الخلافة المغتصبة - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ٢٠٠
السابق
وإن كان ابن خلدون يعتقد أن بعضا من تلك المرويات خاضعة لفساد تأويل الرافضة لها، فهب إننا أعفيناه من ادعاء الطعن في صحة إسناد الحديث فماذا يكون الأمر يا ترى، فيما لو حملناه على فساد التأويل، إن التأويل الفاسد هو ذلك الذي يبتعد كثيرا بالنص عن معناه الواضح والظاهر من دون قرينة تشد ظهره، وحديث الولاية، مما تيسر فهمه، لوضوح منطوقه وامتناع مفهومه عن التعمل والتكلف، ولم يسع إلى تأويل هذا الحديث إلا بعض من النواصب المتعصبين من العامة، وإن الرافضة على عكس ما ادعاه ابن خلدون، لم يؤولوه.
ولو أننا قبلنا الخوض في مثل هذه الترهات التي لا سند من العقل ينهض بدليلتيها. لاختزلناها في كبير النواصب بن حجر الهيثمي، الذي قبل الحديث وصححه، وراح وراء تأويله الفاسد.
وهاك ما رامه من تأويل لكي نعلم أي الحزبين أكثر تقلبا في فساد التأويل.
يقول ابن حجر في الصواعق المحرقة: " لا نسلم إن معنى الولي ما ذكره، بل معناه الناصر والمحبوب، وهو حقيقة في كل منها، وتعيين بعض معاني المشترك من غير دليل يقتضيه تحكم لا يعتد به، وتعميمه في مفاهيم كلها لا يسوغ (134) ".
ولا أظن أن ابن خلدون، وابن حجر، يجهلان معنى المشترك اللفظي.
إن ثمة معايير أتقنها أهل اللغة والحديث. في تأويل ذلك النوع من الألفاظ.
وأنه لمن السخف والعار أن يدعي أن الحقيقة موجودة في كل معانيه، في مقام حديث الغدير من دون الإشارة إلى القرينة كشرط في تخصيص معناه. فابن حجر يريد أن يقول:
1 / لا نسلم بأن معنى الولي ما ذكروه، بل معناه الناصر والمحبوب.
2 / تعيين بعض معاني المشترك من غير دليل يقتضيه تحكم لا يعتد به وتعميمه في مفاهيم كلها لا يسوغ.
لو سألنا ابن خلدون عن أفضل من تعاطى مع حديث الغدير بالتأويل

(134) الصواعق المحرقة.
(٢٠٠)
التالي
الاولى ١
٢٤٤ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة 4
2 مدخل 13
3 حركة النفاق في المجتمع الاسلامي 13
4 التدابير النبوية في تركيز الإمامة 22
5 نتيجة المدخل 31
6 النفاق والنهاية المفتعلة 39
7 الباب الأول الخلفاء الراشدون حبكة مفتعلة! الفصل الأول: الاصطلاح والمفهوم 49
8 أهل البيت والأعلمية 64
9 الخلفاء ما داموا مارسوا الخلافة 75
10 السقيفة والمعارضة 79
11 الخلفاء ما داموا صحابة 84
12 الفصل الثاني: الخلفاء والواقع التاريخي موقف الإمام علي (ع) مثالا 90
13 الباب الثاني أزمة تاريخ أم أزمة مؤرخين؟ نموذج ابن خلدون التاريخ لماذا؟ 105
14 لماذا ابن خلدون؟ 109
15 ابن خلدون ووفاة الرسول (ص) وبدء الخلافة! 114
16 في مسألة تجهيز جيش أسامة 116
17 فتح باب أبي بكر، وذكر الخلة! 123
18 صلاة أبي بكر 127
19 خبر السقيفة 135
20 سعد الخزرجي وأساطير الجن 140
21 خلافة عمر 145
22 عثمان والفتنة 152
23 ابن خلدون ومعاوية بن أبي سفيان! 172
24 كربلاء.. نموذجا آخر 177
25 شبهات ابن خلدون والرد عليها 188
26 الباب الثالث عبقريات في الميزان أوهام مقدسة 200
27 العبقرية 202
28 الذاكرة أساس الشخصية 205
29 الخليفة الثاني عمر بن الخطاب 215
30 عثمان بن عفان 221
31 غاية الكلام في الثالثة 224
32 خاتمة 225