسعودي سماه " إثبات الوصية " هذا مع أن الصحاح الستة تطفح بما يخرص الألسن من الروايات المؤكدة لوصيتهم.
لقد أورد ابن خلدون حديث الدواة، مدعيا إن ذلك دليل على عدم الوصية.
وأضاف إلى ذلك بعضا من شطحاته التي انتهت به إلى القدح في شخص الإمام علي (ع) بإيراد رواية شاذة جدا، يدل على ضعفها الحال من سلوك الإمام علي ومواقفه في قضية الخلافة، قال: والذي وقع في الصحيح من طلب الدواة والقرطاس ليكتب الوصية وأن عمر منع من ذلك فدليل واضح على أنه لم يقع، وكذا قول عمر (رض) حين طعن وسئل في العهد فقال: إن أعهد لقد عهد من هو خير مني يعني أبا بكر، وإن أترك فقد ترك من هو خير مني يعني النبي (ص) لم يعهد، وكذلك قول علي للعباس (رض) عنهما حين دعاه للدخول إلى النبي (ص) يسألانه عن شأنهما في العهد، فأبى علي من ذلك وقال:
إنه إن منعنا منها فلا نطمع فيها آخر الدهر؟ وهذا دليل على أن عليا علم أنه لم يوص ولا عهد إلى أحد (141).
وقد سبق أن تعرضنا إلى تفاصيل الحدث الذي سماه ابن عباس بالرزية.
وابن خلدون طوى كشحا عن تسمية الحديث بما يشير إلى ملابساته وخطورة معناه.
وكأن ابن خلدون هو أدرى من ابن عباس بالمغزى من حديث الدواة. لذا استسهل وهون لما استفظعه ابن عباس، ولم يتعرض أيضا لقول الرسول (ص)

(141) مقدمة ابن خلدون ص 224.
(٢٠٣)
التالي
الاولى ١
٢٤٤ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة 4
2 مدخل 13
3 حركة النفاق في المجتمع الاسلامي 13
4 التدابير النبوية في تركيز الإمامة 22
5 نتيجة المدخل 31
6 النفاق والنهاية المفتعلة 39
7 الباب الأول الخلفاء الراشدون حبكة مفتعلة! الفصل الأول: الاصطلاح والمفهوم 49
8 أهل البيت والأعلمية 64
9 الخلفاء ما داموا مارسوا الخلافة 75
10 السقيفة والمعارضة 79
11 الخلفاء ما داموا صحابة 84
12 الفصل الثاني: الخلفاء والواقع التاريخي موقف الإمام علي (ع) مثالا 90
13 الباب الثاني أزمة تاريخ أم أزمة مؤرخين؟ نموذج ابن خلدون التاريخ لماذا؟ 105
14 لماذا ابن خلدون؟ 109
15 ابن خلدون ووفاة الرسول (ص) وبدء الخلافة! 114
16 في مسألة تجهيز جيش أسامة 116
17 فتح باب أبي بكر، وذكر الخلة! 123
18 صلاة أبي بكر 127
19 خبر السقيفة 135
20 سعد الخزرجي وأساطير الجن 140
21 خلافة عمر 145
22 عثمان والفتنة 152
23 ابن خلدون ومعاوية بن أبي سفيان! 172
24 كربلاء.. نموذجا آخر 177
25 شبهات ابن خلدون والرد عليها 188
26 الباب الثالث عبقريات في الميزان أوهام مقدسة 200
27 العبقرية 202
28 الذاكرة أساس الشخصية 205
29 الخليفة الثاني عمر بن الخطاب 215
30 عثمان بن عفان 221
31 غاية الكلام في الثالثة 224
32 خاتمة 225